هيئة الاستعلامات:مخاطبة العالم من أعلى منبر دولى ترسخ رؤية مصر وتعزز مكانتها

السبت، 16 سبتمبر 2017 12:15 م
هيئة الاستعلامات:مخاطبة العالم من أعلى منبر دولى ترسخ رؤية مصر وتعزز مكانتها الرئيس السيسى
(أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قالت الهيئة العامة للاستعلامات، إن الزيارة التى يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الأمم المتحدة هى الرابعة منذ توليه منصبه فى يونيو 2014، حيث يترأس وفد مصر فى الشق رفيع المستوى من أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها الـ 72، فى تحرك يجسد حرص مصر على التواصل المستمر مع المنظمات الدولية، والحضور على أعلى مستوى فى المحافل العالمية والدبلوماسية الجماعية.

وأضافت الهيئة ،فى بيان لها، أن مشاركة الرئيس المنتظمة فى الجمعية العامة فى دوراتها الثلاث السابقة تعكس إدراك أهمية العمل الدولى متعدد الأطراف، بما يساهم فى تعزيز الجهود الرامية للتوصل لحلول سياسية للأزمات الإقليمية والدولية القائمة، بالإضافة إلى مناقشة القضايا الاقتصادية والتنموية والاجتماعية ذات الاهتمام الدولى، كما تعكس حرص مصر على المشاركة فى مختلف الأنشطة التى تقوم بها الأمم المتحدة فى ضوء الدور البناء الذى تقوم به فى إطار حفظ السلم والأمن الإقليمى والدولى، أخذًا فى الاعتبار عضوية مصر الحالية فى كل من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومجلس السلم والأمن الأفريقي.

ويقول تقرير أعدته الهيئة العامة للاستعلامات عن حصاد زيارات الرئيس السيسى للأمم المتحدة فى السنوات الثلاث الماضية، إن هذه الزيارات توفر فرصة لمصر لعرض رؤيتها الشاملة لقضايا الشرق الأوسط وأفريقيا والعالم من أعلى منبر دولي، كما تتضمن عقد عشرات من لقاءات القمة الثنائية والجماعة التى تحقق مصالح مصر وتعزز مكانتها وعلاقاتها الدولية.

ويوضح التقرير أن مصر تواصل تعزيز وتفعيل علاقاتها مع الأمم المتحدة، من خلال إبداء التزامها بدفع جهود المنظمة الدولية فى مجال التسوية السلمية للنزاعات، وخاصة فى منطقتى الشرق الأوسط وأفريقيا، مع تأكيد حرص السياسة الخارجية المصرية على مواصلة دورها الفاعل فى إطار حفظ السلم والأمن الدوليين، خاصةً فى ضوء عضويتها الحالية بمجلس الأمن الدولى ومجلس السلم والأمن الأفريقي، بالإضافة إلى مشاركتها الفعّالة فى عمليات حفظ السلام، وفى كافة الفعاليات الدولية التى تكرس للأمن والسلم الدوليين وتحقق سلام واستقرار شعوب العالم.

وخلال الثلاث زيارات المتتالية التى قام بها الرئيس السيسى لنيويورك للمشاركة فى أعمال اجتماعات الدورات الـ 69، والـ 70، والـ 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة على التوالي، برزت ثوابت السياسة الخارجية المصرية التى تبناها الرئيس منذ توليه منصبه، فى ضوء عمله على ترتيب أوراق الدبلوماسية المصرية، فقد حرص الرئيس فى كلماته وخطاباته أمام الأمم المتحدة، أو مشاركاته وحضوره فى كافة الفعاليات الأممية وعقد عشرات اللقاءات مع قادة وزعماء الدول ورؤساء الحكومات والكيانات الاقتصادية الدولية على بلورة رؤيته التى تتلخص فى الحفاظ على الدولة المصرية واستعادة بناء مؤسساتها على أسس ديمقراطية حديثة، وإيضاح حقيقة المواقف المصرية إزاء مختلف القضايا المهمة على كافة الصُعد، وفى مقدمتها الرؤية المصرية لمكافحة الإرهاب والجهود التى تبذلها الدولة المصرية فى هذا الصدد.

وشكلت ملفات مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، ودعم الاقتصاد الوطنى قاسماً مشتركاً فى أجندة الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال زياراته لنيويورك ومشاركاته المتعددة خلالها، باعتبارهما ركائز أساسية وخيارات استراتيجية فى السياسة الخارجية المصرية الحالية، حيث تصدر التحرك المصرى فى فلك المنظومة الدولية محورين أساسيين، المحور الأول هو استخدام الدبلوماسية المصرية فى خدمة الاقتصاد المصرى الذى يأتى على رأس الأولويات، حيث احتل الملف الاقتصادى وقضية دعم الاقتصاد المصرى وتهيئة البيئة المناسبة لجذب الاستثمارات الأجنبية الاهتمام الأكبر من الرئيس خلال زيارات الثلاث السابقة لنيويورك من خلال توظيف تحركات السياسة الخارجية المصرية لخدمة الاقتصاد وعملية التنمية فى إطار ما يطلق عليه "دبلوماسية التنمية"، وقد حرص الرئيس على عقد لقاءات مكثفة مع رجال أعمال وشركات وكيانات اقتصادية عالمية ومجالس أعمال مشتركة، حيث استعرض خلالها الإجراءات والتشريعات التى تتخذها مصر من أجل جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وفى مقدمتها مكافحة الفساد والقضاء على الروتين والبيروقراطية.

أما المحور( أ ) فتمثل فى ضرورة بلورة استراتيجية دولية ضد الإرهاب وتوفير ضمانات حماية الأمن القومى المصرى ومحاربة الإرهاب، فلطالما أكد الرئيس السيسى أن ملف مكافحة الإرهاب ومواجهة التطرف يحظى بأولوية متقدمة لدى مصر، ولذا تصدرت قضية مواجهة الإرهاب اهتمامات الرئيس ولم يترك مناسبة إلا تطرق فيها للحديث عن مخاطر الارهاب وضرورة تضافر الجهود الدولية لمكافحته وقطع دابره، وكذلك التحذير من عواقب انتشاره وتجاوزه كافة الحدود الدولية، وتكريس ضرورة التعامل مع ملف الارهاب من منظور شامل.

ويرصد تقرير هيئة الاستعلامات عن المشاركة الأولى للرئيس السيسى فى الدورة 69 للجمعية العامة وفى قمة المناخ فى سبتمبر 2014، أن المجتمع الدولى قد أدرك حقيقة ما حدث فى مصر، وأن الأمم المتحدة تدعم مصر بشكل كامل فى تحقيق الاستقرار والتنمية، فخلال زيارته الأولى لنيويورك خلال الفترة (من 21 إلى 25/9/ 2014) ترأس الرئيس السيسى وفد مصر لحضور قمة الأمم المتحدة، وألقى كلمة المجموعة العربية فى مؤتمر المناخ الذى عقد على هامش الاجتماعات، وأجرى نشاطاً مكثفاً شمل مباحثات مع نحو 40 من رؤساء الدول والحكومات المشاركة فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتقى أيضا بوفود من رجال الأعمال ورجال السياسة والفكر والإعلام الأمريكيين، وخلال اجتماعه مع سكرتير عام الأمم المتحدة حينذاك، أعرب بان كى مون عن دعم الأمم المتحدة الكامل لمصر فى المرحلة المقبلة، وكذا فى جهودها لمكافحة الارهاب كما حيّا الجهود الدؤوبة التى تقوم بها مصر فى منطقة الشرق الأوسط.

وفى كلمة تاريخية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى 24/9/2014، قدم الرئيس عبد الفتاح السيسى عدة رسائل عكست صورة لـ "مصر الجديدة" القادرة على تحقيق أهدافها التى ارتكزت خلال تلك الفترة على المبادئ سعت اليها من خلال "خريطة المستقبل"، مروراً بالاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية وانتهاءً بإجراء الانتخابات البرلمانية، مع التأكيد على أن المجتمع الدولى بدأ يدرك حقيقة ما حدث فى مصر، وأن ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من أحدث خير شاهد على ذلك، داعيًا أعضاء الأمم المتحدة لدعم عضوية مصر غير الدائمة بمجلس الأمن لعامى 2016 و2017، وهو ما أثمر عن ذلك بالفعل لاحقاً.

كما حدد الرئيس فى خطابه أمام الأمم المتحدة التحديات التى يواجهها العالم وعلى رأسها الإرهاب الذى عانت مصر منه لعقود طويلة، وأكد أن ما تشهده المنطقة والعالم من أعمال ارهابية يؤكد على طبيعة الأهداف الحقيقية لهذا التيار الذى حذر منه كثيراً، مطالباً بالتركيز على تجفيف منابع الدعم التى تساعد على تمويل الإرهاب، ذلك الوباء الذى لا يفرق بين مجتمع متقدم أو مجتمع نام.

واستعرض الرئيس السيسى الرؤية المصرية تجاه أزمات المنطقة "سوريا - ليبيا - العراق - اليمن" والتى تستند إلى ضرورة الحفاظ على الدولة الوطنية فى المنطقة والعمل على دعم مؤسساتها وتعزيز تماسكها بما يحقق وحدتها وسلامة أراضيها، والإشارة إلى أن تحقيق ذلك من شأنه محاصرة تمدد الإرهاب فى المنطقة عن طريق إنهاء حالة الفراغ التى سمحت بوجوده ونموه خلال السنوات الماضية وبلورة استراتيجية مشتركة لسبل التعامل مع التحديات والأزمات القائمة بالمنطقة. وأكد الرئيس أن استقرار المنطقة العربية جزء مهم من أمن مصر القومى القائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مُشدداً على أن القضية الفلسطينية تبقى على رأس اهتمامات الدولة المصرية، وأن مصر تؤيد إعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

وتأكيداً على أهمية البعد الأفريقى فى السياسة الخارجية المصرية، شدد الرئيس على الاهتمام الذى توليه مصر لقضايا قارتها الافريقية، لافتاً الى أن التضامن والإخاء الذى يجمع بين شعوبها وأيضاً التحديات المشتركة التى تواجهها، تفرض علينا العمل بمزيد من الجد ووضوح الرؤية لتحقيق طموحات شعوبنا، فى الديمقراطية والتنمية، والحفاظ على كرامة الفرد، وايلاء الاهتمام الواجب لشبابنا، وتطلعهم لمستقبل أكثر إشراقا، كما دعا المجتمع الدولي، للتصدى لوباء الإيبولا، الذى يتعرض له عدد من دول غرب أفريقيا.

كما ألقى الرئيس كلمة باسم المجموعة العربية أمام قمة تغير المناخ على هامش الاجتماعات بحضور قادة العالم، وأعرب خلالها عن اعتزازه بالمشاركة فى هذه القمة واصفاً إياها بالمهمة، فى إطار الأهمية التى باتت تحتلها قضية تغير المناخ، وضرورة اتخاذ إجراءات طموحة للتصدى لتداعياتها، أوضح الرئيس أن التكيف مع تغير المناخ يمثل أولوية قصوى للدول العربية مثلها فى ذلك مثل الدول النامية، وخاصة الأفريقية.

ويرصد تقرير هيئة الاستعلامات نتائج الزيارة الثانية للرئيس السيسى لنيويورك خلال الفترة (من 24 إلى 29/9/2015) التى شهدت نشاطا مكثفا للرئيس خلال رئاسته لوفد مصر المشارك فى أعمال الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، استكمالاً للجهد الذى بذله فى العام السابق، فقد ألقى الرئيس كلمـــة مصر أمام قمة "اعتماد أجندة التنمية لما بعد 2015"، واجتمع مع 22 من قادة العالم وشارك فى 5 قمم فرعية للأمم المتحدة، بالإضافة إلى إجرائه لقاءات متعددة بالدوائر السياسية والاقتصادية الأمريكية.

ولعل أهم لقاءات الرئيس السيسى فى نيويورك، كانت لتعريف الدوائر الاقتصادية الأمريكية وخاصة "منتدى الأعمال للتفاهم الدولي" بالمشروعات التنموية الكبرى فى مصر، كما استعرض الرئيس أمام غرفة التجارة الأمريكية جهود الإصلاح الاقتصادى وجذب الاستثمارات المباشرة، فضلا عن حوارات أجراها مع وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى. واستطاع الرئيس خلال كل هذه اللقاءات والاجتماعات أن يعيد مصر إلى موقعها الريادى بالمنطقة، وأن يشرح السياسات المصرية الداخلية الساعية لبلوغ التنمية المنشودة، فضلا عن رؤيتها إزاء الملفات الإقليمية المعقدة، وهو ما لاقى توافقا فى الرؤى مع قادة العالم.

وحرص الرئيس السيسى خلال الزيارة على لقاء عدد من الشخصيات البارزة والمؤثرة فى المجتمع الأمريكي، بالإضافة إلى سكرتير عام الأمم المتحدة حينذاك بان كى مون، شملت الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون ومسئولين سياسيين وعسكريين سابقين، منهم ثلاثة من مستشارى الأمن القومى السابقين، هم هنرى كيسنجر وبرينت سكوكروفت وستيفن هدلي، فضلا عن ويزلى كلارك القائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلنطي، والأدميرال وليام فالون قائد المنطقة المركزية، بالإضافة إلى عدد من الأعضاء الحاليين بمجلس النواب الأمريكي، وكبار المفكرين السياسيين مثل ريتشارد هاس ودينيس روس، والعالم المصرى فاروق الباز.

كما شارك الرئيس فى الاجتماع الذى دعا إليه رئيس الصين شى جين بينج مع عدد محدود من رؤساء الدول والحكومات لبحث سبل تعزيز التعاون بين دول الجنوب، وقد ألقى الرئيس خلاله كلمة أشار فيها إلى التحديات التى تواجه دول الجنوب فى سعيها لتحقيق التنمية المستدامة واللحاق بركب التقدم، مؤكداً أهمية توفير التمويل اللازم للدول النامية وتفعيل نقل التكنولوجيا إليها حتى تتمكن من مواجهة تحدياتها التنموية.

وكذلك شارك الرئيس السيسى فى قمة "مكافحة تنظيم داعش والتطرف العنيف"، التى دعا إليها الرئيس الأمريكى أوباما، وذلك فى إطار الانخراط المصرى النشط فى الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب. وألقى الرئيس كلمة أمام تلك القمة شدد فيها على ضرورة أن يتعامل المجتمع الدولى بفعالية مع التحديات الأخرى التى تعرقل تحقيق التنمية المستدامة وأهمها الإرهاب، وقال إن الشعب المصري، فى مسيرته من أجل البناء والتعمير، يواجه أخطر فكر إرهابى ومتطرف، كما اكد على أهمية أن يؤخذ بعين الاعتبار حيز السياسات التنموية للدول النامية، وحقها السيادى فى تبنى برامج اقتصادية واجتماعية وطنية مناسبة تحدد أولويات التنمية بما يراعى خصوصية كل منطقة واحتياجاتها.

كذلك سلط الرئيس الضوء على مشروع قناة السويس الجديدة، وأبعاده الاقتصادية والوطنية التى تتعلق بقدرة مصر وتصميم المصريين على العمل بإخلاص، والتغلب بشجاعة على الصعاب والتحديات، والتى اعتبرها ليست هدية مصر للعالم فحسب، لكنها تمثل تجسيد الأمل وتحويله إلى واقع ووجهة جديدة من خلال العمل.

وبينما كانت الأنظار تتجه إلى كلمة مصر أمام الدورة السبعين للأمم المتحدة، طرح الرئيس فى الكلمة مبادرة "الأمل والعمل من أجل غاية جديدة"، وهى المبادرة التى تمد مصر من خلالها يدها الى العالم للتغلب على قوى التطرف وأفكارها عبر اجتذاب طاقات الشباب الخلاقة، بعيداً عن المتطرفين وأفكارهم المغلوطة.

وأوضح الرئيس خلال الكلمة أن أكثر من مليار ونصف المليار مسلم يرفضون الخضوع لفكر القلة التى تدعى احتكار التحدث باسمهم، وقال إن ذبح المصريين على شواطئ ليبيا جاء نتيجة للتهاون فى التصدى لتمادى المتطرفين، كما تحدث الرئيس عن مجمل المواقف المصرية إزاء القضايا الإقليمية والدولية فى ظل سياسة خارجية تتماهى مع مصالحها العليا وتحافظ على أمنها القومي، كما ركز أيضاً على كيفية التوجه المصرى نحو التنمية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

وعن المشاركة الرئاسية الثالثة فى اجتماعات الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، (2016-2017) يرصد تقرير هيئة الاستعلامات أن الرئيس السيسى قد قام فى 18/9/2016 بزيارة إلى نيويورك استغرقت خمسة أيام، شارك خلالها فى أعمال الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التى عقدت تحت عنوان "قمة الأمم المتحدة المعنية باللاجئين والمهاجرين"، بمشاركة وفود من 193 دولة أعضاء فى المنظمة الدولية، كان حصادها 20 لقاءً و3 مشاركات فى اجتماعات وإلقاء 3 كلمات، حيث أجرى الرئيس السيسى العديد من اللقاءات والمباحثات الثنائية مع عدد من قادة العالم على هامش القمة ومن أهمها لقاء مرشحى الرئاسة الأمريكية حينئذ، دونالد ترامب، وهيلارى كلينتون، وترأس اجتماع مجلس الأمن والسلم الأفريقى واجتماع لجنة الرؤساء الأفارقة المعنية بتغير المناخ، وشارك فى قمة مجلس الأمن الدولى حول التطورات فى الشرق الأوسط وسوريا، وكانت هذه هى المرة الأولى التى يشارك فيها رئيس مصرى فى قمة مجلس الأمن.

ويُحسب للقيادة السياسية والدبلوماسية المصرية نجاحها فى الفوز بعضوية مجلس الأمن الدولى المقعد "غير الدائم" فى عام 2016 مرشحة عن الاتحاد الأفريقى وذلك للمرة السادسة، بعد غياب 20 عامًا عن عضوية المجلس، متخطية أصوات ثلثى الدول الأعضاء بما عكس الثقة الدولية فى إمكانية تحقيق مصر لإنجاز فاعل على الصعيد الدولي، وساهم فى استعادة مصر مكانتها الدولية اللائقة بها، وجسد فشل حملات التحريض ضدها التى شنتها جماعة "الإخوان" الإرهابية وأعوانها، وهو الأمر الذى اضفى أهمية بالغة على المشاركة المصرية المتميزة خلال تلك الدورة.

كما شارك الرئيس السيسى فى الاجتماع رفيع المستوى حول اللاجئين والمهاجرين، والذى تناول سبل التوصل لحلول فعالة للتعامل مع أزمة تدفق اللاجئين نتيجة الصراعات القائمة، وألقى أيضاً كلمة مصر أمام الاجتماع رفيع المستوى حول اللاجئين والمهاجرين.

وألقى الرئيس كلمة مهمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة استعرض خلالها مجمل تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية فى البلاد، فضلًا عن المواقف المصرية إزاء القضايا الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً ظاهرة الإرهاب ورؤية مصر لمكافحته، فضلاً عن القضية الفلسطينية حيث تبنت مصر حراكا قويا داخل أروقة الأمم المتحدة بشأنها.

ووجه الرئيس رسالة للقيادتين الإسرائيلية والفلسطينية داعياً الطرفين لحل النزاع وإحلال عملية السلام موضحاً أن أمام الجميع فرصة تاريخية لذلك، وطالب الرئيس فى كلمته المجتمع الدولى بالتوصل لحل فورى لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية، فيما اتسم موقف الرئيس السيسى من الأزمات فى سوريا وليبيا واليمن بأنه ثابت لم يتغير منذ توليه الرئاسة، وهو الرغبة فى التسوية السلمية للنزاعات، كما أكد الرئيس حرص مصر على تطوير دور الأمم المتحدة للتجاوب بصورة أكثر فاعلية مع التحديات العالمية الجديدة، وبما يضمن تحقيق مبادئ وأهداف الميثاق المعمول به بالمنظمة، وشدد على ضرورة أن يتعامل المجتمع الدولى بفعالية مع التحديات الأخرى التى تعرقل تحقيق التنمية المستدامة، وأهمها الإرهاب.

كما طرح الرئيس السيسى الرؤية المصرية بخصوص الجهود المبذولة لتسوية الأزمات الإقليمية حفاظاً على الاستقرار فى المنطقة، فضلاً عن تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية فى مصر.

وعكس بيان مصر خلال الجلسة الافتتاحية لقمة الأمم المتحدة اهتمام مصر بصياغة الأهداف التنموية لما بعد عام 2015 وحتى عام 2030، كما صاغ البيان خطة مصر للتنمية المستدامة، وقد التقى الرئيس السيسى فى 19/9/2016، دونالد ترامب - مرشح الحزب الجمهورى حينها - على هامش مشاركة الرئيس فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها الـ71، ليكون أول زعيم بلد عربى يجتمع مع المرشح الجمهورى للبيت الأبيض، وكان اللقاء مفعما بالأجواء الإيجابية، حيث تباحث الرئيس السيسى وترامب حول العلاقات الثنائية الاستراتيجية التى تجمع بين مصر والولايات المتحدة ولا سيما ما يتعلق بالتعاون على الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية بين البلدين، فيما أعرب دونالد ترامب عن تقديره للرئيس وللشعب المصرى على ما قاموا به دفاعًا عن بلادهم بما حقق مصلحة العالم بأكمله. كما أكد ترامب أيضاً على أنه يكن لتاريخ مصر احتراما كبيرا مشيدًا بالدور الريادى والمهم الذى تقوم به فى الشرق الأوسط، معبراً عن دعمه الكامل لجهود مصر فى مكافحة الإرهاب، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستكون تحت إدارته – حال فوزه فى الانتخابات الرئاسية – صديقًا وحليفًا قويًا يمكن لمصر الاعتماد عليه خلال السنوات القادمة، مشيراً إلى علاقات الشراكة القوية والممتدة التى جمعت بين البلدين على مدى العقود الماضية، ومؤكدا على حيوية هذه الشراكة بالنسبة لأمن واستقرار الشرق الأوسط.

وأفاد تقرير الهيئة العامة للاستعلامات بأن مشاركة الرئيس الفعالة فى اجتماعات الأمم المتحدة الثلاثة الأخيرة إجمالاً أثمرت عن مكاسب سياسية واقتصادية عدة، بالإضافة إلى التحول الإيجابى فى الموقف الدولى تجاه الدولة المصرية، الأمر الذى ساهم بشكل كبير فى إعادة المكانة الدولية اللائقة لمصر، وقد رصدت الهيئة العامة للاستعلامات أهم هذه المكاسب وهى أن مشاركة الرئيس السيسى المنتظمة على مستوى القمة رصيد مصر الدولى على أن مصر دولة كبيرة ولها تاريخ بفضل الجهد الهائل للرئيس السيسى عبر عشرات اللقاءات والاجتماعات مع الزعماء والرؤساء وقادة الحكومات والكيانات الاقتصادية الكبرى التى اتسمت بالتنوع والثراء وركزت على شرح وجهة النظر المصرية لمختلف الأوضاع الداخلية والاقليمية والدولية، وهو ما كان له صدى ايجابى ووقع متميز على الساحة الأممية وجعلها أكثر تفهماً ودعما وتوافقاً مع مجمل المواقف والرؤى المصرية، أيضاً هناك النجاح فى حشد دعم دولى لمصر فى مواجهتها الشاملة للإرهاب، حيث استطاعت مصر تغيير النظرة العالمية لملف الارهاب، بالتوازى مع الترويج لمساندة مصر اقتصاديا كمركز اقتصادى جديد خلال المرحلة المقبلة، حيث عكست نتائج اللقاءات العديدة ذات البعد الاقتصادى للرئيس، مناخ الثقة التى بات يحظى بها الاقتصاد المصرى عقب اتخاذ مجموعة من الاجراءات التى من شأنها تيسير وجذب الاستثمارات الاجنبية الى مصر وتحسين مناخ الأعمال.

كما عززت زيارات الرئيس السيسى لنيويورك ونشاطه الرئاسى المكثف مكانة مصر الدولية التى زادت من وضعها الرفيع بعد نجاح الدبلوماسية المصرى فى دعم فوز مصر بعضوية مجلس الأمن غير الدائمة لعامى (2016-2017)، حيث أتاحت الفرصة والوقت اللازمين لكافة أطراف المجتمع الدولى لتفهم حقيقة وتطورات الأوضاع التى شهدتها منذ ثورة الثلاثين من يونيو 2013، وهو الأمر الذى انعكس إيجابياً على علاقات مصر الدولية، وأصبحت تشهد تنامياً ملحوظاً مع مختلف القوى الدولية. وجاء هذا التحسن مدعوماً برؤية مصرية ثاقبة لتطورات الأوضاع فى المنطقة، الأمر الذى تمت الإشادة به فى العديد من لقاءات الرئيس على هامش مشاركته فى اجتماعات الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، والتى عكست تفهماً لحقيقة وتطورات الأوضاع التى شهدتها مصر ورغبةً فى التعاون مع مصر.

وخلال المشاركة الثانية فى اجتماعات الأمم المتحدة نجح الرئيس السيسى فى تقديم مصر الجديدة أمام العالم، لافتاً إلى أنه تحدث فى زيارة العام السابق عن أحلام وطموحات، تحول كثيرا منها إلى إنجازات على أرض الواقع فى غضون عامين فقط من رئاسته.

وتميزت الزيارة الثالثة للرئيس السيسى لنيويورك عن الزيارتين الأولى والثانية نظراً لأن موقف مصر قد تأكد فى أنها ركيزة مؤثرة على المستويين العربى والدولى بفضل الدبلوماسية الرئاسية الرصينة، كممثل للعرب ولدول العالم النامي. وقد اكتسبت تلك الزيارة أهمية خاصة على ضوء عضوية مصر فى مجلس الأمن على المستوى الرئاسي، حيث تعد هى المرة الأولى التى شارك فيها رئيس مصرى فى قمة مجلس الأمن ما عكس عودة مصر إلى مكانتها على الصعيدين الإقليمى والدولي.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة