نهلة كرم: لا نتجاوز محفوظ فى الحدوتة وعلينا فعل ذلك فى طريقة السرد

الأحد، 03 سبتمبر 2017 11:00 ص
نهلة كرم: لا نتجاوز محفوظ فى الحدوتة وعلينا فعل ذلك فى طريقة السرد نهلة كرم
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قالت الكاتبة نهلة كرم، ردا على سؤال هل توقفت الكتابة العربية عند "نجيب محفوظ"؟، قبل أى شىء أنا أحب نجيب محفوظ جدًا، ولازلت أتذكر الليلة التى أمضيتها فى قراءة "الشيطان يعظ" بشغف دون أن يغلبنى النوم الذى كنت أشعر به، لكن على الجانب الآخر أتذكر قراءتى فى تلك الفترة لأعماله الأخرى - ومنها أعمال شهيرة- وشعورى أن بها تطويل زائد، خاصة فيما يتعلق بالوصف، وصف مظهر الشخصيات وشكل الأماكن بالتفصيل الممل، كنت فى بعض الأحيان أقلب صفحات معينة لأتجاوزها، وهذا بالتحديد ما أريد قوله، لا أرى من وجهة نظرى أننا تجاوزنا أو يجب أن نتجاوز نجيب محفوظ فى فكرة ضرورة وجود "حدوتة" أقلب الصفحات سعيًا لأعرف القادم بها، لكنى أرى أننا تجاوزنا أو من المهم أن نتجاوز طريقة سرد الحكاية بكل التفاصيل التى لا تفيد الحكاية بقدر ما تثقلها.

بالنسبة للكتابات الموجودة حاليًا هناك أسلوب معين بمجرد أن أبدأ فى قراءته، أعرف أن كاتبه لا يزال فى فترة قراءة نجيب محفوظ وكل الكلاسيكيات القديمة، وهذا ليس عيبًا على الإطلاق، لكنى أقصد وصف الأمر، فكلنا مررنا بالفترة التى كنا نقرأ بها إحسان عبد القدوس ويوسف إدريس ومحفوظ، اللحظة التى تشبعنها بكتابتهم للدرجة التى ظهرت فى كتابتنا، لكننا تجاوزنا ذلك بعدها ليكون لنا أسلوبنا الخاص، وهذا من المؤكد ما كان سينصحنا به نجيب محفوظ نفسه لو شعر أننا نقلده فى الكتابة.

وأخيرًا أنا سعيدة جدًا بالتجريب الذى صرت أقرأه فى بعض الأعمال مؤخرًا، لكنى من وجهة نظرى أيضًا لا أميل كثيرًا للتجريب فى الرواية، أشعر أن الرواية مثل شخص يحكى حكاية ويلتف حوله مجموعة من الأشخاص، لكنه إذا ابتعد عن الحكاية كثيرًا وظل يشرح ويسترسل فى أمور متفرعة، ومن الأمور المتفرعة يذهب فى حكايات أخرى، وشروحًا وفلسفة زائدة عن الحد، لا أعتقد أن يتبقى من الملتفين حوله أحد، القارىء بطبعه سريع الملل، والرواية عنده "حدوتة"، ولن ينجذب بسهولة لرواية ليس فيها هذه الحدوتة ولن يقتنع بها، لذلك أميل أكثر لطريقة نجيب محفوظ فى سرد "الحدوتة" والتشويق بها، لكن بكثير من الإيجاز الذى يتناسب مع رتم الحياة السريع الآن.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة