أكد الدكتورمجدى عاشور المستشار الأكاديمى لفضيلة مفتى الجمهورية على مشروعية تنظيم النسل وتقليل عدد أفراد الأسرة بصورة تجعل الأبوين والدولة والمجتمع أكثر استطاعة للقيام برعاية الأبناء والنشء رعاية متكاملة دون إرهاق أو حرج أو احتياج غير كريم، مشددًا على أن هذه الرأى هو ما عليه معتمد الفتوى منذ عقود، خاصة إذا وجدت الحاجة الشخصية أو الضرورة المجتمعية التى تقتضى ذلك بصفة مؤقتة أو دائمة.
ولفت مجدى إلى أن العبرة فى قضية السكان بالكيف وليس بالكم؛ فقد أرجع الشرع الشريف اختيار الحكم فيها إلى تقدير الزوجين وولاة الأمر والجهات المختصة خاصة أن تلك الجهات هى المنوطة بدراسة الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والقضايا السكانية للدولة ورسم خططها التنموية والمستقبلية على كافة الاتجاهات بناء على ما تقرره الإحصائيات والأبحاث المتخصصة.
وأشار عاشور إلى أن تنظيم النسل من خلال وسائل منع الحمل طريقة قد استعملها الصحابة رضى الله عنهم فى عهد النبى صلى الله عليه وآله وسلم ولم ينكر عليهم، من أجل الخوف من كثرة الأولاد والاحتراز من الحاجة إلى التعب والمشقة فى اكتساب أسباب المعيشة، بل أحيانًا كثيرة من أجل استبقاء المرأة لجمالها وحسن زينتها، وأحيانًا أخرى بهدف المحافظة على حياتها خوفا من أخطار الحمل.
وقد كشف المستشار العلمى للمفتى عن أن القيام بهذه الأمور لا يتعارض مع الآية الكريمة التى يقول الله تعالى فيها: (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا) [الإسراء: 31]، لأن منع حدوث الحمل بمنع أسباب وجود وتخليق النواة الأولى فى تكوين الجنين لا يعد قتلا لأن الجنين لم يتكون بعد، فضلا أن ذلك من باب الأخذ بالأسباب، وذلك كلُّه من مظاهر التوكل على الله الذى هو شأن المسلم فى كل أعماله.
وانطلاقا من واجبنا فى النصح للأمة نوصى كل أب وأم بألا يدخروا وسعًا فى تنظيم النسل لتربية أبنائهما تربية جيدة حتى يكونوا لبنة نافعة فى صرح الوطن ولبنة قوية فى كيان المجتمع، كما ننصح المهتمين بهذا الأمر باتخاذ الوسائل التشجيعية الكفيلة بنجاح التوعية وضمان الإقبال وجدية التأثير، خاصة فى الأوساط والطبقات الحريصة على كثرة النسل، وفى ذلك خروج من "الأمة الغثائية" إلى "الأمة القوية".
عدد الردود 0
بواسطة:
حازم توفيق
"وما من دابة على الأرض الا على الله رزقها"
الأخذ بالأسباب فيما اسنخلف الله فية العبد فلو ان امرأة علمت ان الحمل قد يودى بحياتها فيجوز لها الأمتناع او سيضرها صحيا اما المولد والأجل والرزق مع الله