شبح الانفصال يداعب كتالونيا من جديد.. مظاهرات تطالب بـ"استفتاء الاستقلال" عن إسبانيا أول أكتوبر.. أوروبا تحبس أنفاسها.. وزعماء "القارة العجوز" يحذرون: لا مكان للإقليم تحت مظلة "الاتحاد" حال انفصاله

الأربعاء، 20 سبتمبر 2017 04:30 ص
شبح الانفصال يداعب كتالونيا من جديد.. مظاهرات تطالب بـ"استفتاء الاستقلال" عن إسبانيا أول أكتوبر.. أوروبا تحبس أنفاسها.. وزعماء "القارة العجوز" يحذرون: لا مكان للإقليم تحت مظلة "الاتحاد" حال انفصاله شبح الانفصال يداعب كتالونيا من جديد
كتبت فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى خطوة جديدة على طريق الانفصال عن إسبانيا، قررت حكومة إقليم كتالونيا، الواقع فى شمال شرق البلاد، تنظيم استفتاء فى أول أكتوبر، وترى مدريد أن هذا الاستفتاء غير قانونى، وخرج الآلاف فى مسيرة تنادى من شوارع برشلونة بدعم الاستقلال عن إسبانيا، بعد أن تحركت مدريد لعرقلة استفتاء على الانفصال عن إسبانيا بعد طعن قضائى من رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوى أدى إلى تعليق الاستفتاء من المحكمة الدستورية فى البلاد.

مظاهرات كتالونيا (4)
 
وحث رئيس الإقليم كارلوس بوتجدمونت المطالبين بالاستقلال على النزول إلى الشوارع لإظهار الدعم للاستفتاء الذى تخبئ صناديق اقتراع وأوراق جاهزة للتوزيع فى أى لحظة، بينما تقول الحكومة الإسبانية أن هذا الاستفتاء غير قانونى حيث أن إسبانيا دولة غير قابلة للتقسيم.

 

كانت الحركة الموالية للاستقلال فى ذروة اتقادها عام 2012 أثناء الركود الاقتصادى الحاد فى إسبانيا، وعندها خرج حوالى مليون شخص إلى الشوارع ملوحين بالعلم الكتالونى ومرددين النشيد الوطنى للإقليم، لكن استطلاعات الرأى أظهرت انحسار دعم الاستقلال منذ ذلك الوقت، ليصبح مؤيدو الدولة المنفصلة أقلية، ومع ذلك فإن أغلبية الكتالونيين يريدون إجراء الاستفتاء.

مظاهرات كتالونيا (1)
 

وأجرى أهالى كتالونيا تصويتا رمزيا على الاستقلال عن إسبانيا فى 2014 وصوت حوالى 2 مليون لصالح الانفصال، وكان رئيس حكومة إسبانيا ماريانو راخوى، رفض إجراء أى استفتاء على استقلال إقليم كتالونيا.

 

أما بالنسبة لخروج كتالونيا من الاتحاد الأوروبى، فالأمر محسوم حيث أن المفوضية الأوروبية تكرر دائما تحذيرها للحكومة الكتالونية من خروج الإقليم تلقائيا من الاتحاد الأوروبى بمجرد حصوله على الانفصال من إسبانيا، حيث يرى أن انفصال كتالونيا سيؤدى إلى المزيد من الانقسام، وانحاز رئيس المفوضية الأوروبية كلود يونكر مع رئيس الحكومة الأسبانية ماريانو راخوى وموقفه من انفصال كتالونيا.

مظاهرات كتالونيا (2)
 

وقال يونكر إن "إقليم كتالونيا، فى حال استقلاله، سيحتاج لتقديم طلب انضمام للاتحاد الأوروبى، وأن هذه السياسة ستطبق على أى دولة جديدة، مضيفا "إذا جاء التصويت لصالح استقلال كتالونيا، فإننا سنحترم هذا الرأى، ولكن الإقليم لن يكون دولة عضوا فى الاتحاد الأوروبى فى اليوم التالى لمثل هذا التصويت".

 

وأضاف، مكررا موقف سلفه جوزيه مانويل باروسو: "أى دولة مستقلة حديثا، يجب أن تتبع إجراءات العضوية ذاتها التى تتبعها أى دول طامحة"، مشيرا على سبيل المثال، إلى إسكتلندا، وذكر مازحا بلده لوكسمبورج، ومفاوضات الانضمام للاتحاد الأوروبى صعبة وتشمل الالتزام بمعايير الاتحاد وقواعده والحصول على موافقة حكومات الدول الأعضاء، مما يعنى أن إسبانيا يمكنها منع انضمام كتالونيا، إذا رغبت فى ذلك.

مظاهرات كتالونيا (3)
 
وليس يونكر فقط من حذر من انفصال كتالونيا وهدد بخروجها من الاتحاد الأوروبى، بل أيضا طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل كتالونيا، باحترام القانون والدستور الإسبانى، وقالت أنه من المهم على جميع المؤسسات فى إسبانيا احترام القانون، وأكدت أنه "فى حال استقلال كتالونيا عن إسبانيا، فإنها ستصبح خارج الاتحاد الأوروبى"، مؤكدة أيضا أن المعاهدات الأوروبية تتضمن السلامة الإقليمية والسيادة لكل دولة، ولذلك فإعلان الاستقلال من جهة واحدة سيخالف تلك المعاهدات، ولهذا فإن الاتحاد الأوروبى يطالب باحترام التشريعات الوطنية والقانون الدولى فى إسبانيا.

 

وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفين سيبرت، أن "الحكومة الألمانية حريصة على الحفاظ على الاستقرار فى إسبانيا، ولذلك فمن المهم أن يحترم القانون على جميع المستويات المؤسسية فى إسبانيا، وبطبيعة الحال الدستور الإسبانى.

 

وأكد "سيبرت" أثناء مؤتمر صحفى حول موقف برلين من التطورات الأخيرة فى كتالونيا، أنه قبل عامين، كانت المستشارة أنجيلا ميركل تحدثت شخصيا لصالح الدستور الإسبانى فى اجتماع ثنائى مع رئيس حكومة إسبانيا ماريانو راخوى، والذى عقد فى العاصمة الألمانية، ولم يتغير منذ ذلك الحين رأى ميركل حول استقلال كتالونيا على الرغم من تطورات طرأت فى هذه القضية.

 

وتعد إسبانيا دولة لامركزية مقسمة إلى 17 إقليما ومنطقة ذاتية الحكم، بعضها مثل كتالونيا وإقليم الباسك والأندلس وجاليثيا، يتمتع باختصاصات أكبر.

 

وفى وقت سابق تحدث البابا فرانسيس عن النزاع بين كتالونيا وإسبانيا، قائلا: "أى تقسيم سيجعل هناك شعور بالقلق ولابد من تحليل الموقف من جميع الجوانب، حيث أن هذه القضية ظهرت أيضا فى أسكتلندا"، وأضاف: "لابد من الأخذ فى الاعتبار أنها أمة واحدة".

 

وتعد منطقة كاتالونيا أحد أكثر الأقاليم الاسبانية ثراء، وهى منطقة صناعية، ذات نزعة استقلالية، وتعتز بهويتها ولغتها الخاصة، ويمتد تاريخ الإقليم إلى العصور الوسطى، ويعتقد كثيرون من أهالى الإقليم أنهم أمة مستقلة عن بقية اسبانيا، وأغلب سكان الإقليم يعيشون فى عاصمته برشلونة، التى تمثل مركزا اقتصاديا وسياسيا مهما، فضلا عن أنها نقطة جذب سياحية تحظى بشعبية كبيرة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة