أكد الأزهر الشريف إقرار الإسلام للتعايش السلمى والتواصل الحضاري مع الآخر المختلف دينًا وثقافة وعِرقًا وتأكيده على أن تعامل الآخر مع المسلمين ينبغي أن يكون في إطار الاحترام المتبادل والحوار وعدم الوصاية وأن الضمانة الحقيقية لنجاح تلك العلاقات هي ترسيخ مبادئ العدالة والمساواة والحرية والمواطنة.
جاء ذلك في كلمة الأزهر الشريف أمام المؤتمر الدولي بنيويورك والذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي بعنوان(التواصل الحضاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي) وألقاها الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف.
وأوضح وكيل الأزهر أن الدين الإسلامي دين سلام ورسالته رسالة رحمة للعالم أجمع ويدعو إلى التعايش والتعارف والتواصل مع المنتمين للدين الإسلامي ومع غيرهم من مختلف الديانات والثقافات ، ولا يُكره الناس على الدخول فيه ويعتبر وسيلة الدعوة إلى الله سبحانه بالإقناع والحوار وليس العنف والإجبار ، ويمنع الإسلام رفض الآخر أو التعرض لدينه بما يكره بل يشترط لإسلام المرء أن يؤمن بجميع الرسل والأنبياء السابقين.
وقال : إن الدين الإسلامي يؤكد أن اختلاف الدين أو المعتقد ينبغي ألا يكون سببًا للعداء والصراع أو حائلًا يحول دون التواصل والتعارف والتعايش في ظل المشتركات الإنسانية بين البشر ويقول عز وجل: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)، فالناس في نظر الإسلام إما إخوة في الدين وإما نظراء في الإنسانية.
وتابع شومان : إن ديننا الحنيف لا يمنعنا من التواصل مع أتباع الديانات والثقافات المختلفة، والعمل المشترك معهم بما يحقق النفع للجميع ..مشيرا إلى استعانة الرسول الكريم برجل على غير دين الإسلام في رحلة الهجرة من مكة إلى المدينة المنورة وعقد معاهدات سلام مع القبائل اليهودية بالمدينة المنورة وتعاقد مع يهود خيبر لزراعة أراضي المسلمين على نصف ما يخرج منها.
وأشار إلى أن تاريخ الحضارة الإسلامية العريقة يعج بالوقائع والأحداث التي تمثل أرقى صور التواصل الحضاري والانفتاح بين المسلمين وغيرهم من أصحاب الديانات والحضارات المختلفة.
وضم وفد الأزهر للمؤتمر فضيلة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف والدكتور محى الدين عفيفى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية والدكتور كمال بريقع عبدالسلام عضو مركز الأزهر الشريف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة