عندما أرادت أمريكا شراء "معبد أبو سمبل".. ثروث عكاشة يتذكر

الجمعة، 22 سبتمبر 2017 06:05 م
عندما أرادت أمريكا شراء "معبد أبو سمبل".. ثروث عكاشة يتذكر ثروت عكاشة
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"فى يوم 22 سبتمبر 1968 شاعت فى سماء مصر وأراضيها أنسام فرحة غامرة، فرحة الانتصار على التحديات والصعوبات، فرحة تحويل الحلم إلى حقيقة، فرحة النجاح فى انتزاع أجمل آثار حضاراتنا القديمة من يد الفناء وإنقاذ معبدى أبو سمبل الرائعين والصعود بهما إلى منصة الخلود" هكذا وصف وزير ثقافة مصر الأسبق الدكتور ثروث عكاشة اليوم الذى تم افتتاح معبد أبوسمبل بعد نقله من مكانه.

ورصد وزير ثقافة مصر الأسبق، خلال مذكراته التى صدرت عن دار الشروق تحت عنوان "مذكراتى فى السياسة والثقافة"، بداية علاقته بملف آثار النوبة، وذلك عقب توليه مهام وزارة الثقافة والإرشاد القومى فى نوفمبر عام 1958، وفجر الوزير الأسبق مفاجأة، حيث كشف عن طلب الولايات المتحدة الأمريكية شراء معبد أبو سمبل حيث يقول: "زارنى السفير الأمريكى فى القاهرة يصطحبه مستر روديمر مدير متحف المتروبوليتان بنيويورك الذى بادرنى قائلا "جئت أشترى واحدا أو اثنين من معابد النوبة المحكوم عليها بالغرق بعد بناء السد العالى"، وتابع "وقد أثارتنى هذه الرغبة المفاجئة وضقت بأن يدور فى خلد أحد أن يكون تراث أسلافنا مما يباع ويشترى" فرددت عليه معاتبا "إنه لجدير بمتحف المتروبوليتان أن يبادر بالعون العلمى لإنقاذ هذا التراث الإنسانى بدلا من التفكير فى شرائه".

كانت تلك الواقعة بداية ارتباط الدكتور ثروت عكاشة بمعبد أبو سمبل ومعابد فيله، والذى قرر زيارتها بعد ذلك اللقاء، كما كشف فى مذكراته، واصحطب معه فى تلك الزيارة كلا من الدكتور أحمد بدوى، رئيس جامعة عين شمس،/ ومدير مركز تسجيل الآثار فى ذلك الوقت، والمهندس محمد مهدى، مدير الإدارة بمصلحة الآثار آنذاك، حيث ظلوا لمدة أسبوعين، يتنقلون من معبد إلى آخر، ويزورن البعثات الآثرية هناك، وهنا قال "فزعت عندما اكتشفت أن ما كان يجرى هناك كان مقصورا على تسجيل وتوثيق هذه المعابد وحصر بعض المواقع الأثرية فحسب" وتابع "كيف يترك هذا التراث لتغمره مياه النيل".

مذكراتى مع السياسة والثقافة
مذكراتى مع السياسة والثقافة

وكشف "عكاشة" عن الكتاب الذى ألهمه ضرورة الحفاظ على آثار النوبة، حيث اصطحب معه خلال تلك الجولة كتاب وصفه بالشائق للأديب الفرنسى الشهير بيبرلوتى تحت عنوان "موت فيله" والذى ناشد فيه الأديب الفرنسى المثقفين المصريين بأن يهبوا للذود عن تراثهم متخذا من جزيرة فيله لؤلؤة مصر وإحدى عجائب الدنيا رمزا لموت مصر القديمة، وذلك حين وجد نفسه – بيبرلوتى – فى قاربه وسط بحيرة يحتضنها خزان أسوان والجبال الشاهقة كأنها مدرجات رهيبة تحاصر البحيرة، وتبرز من جزيرة فيله الغريقة قمتها التى يتربع عليها معبد إيزيس والجوسق الرخامى الذى بأن له كأنه مرفأ حزين"، وهنا قال "عكاشة"، :"أخذت أقلب الفكر وأعمل الذهن فى أعقاب هذه الرحلة، وزادنى التفكير تصميما على ضرورة الوصول إلى حل، مستعرضا الوسائل المتاحة بينما العقبات تترى فى وجه كل اقتراح وتحول بشدة وعنف بينى وبين الهدف الكبير الذى بدا واضحا ساطعاً، وهو حتمية إنقاذ التراث المهدد بالغرق"، وهو الحلم الذلا تحقق بالفعل بعد حملة قادها عكاشة نفسها بمشاركة اليونسكو وبمباركة من الزعيم المصرى الراحل جمال عبد الناصر الذى أولى هذه الموضوع اهتماما خاصا، حتى افتتح المعبد رسميا بعد نقله فى 22 سبتمبر عام 1968.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة