بالصور .."العيون الكبريتية" فى جنوب سيناء مياه تخرج من باطن الأرض وكهوف الجبال تروج للسياحة العلاجية وفوائد الطين الكبريتى لعلاج آلام المفاصل والظهر و المياه تصل درجة حرارتها لـ 200 درجة مئوية

"العيون الكبريتية" بسيناء أحد مقاصد السياحة العلاجية التى تحتاج الى ترويج أكثر .. خاصة وأن فوائدها العلاجية والنتائج التى حققتها فيمن جربها إيجابية بنسبة 100%.

مدقات وطرق رملية غير ممهدة هى طرق الوصول إلى منطقة العيون الكبريتية بمدينة رأس سدر بعمق 9 كيلو مترات داخل الصحراء.

منطقة وادى عسل برأس سدر، هى أول نقطة علاج من بين أربع نقط موزعة بجنوب سيناء يقصدها الراغبين فى علاج آلام المفاصل والعظام وتفتيح البشرة والاستمتاع بشمس المغيب .. منطقة وادى عسل رغم فوائدها لا يعرفها الكثيرون.

يقول رمضان السيد وهو رجل تخطى عامه الستين ويعمل سائقا لأتوبيس سياحي، "عرفت عن العين خلال زيارة سابقة لشاطئ رأس سدر من رجل أعرابى ، شكوت له الام المفاصل والظهر التى أعانى منها فدلنى على المياه الكبريتية ..يقول : أجلس على حافة بركة المياه أنتظر جفافها وأخذ الطمى لادهن به مكان الالم بالظهر والمفاصل ثم أعود للاستحمام بمياه العين الساخنة التى تصل درجة حرارتها الى 50 درجة مئوية لمدة 20 دقيقة على الأقل.

ويضيف رمضان "أصبحت زيارة العين طقس أساسى فى كل مرة أتى الى  رأس سدر، ولأنى أعمل سائقاً فى شركة تنقل المصطافين فأنى أحضر إلى هنا  كثيراً وأشجع وفود الرحلات على  زيارة المنطقة خاصة رحلات جمعيات المسنين".

منطقة حمام فرعون على الطريق الدولى إلى مدينة شرم الشيخ، هى النقطة الثانية للعيون الكبريتية بجنوب سيناء وهو عبارة عن مياه تخرج من كهوف داخل جبل تصب فى مياه خليج السويس، يفضل زوارها السباحة فى المصب لتحمل درجة الحرارة التى ترتفع كلما دخلنا إلى عمق الكهوف، وفى عام 2008 كشفت بعثة الآثار المصرية عن كهف بمنطقة حمام فرعون إستخدم كملجأ للمسيحيين الفارين من الاضطهاد الرومانى فى القرنين الرابع والخامس الميلاديين‏.

وهناك  حمام موسى بمدينة الطور، وتدور حولها حكايات من السكان  أن لها قداسة دينية حيث يعتقد أن نبى الله "داوود" استشفى بها خلال رحلته فى سيناء.

يحكى السكان المحليون لمدينة رأس سدر إن مياه العين تؤثر على المياه الجوفية فى المنطقة حتى جبل حمام فرعون، الذى يبعد عنها 30 كيلو متر، ويختلف تفسير السكان لموقع العين، فيقول فرج وهو شاب أعرابى تسكن قبيلته فى منطقة قريبة من العين، إن جده حكى له أن العين كانت هنا من وقت " تيه " بنى إسرائيل.

 ولكن حامد مشرف سياحى بفندق صغير بالمدينة يقول ، سمعنا أن العين بدأت فى التكون فى شكلها الحالى فى الثمانينيات من القرن الماضى عندما بدأت شركات البترول فى رحلات استكشافية، ولكن بئر الاستكشاف ظهر منه مياه كبريتية بدلا من النفط، فتركت الشركة المنطقة كلها". 

تفسير المشرف السياحى يفسر وجود غطاء معدنى أعلى منبع العين، ولكن المياه أحدثت خرقاً فى معدن الغطاء وأكملت طريقها لتشكل ثلاث بحيرات صغيرة، تحفها أشجار المانجاروف.

منطقة العين تظهر مثل واحة وسط الصحراء القاحلة وبالرغم من حرارة مياه العين وقسوة الصحراء، إلا أن الطبيعة البكر منحت المنطقة جوا مميزا. 

يقول  عادل غريب، تعودت على الغطس فى البحيرة الدافئة كلما مررت من هنا، وتعلمت من البدو الذى أقابلهم هنا أن أفضل توقيت لاستخدام العين قبل غروب الشمس وقبل شروق الشمس أيضا".

 ويضيف" نصحنى صديق بدهان ساقى المرهقة من قيادة السيارة لمدة طويلة، بالطين الكبريتى والانتظار فى الشمس حتى يجف الطين ثم النزول فى العين للاغتسال من الكبريت".

درجة حرارة مياه العين تصل إلى 200 درجة مئوية تندفع من باطن الأرض فى حالة فوران وبخار الماء المحمل برائحة الكبريت لا تستطيع تحملها عن قرب من مكان خروجها من باطن الأرض . شقت المياه لنفسها قناة طولها 100متر حتى تستقر فى منخفض عمقه أقل من متران ومساحته لا تقل عن 150 مترا مربعا ، مثل حمام سباحة طبيعى درجة حرارته تتدرج من الساخن جداً إلى الساخن إلى الدافئ .

بحث طبى عرض فى مؤتمر لطب الطبيعة عقد فى مدينة شرم الشيخ قبل سنوات، عرض فيه تقريراً لأطباء ألمان عن إمكانية علاج لحمامات الكبريتية الحرارية لأمراض الجهاز العضلى الهيكلى والأمراض الروماتيزمية بسبب دفء المياه الذى يزداد بفعل كبريت الهيدروجين.