تستمر قطر بكل وقاحة فى إعلان دعمها للإرهاب ورموزه وفى مقدمهتم الشيخ يوسف القرضاوى الذى لم يجد أدفأ من أحضان الدوحة للارتماء فيها وأصبح الرجل ذو النفوذ الأقوى والمؤثر في قطر، والذي لا ترد كلمته، ومن أجله كافحت قطر كثيرا لمنع إدراج اسمه من قبل على قوائم الإرهاب الأمريكية، وترفض الآن تسليمه لمصر رغم إدراج اسمه أيضاً في قوائم الإرهاب، التي أصدرتها الدول الأربع السعودية ومصر والإمارات والبحرين.
وأعلن وزير خارجية قطر في لقائه أمس مع ممثلي صحف فرنسية، أن الدوحة لن تسلم يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، المطلوب لدى مصر، كونه مواطناً قطرياً وليس إرهابياً.
وعن سبب احتضان الدوحة أعضاء تنظيم "الإخوان" رغم أنهم مطلوبون في دولهم، قال وزير الخارجية القطري إن وجود هؤلاء الأفراد هو من قبيل كونهم معارضين سياسيين، وقطر لديها مثل هؤلاء الأفراد من دول عدة، وليس فقط من مصر.
لغز علاقة القرضاوى وقطر
لغز تمسك قطر بالقرضاوي تكشفه تناقضاته وتغير وتبدل مراحل حياته، فقد كان يسير من النقيض إلى النقيض في كل مرحلة من مراحل حياته، وذلك لاختلاف الوجهة التي يقصدها، واختلاف الراعي الرسمي له، فقد سجن في عهد جمال عبدالناصر، لتورطه في الانضمام لتنظيم الإخوان المسلمين الذي حاول اغتيال عبدالناصر عدة مرات، وكان يعمل مأذوناً شرعياً في قريته صفط تراب بالمحلة الكبرى، ومن خلال مهنته، انضم إلى الإخوان وتقرب لقادتهم في المحلة، ومن المحلة انطلق للقاهرة ليلتحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر ويعمل في جناح الجماعة السري في القاهرة الذي كان يخطط آنذاك لقلب نظام الحكم.
ثم أعير للعمل في قطر عام 1961، وعمل كمدرس مساعد ورفض تجديد جواز سفره المصري بحجه أنه معارض لنظام عبدالناصر ويخشى من اعتقاله لو عاد لمصر، فاحتضنه النظام القطرى ومنحه الجنسية، وعام 1995 أصبح القرضاوى مقرباً من العائلة الحاكمة يقدم لها الفتاوى التي تعزز سلطتها ومكانتها ونفوذها، بل كان يقدم الفتاوى التي تجعل كل أعضاء جماعة الإخوان والتنظيمات التي تفرعت منها مجرد أداة في يد النظام القطري، بحسب موقع "سى إن إن" عربى.
وفي يونيو من نفس العام انقلب ولي العهد الشيخ حمد بن خليفة على والده الشيخ خليفة، وهنا كان دور القرضاوي الذي لم ينسه الأمير الجديد، فقد أفتى القرضاوي صراحة بأن الشرع يجيز انقلاب حمد على والده، وقال إن مصلحة الأمة تجيز ما فعله الشيخ حمد، و أن ما حدث كان استجابة لإرادة الأمة والشعب القطري، وفقا للشبكة الاخبارية.
فتوى القرضاوي جاءت انتقاماً من الأمير السابق الشيخ خليفة، الذي كاد أن يطرده من قطر، ففي عهد الشيخ خليفة بن حمد، تولى المفكر والكاتب المصري رجاء النقاش رئاسة تحرير مجلة "الدوحة"، وكانت من أشهر المجلات في ذلك الوقت، كما تولى منصب مدير تحرير صحيفة "الراية" اليومية المقربة من الأمير، وقدم قطر للعالم العربي بصورة الدولة المهتمة بالثقافة والنهضة مما جعله مقرباً من الأمير.
دبت نيران الغيرة في القرضاوي من رجاء النقاش لذا أفتى بتكفيره، بسبب بعض آرائه ومقالاته، وأثارت الفتوى ضجة هائلة وخشي الأمير من ردة فعل الإسلاميين الذين أيدوا فتوى القرضاوي لذا أغلق مجلة "الدوحة" ، وقام بتنصيب الصحفي المصري مديراً لتحرير لصحيفة "الراية"، وهي الصحيفة الوحيدة في ذلك الوقت في البلاد، كما قام بتجميد نشاط القرضاوي، وكان على وشك سحب الجنسية منه لولا تدخل المقربين الذين سعوا لتهدئة الاجواء، بعد هذه الواقعة اعتبر القرضاوي الشيخ خليفة عدواً له، ولذلك وعقب انقلاب الشيخ حمد على والده أفتى الشيخ المصري بجواز وشرعية ذلك، وهو ما منح الشيخ حمد بن خليفة شرعية لانقلابه.
عقب انطلاق قناة "الجزيرة" خصصت القناة بدعم وتوجيهات من الأمير برنامجاً للقرضاوي، الذي سعى لتعزيز نفوذه في قطر، وتقديم الدعم المالي والمعنوي لجماعته الأم جماعة الإخوان التي توافد قادتها وأنصارها على قطر، إما للعمل أو للحصول على دعم مالي وبمباركة القرضاوي.
وأضافت الشبكة الإخبارية أن قطراستغلت القرضاوي ومكانته الجديدة في إضفاء الشرعية الدينية على مواقفها وتصرفاتها، وذلك من خلال فتواه التي تجمع كافة المتناقضات وتفضحها وسائل التواصل ومواقع اليوتيوب، ووقت أن كان تميم على علاقة جيدة بسوريا وحزب الله كانت فتاوى القرضاوي تضفي هالة على الرئيس السوري بشار الأسد و حزب لله وتصفهم بأنهم من يقودون الأمة لمواجهة مؤامرات الغرب ضد العرب.
وعقب وصول الإخوان للحكم فى مصر، أفتى القرضاوي بعدم الخروج على الحاكم ووصف من سيخرجون على محمد مرسي بالخوارج، لأن وجود الإخوان في الحكم كان هو الهدف القطري، الذي سعت من خلاله للتدخل في الشأن المصري.
كما أن فتوى القرضاوي بقتل حاكم ليبيا معمر القذافي جاءت متسقة مع التوجه الرسمي لدولة قطر وتعبيراً عن موقفها الذي أعلنه مصطفى غرياني المسؤول الإعلامي في المجلس الوطني لثوار بنغازي، حيث أعلن أن قطر مستعدة لإمدادهم بالأسلحة لقتال القذافي.
ورد القرضاوي على الرافضين لاستضافة قطر مونديال 2022 بسبب ما تردد عن أن تنظيم المونديال يتطلب الموافقة على بيع المشروبات الروحية في قطر، فضلاً عن تكلفته العالية التي ستسدد من ثروات قطر، وأفتى بجواز إنفاق الأموال الطائلة لاستقبال كأس العالم الذي سيرفع اسم قطر إلى عنان السماء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة