مفتى الجمهورية: حب الوطن والإخلاص أحد دروس الهجرة

الجمعة، 22 سبتمبر 2017 05:59 م
مفتى الجمهورية: حب الوطن والإخلاص أحد دروس الهجرة د. شوقى علام مفتى الجمهورية
كتب – لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أن الهجرة النبوية المشرفة كانت مرحلة فاصلة فى تاريخ الإسلام والمسلمين، وجاءت بعد أن تعرض النبى صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه الكرام إلى أصناف كثيرة من التضييق والإيذاء حتى من الأقارب.

 

وأضاف فى لقاء على "أون لايف"، اليوم الجمعة، أن ما تعرض له الصحابة الكرام من تعذيب وإيذاء لا يتحمله بشر، فقد قاموا بتعذيب سيدنا بلال بن رباح بأن وضعوه على الرمال فى الشمس الحارقة ووضعوا الحجارة على صدره، ولكنه ظل ثابتًا على الحق، وفى ذلك درس لنا نستلهم منه أننا فى وقت الصعاب علينا أن نظل ثابتين على الحق وعلى المبادئ القويمة، وألا نكون متلونين لأن الحق ثابت وواضح، فلا نحيد عن مبادئنا مهما تعرضنا للأذى.

 

وأشار إلى أن فى الهجرة النبوية معانى راقية ودروسًا مهمة علينا أن نستلهمها فى حياتنا كلها، وفى مقدمتها حب الوطن والإخلاص له، فهجرة النبى صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته الكرام لم تكن باختيارهم أو رغبة منهم، ولكنهم كانوا مكرهين عليها، وتجلى ذلك فى كلمات النبى صلى الله عليه وآله وسلم وقت الهجرة عندما وقف ونظر تجاه مكة وقال: "والله إنك لأحب بلاد الله إليَّ، ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت".

 

وأكد مفتى الجمهورية أن حب الوطن والتمسك به من الأمور المهمة فى حياة الإنسان، وترك الوطن أمر عظيم على النفس، ولذلك فالقرآن عندما تحدث عن بنى إسرائيل قال: {اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أو اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ} [النساء: 66]، فساوى الخروج من الأوطان بقتل النفس كأنه قتل للجانب المعنوى للإنسان، وهو ما يعلمنا حب الوطن والإخلاص له.

 

وحول كيف للإنسان أن يهاجر الآن، أوضح فضيلة المفتى أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية"، مؤكدًا أن هجرتنا وجهادنا الآن يجب أن يكون فى ميدان الحياة والعمل، وهو ما يستطيع من خلاله الإنسان المساهمة فى رفعة وطنه والبشرية والإنسانية كلها.

 

وأضاف أن من معانى الهجرة كذلك أن نهجر كل ما يؤدى إلى كدر الحياة، وأن نؤدى أعمالنا على أكمل وجه بإعمال ضمائرنا فى وظائفنا وحياتنا كلها، وأن نصبر على مغريات الحياة وضيقها حتى نظل ثابتين على الخلق القويم، فليست الهجرة فقط ترك مكان لمكان ولكن ترك المعاصى والأخلاق الذميمة إلى الطاعة والعمل الصالح.

 

وقال فضيلته: "إذا انتصر الموظف الذى يتم إغراؤه بالمال على نفسه فإن معنى الهجرة قد تحقق فيه، وإذا أدى عمله على أكمل وجه وأبدع فيه فإن ذلك من الهجرة أيضًا، وكذلك فى كل مواضع النهى والأمر التى ذكرها الله ورسوله إذا ما تمسكنا بها فإن فى ذلك هجرةً إلى الله، يقول تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ}.

 

وتعجب مفتى الجمهورية من انهيار الأخلاق وانتشار السباب بين الناس خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن المسلم ليس بفحاش ولا لعان ولا بذيء، وضرب مثلًا بسيدنا أبى بكر الصديق عندما سبَّه رجل وأكثر من سبه وكان النبى حاضرًا، فلما همَّ أبو بكر أن يرد على الرجل قام النبى صلى الله عليه وآله وسلم، فسأله أبو بكر عن ذلك، فقال له النبى صلى الله عليه وآله وسلم: "كان معك مَلَك يردُّ عنك، فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان؛ فلم أكن لأقعد مع الشيطان". وهذا من الهجرة الحقيقية الآن، فالنبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

 

ودعا المفتى الناس جميعًا إلى التحلى بالأخلاق العالية فى كافة شؤون حياتهم، حتى نكون مهاجرين حقًّا، وأن نتأسى بالنبى صلى الله عليه وآله وسلم تأسيًا حقيقيًّا وليس بمجرد المظهر فقط؛ لأن الدين جوهر وليس شكلًا.

 

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة