انطلقت بالعاصمة الأردنية عمان، اليوم، الأربعاء، فعاليات المنتدى الاقتصادى العربى الإفريقى، تحت عنوان (خارطة الطريق والتمويل المتاح لاستثمارات ناجحة) بمشاركة أكثر من 500 مشارك يمثلون 54 دولة عربية وإفريقية وأجنبية.
ويبحث المشاركون فى المنتدى، الذى تنظمه غرفة تجارة الأردن بالتعاون مع اتحاد الغرف العربية ومجموعة الاقتصاد والأعمال اللبنانية، الفرص الجديدة لتطوير التعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى بين الدول العربية والإفريقية فى ضوء قرارات القمة العربية الافريقية الرابعة التى عقدت العام الماضى فى غينيا الاستوائية.
وأكد وزير الدولة لشئون الاستثمار رئيس هيئة الاستثمار الأردنية مهند شحادة، فى افتتاح المنتدى مندوبا عن العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، ضرورة العمل الجماعى من أجل الازدهار وتحقيق إنتاجية مفيدة، لافتا إلى أن ذلك يقتضى أن نقود الاقتصاد بمختلف مؤسساته ومن شركات كبيرة وصغيرة ومتوسطة وإشراك الشباب وإتاحة الفرص أمامهم واحتضانهم باعتبارهم قوة المستقبل.
ودعا شحادة، المشاركين بالمنتدى لتقديم أفكار جديدة تسهم فى تعزيز الأعمال وإقامة شراكات بين الدول العربية والإفريقية بما يحقق المنفعة المتبادلة بين الجانبين.
وأشار إلى أن الأردن بدأ اليوم بتحويل التحديات التى تواجهه إلى فرص حقيقية لتحقيق النمو الشمولى وإيجاد فرص عمل من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص، منوها بأن الأردن يمتلك مقومات تجعله قاعدة للبنى التحتية ومشروعات الأعمار بالمنطقة، وأن السوق الإفريقية تمثل فرصة لتحقيق مصلحة متبادلة بين الأردن ودول القارة وبخاصة فى قطاعات الزراعة والغذاء والخدمات.
ومن جانبه، أكد رئيس غرفة تجارة الأردن رئيس اتحاد الغرف العربية العين نائل الكباريتى، أن العوامل التى تجمع الدول العربية والإفريقية كلها مصادر وعوامل قوة لإقامة كتلة اقتصادية مؤثرة بالاقتصاد العالمى، الأمر الذى يتطلب التوحد اقتصاديا، لافتا إلى أن تعزيز التعاون بينها يتطلب وضع الاستراتيجيات وعقد الاتفاقيات وتسخير الأدوات لتقوية التبادل التجارى والخدمات من نقل ولوجستيات وتبادل المعلومات.
ودعا الكباريتى، إلى ضرورة إنشاء مناطق لتبادل السلع وصناعات تكاملية وليس تنافسية، وتشكيل فريق عمل من الدول العربية والإفريقية لرسم استراتيجيات لبناء شراكات اقتصادية هدفها الإنتاج والتصدير والإبداع الفكرى.
بدوره، أكد رئيس اتحاد الغرف الافريقية للتجارة والصناعة والزراعة والمهن واتحاد الغرف المصرية أحمد الوكيل، ضرورة أن يكون الوطن العربى شريكا استثماريا رئيسيا فى إفريقيا، خاصة فى الزراعة لتحقيق الأمن الغذائى والطاقة المتجددة والصناعات التحويلية لزيادة القيمة المضافة لخيرات إفريقيا.
وقال الوكيل، أن القارة الإفريقية تمتلك العديد من الفرص الاستثمارية الواعدة؛ خاصة إنها تتمتع بنحو 60% من الأراضى الصالحة للزراعة ونصف مخزون العالم من البلاتينيوم والكوبالت والماس و11% من البترول و6 % من الغاز و4 % من الفحم، داعيا إلى ضرورة استخدام منطقة التجارة الحرة الثلاثية التى تم إطلاقها فى شرم الشيخ عام 2015 وتضم نصف إفريقيا المجاورة للوطن العربى وهى منطقة ذات قوة شرائية تتجاوز 3ر1 تريليون دولار كمرحلة أولى لمنطقة التجارة الحرة الإفريقية الشاملة.
واقترح الوكيل، إنشاء غرفة (إسلامية - إفريقية) لتتكامل الجهود الإفريقية مع جهود الغرف الإسلامية من أجل زيادة التبادل التجارى والاستثمارى والخبرات وتعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية التى تزخر بها القارة السمراء.
من جهته، أشار السفير الدكتور كامل حسن على الأمين العام المساعد رئيس القطاع الاقتصادى فى جامعة الدول العربية، إلى أن المنتدى يشكل منصة رئيسية لتعاون بين مجتمع الأعمال العربى ونظرائهم فى الدول الإفريقية وذلك تفعيلا لقرارات القمة العربية الإفريقية الرابعة التى عقدت العام الماضى فى مالابو.
ودعا إلى توسيع نطاق التعاون الإقليمى والاتفاقيات الثنائية التجارية والسعى إلى إقامة مشاريع مشتركة تهدف إلى تعزيز الإنتاجية الاقتصادية وزيادة التنويع وتحسين مستويات المعيشية، خاصة وأن اقتصاديات معظم الدول العربية والإفريقية الأقل نموا وإنتاجية.
وأكد على، وجود إمكانيات تجارية كبيرة غيرمستثمرة بين الدول العربية والإفريقية؛ والتى من شأنها الإسهام فى تحقيق مزيدا من التكامل الاقتصادى ورفع مكانتهم فى المشهد التجارى العالمى، مشيرا إلى حرص جامعة الدول العربية على تفعيل مجالات التعاون والتكامل بين الدول العربية والإفريقية من خلال إقامة منطقة تجارة تفضيلية بينهم.
ويوفر المنتدى، الذى يحظى بمشاركة واسعة من المعنيين بالاقتصاد والاستثمار فى الدول العربية وإفريقيا، والغرف التجارية (العربية-الأجنبية) المشتركة والغرف الإفريقية، فرصة للتشاور وتبادل الآراء حول السبل والوسائل الكفيلة بالدفع إلى الأمام لتطوير التعاون الاقتصادى، بين المنطقتين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة