خالد أبوبكر يكتب من نيويورك: السيسى وقادة العرب ورسائل مهمة للمجتمع الدولى.. لوبى عربى واضح ومؤثر.. ونيويورك مغلقة بأكملها.. والاجتماعات الجانبية أهم من الجلسات العامة.. وعبدالله بن زايد بهرنى بتواضعه

الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017 04:00 م
خالد أبوبكر يكتب من نيويورك: السيسى وقادة العرب ورسائل مهمة للمجتمع الدولى.. لوبى عربى واضح ومؤثر.. ونيويورك مغلقة بأكملها.. والاجتماعات الجانبية أهم من الجلسات العامة.. وعبدالله بن زايد بهرنى بتواضعه خالد أبوبكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل ما أبتدى المقال، داخل من باب الفندق الذى أقيم فيه بنيويورك، لأجد فى بهو الفندق عددا كبيرا من الأشخاص والحراسات، وفى وسطهم الشيخ عبدالله بن زايد، فإذا به لا يتردد إطلاقا أن يوقفهم جميعا حينما وقعت عينه علىّ وأنا فى مواجهته، ثم تقدمت للسلام عليه، فعرفت من سلامه كيف كان للتعاليم التى وضعها زايد، رحمة الله عليه، أثر فى كل أبنائه، فالرجل كانت كلماته كلها مودة واحترام، ودعانى بكل ذوق ورقى إلى السلام على السيد عادل بن أحمد الجبير، وزير خارجية المملكة العربية السعودية، الذى كان برفقته، بشكل حقيقة ترك فى نفسى أثرا طيبا.
 
•••
هنا نيويورك، اجتماعات الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث سيلقى السيد الرئيس بيان مصر أمام الجمعية العامة فى الأمم المتحدة، وهى المنظمة الدولية الكبرى فى العالم، التى تجمع الأغلبية العظمى من دول العالم، وتكون هذه الاجتماعات بمثابة الحدث الأكبر على مسار العمل الدبلوماسى فى العالم.
 
لكن عزيزى القارئ لابد أن تعرف بعد دراستى للقانون والعلاقات الدولية، وعملى بها لسنوات، تأكدت أن القوة أكبر من كل المواثيق الدولية، وأن أى اتفاق دولى أو منظمة دولية ما هو إلا إرادة مجموعة صغيرة عددًا من الدول، كبيرة فى الإمكانيات، تحرك باقى الدول الأصغر، فلا يمكن لأى منظمه دولية أن يكون لها كيان إلا عن طريق الدول الكبرى، التى تدفع لها الأموال كى تستمر، وإذا تساوت الدول فى الدعم المادى فستبقى التفرقة فى إمكانية تنفيذ قرارات هذه المنظمات على الأرض.
 

 
 
وأكبر مثال على ذلك مجلس الأمن الدولى، وهو أخطر تكتل دبلوماسى يستطيع أن يصدر قرارات يمكن أن تمس سيادة الدول، إلا أن تنفيذ كل قراراته متوقفة على إرادة عدد لا يزيد على أصابع اليد الواحدة من الدول الكبرى، وهذا هو المثال الحقيقى للواقع الذى نعيشه فى العالم.
 
وتستطيع بكل سهولة أن تقيس قوتك أثناء اجتماعات الأمم المتحدة، فإن كنت رئيسا للولايات المتحدة أو لروسيا أو مستشارا لألمانيا، فإن الوضع سيختلف عما إذا كنت رئيسا لكرواتيا أو الصومال، فزعماء الدول الكبرى يحرص الجميع على أن يجتمعوا معهم، لبحث القضايا الثنائية التى دائما ما تأخذ النصيب الأكبر فى جميع المباحثات.
 
وتستطيع أيضا فى نيويورك أن ترى البعثات الدبلوماسية والإعلامية الأخرى، لتقارن نفسك بها، من حيث الشكل والمضمون.
 
وداخل مقر الأمم المتحدة هناك حراك لا ينتهى، وسرعة وازدحام، وكم غير طبيعى من الإعلاميين والمحللين السياسيين إلى جانب الدبلوماسيين، وصولا إلى رؤساء الدول والملوك.
ومدينة نيويورك معسكرة عن بكرة أبيها، «ولا يقدر أى نيويوركى واحد إنه يفتح بوقه»، فالشوارع مغلقة، وكل دقيقة يتم غلق مرور المشاة، وعدد غير طبيعى من القوات الخاصة من كل الأنواع والأحجام.
 
وإلى نيويورك ذهب الرئيس السيسى، وعدد من الزعماء ووزراء الخارجية العرب، وتستطيع بكل سهولة أن ترى تجانسا مصريا إماراتيا سعوديا على كل المستويات، وبجميع الأشكال، سواء فى اللقاءات الثنائية أو على مستوى الدبلوماسيين، وحتى الإعلاميين المرافقين جميعهم تشعر وكأنهم فريق واحد.
 
والرئيس السيسى وصل إلى نيويورك فى ساعة مبكرة جدا، وبدأ نشاطه كالعادة فورا، حيث إنه يقيم فى نفس الفندق الذى اعتاد الإقامة به منذ أربع سنوات حضر فيها اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
 
وتشعر أن الجالية المصرية والبعثة الدبلوماسية فى نيويورك فى حالة فرح لقدوم الرئيس والوفد المرافق له، بل أستعجب عندما أجد مصريين يأتون من ولايات أخرى ويقفون بالساعات أمام فندق الرئيس فقط ليمر أمامهم راكبا سيارته.
 
استقبال السيد الرئيس لرئيس الوزراء الإسرائيلي (1)
 
 
ولو كان الأمر بيدى لطلبت من كل هؤلاء أن يصعدوا إلى قاعة الاجتماعات فى فندق الرئيس، ويسلموا عليه، ويتكلموا معه، تقديرا لهذا المجهود الذى بذلوه فى الوصول إلى نيويورك.
 
والرئيس السيسى سيلتقى عددا كبيرا من المسؤولين فى الدول الأخرى خلال إقامته فى نيويورك، وأهمهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ويأتى هذا اللقاء فى وقت مهم لبحث العلاقات المصرية الأمريكية، وقرارات الكونجرس الأخيرة تجاه مصر، وأيضا الأزمة العربية القطرية، والدور الأمريكى فى هذا الشأن، وكثير من القضايا التى ستتطرق لها المباحثات بين الرئيسين، كما أن الرئيس سيلتقى عددا من قادة الدول الأوروبية والعربية أيضا فى نيويورك.
 
والحقيقة أنك فى مثل هذا النوع من الزيارات تسأل الآخر عنك، بمعنى أنك ترى نفسك فى عيون الآخرين، لتسمع كيف يقيم العالم الخارجى الأوضاع فى مصر، وكيف يسمع عنها.
وكى أصدقكم القول، فطوال وجودى فى نيويورك اقتنعت بشىء مهم جدا، أننا تقريبا نتحدث مع أنفسنا عن أنفسنا طوال الوقت، وينقصنا الكثير كى يعلم المجتمع الدولى وشعوب العالم ماذا يدور فى بلادنا. 
 
إن قنوات الاتصال المصرية بالشعوب الأخرى تكاد تكون نادرة، فالشعب الأمريكى أو الفرنسى أو الألمانى لا يشاهد أو يسمع وسائل الإعلام المصرية، فنحن فقط من نسمعها، معتقدين أن أصواتنا تصل إليهم، «واحنا بالعافية بنسمع بعض»، لذلك مازلت أؤكد أنه بدل الملايين التى يتم صرفها على برامج الغناء فى القنوات الجديدة «اللى مش تبع الدولة خالص»، أن نفكر فى آلية إعلامية للتواصل مع المجتمع الدولى والشعوب الأخرى.
 
كذلك يجب ألا نبالغ فى وصف بعض الأحداث الداخلية باعتبارها الأعمال التى ليس لها مثيل، فبعض هذه الأمور تثير سخرية العالم منا، لا سيما إخواننا فى الدول العربية.
وعلى الإعلام أن يشرح للناس الواقع، وأن يقيس بمعايير موضوعية مكانة مصر بين باقى الدول، ولا حرج فى أن يقول إننا قوة مؤثرة فى الشرق الأوسط، وقوة عسكرية لها مكانتها إقليميا، لكننا مازلنا دولة من دول العالم الثالث نعانى مشاكل اقتصادية كبيرة.
 

 
 
كما أننا لابد أن ننظر بموضوعية إلى ترتيب قوتنا فى المجتمع الدولى، مقارنة بدول عربية، مثل السعودية والإمارات، وألا يكون التقييم مبنيا على أساس مصر أم الدنيا والكلمتين دول، أعتقد أن هذه الدول لها الآن من قوة العلاقات مع المجتمع الدولى ما يستحق التقدير، كما أن بعض القضايا المصرية المصرية يمكن أن تحل بشىء من الهدوء لا يصاحبه الصخب الفارغ الذى اعتدنا عليه.
 
وعندما تنظر إلى جميع الوفود فى الأمم المتحدة، تسأل نفسك سؤالا: ماذا قدمت كمصرى وكعربى للبشرية؟، فالأمريكان والإنجليز والألمان قدموا علوما واختراعات وأبحاثا وإمكانيات مادية كانت سببا فى شفاء المرضى، وإطعام الفقير، وتطور البشرية، لكن الحقيقة نحن العرب لم نقدم إلا استهلاكا للسلع التى تنتجها هذه الدول، فالسيارات الإنجليزية الفارهة فى الوطن العربى أكثر مما هى فى إنجلترا، كذلك كل مجتمعاتنا قائمة على المنتجات من الدول الأخرى، فالطائرات والسفن نستوردها، والأدوية والتكنولوجيا نستوردها، وكثير من طعامنا أيضا نستورده.
 
فلا تحدثنى عن قوة حتى مع الدول العربية التى لديها الأموال، فهى أيضا مضطرة إلى أن تذهب إلى أمريكا لشراء الطائرات، وإلى ألمانيا لشراء المعدات.
 
إن هذه الشعوب قدمت الأبحاث والعلوم، وتقدمت بفضل العمل، وأصبحت حتى فى اجتماعات الأمم المتحدة متميزة عن غيرها من الشعوب.
 
لابد أن نصارح أنفسنا نحن العرب ونحن المصريين ماذا قدمنا للعالم.ذكرونى جميعا باسم اختراع مصرى عالمى خلال المائة عام الماضية، أو اذكروا لى شخصية مصرية عالمية حققت شهرة واسعة فى الخمسين عاما الماضية «يمكن مافيش غير محمد صلاح». 
 
كل هذه الأشياء والخواطر تدور فى ذهنك وأنت داخل الأمم المتحدة فى نيويورك.
 
أيها السادة لا تنغمسوا فى شعارات وأوصاف صنعها بعض منا كى يخدم البعض الآخر، اخرجوا إلى العالم لتعرفوا أين أنتم، وسافروا إلى نيويورك بطائرة أمريكية أو فرنسية، وتحدثوا فى هواتف ذكية من صنعهم، وادخلوا المستشفيات للعلاج بأدويتهم، وبعد كل ذلك تقولون إننا أمة رائدة، يا أخى... والله ده ظلم ربنا مايرضاش به.
 
 









مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى صريح

حقيقة مولمة لكنها حقيقة

فوق.لو حتى ناخد علماء من الصين او اليابان علشان بس ينقلوا لينا طريقة التفكير العلمى العقلانى يبقى عملنا انجاز كبير.كل حاجة بتبتجى بفكرة ,الانسان العبقرى بيراى الاشياء بمنظور مختلف عن عامة الناس وهى فكرة بس و ربط الاشياء ببعضه بعض يصنع اختراع.على فكرة ذكاء اينشتنين كان بينبع انة بيحب يبحث عن الحقيقة ,هنا لو فى مصر لو عمل كدة يسموة ملحد او كافر و يموتوة كمان و يتم اخصاءة فكريا و يموت.

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة