أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات

الموساد فى كردستان العراق - 1

السبت، 16 سبتمبر 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لماذا تتحمس إسرائيل أكثر من غيرها لإعلان دولة كردية مستقلة فى الشمال العراقى؟
الإجابة المباشرة: إن هذا يتسق مع الأهداف الصهيونية للمنطقة، فكلما زاد التفتيت الجغرافى للدول العربية يضعف العرب، وكلما يضعف العرب تقوى إسرائيل، وكلما دخلت المنطقة فى نزاعات عرقية ودينية وطائفية، عادت المصلحة على إسرائيل، ومن هنا فإن الحديث القديم المتجدد حول سياسة إسرائيل الرامية إلى تفتيت الدول العربية، وتقسيم الدولة الواحدة إلى عدة دول هو صحيح تماما، وعلى هذا الأساس تسعى إلى تقسيم العراق لدولة شيعية فى الجنوب، ودولة كردية فى الشمال وسنية فى الوسط، ولأن هذا الهدف لم يغادرها، فإنها ركزت على انفصال الأكراد كهدف أول، وانتهجت فى ذلك سياسة طويلة النفس، بدأت عقب تأسيس الدول العبرية فى عام 1948، وهناك الكثير من التقارير والدراسات والمقالات التى تؤكد ذلك، ويبقى كتاب «الموساد فى العراق ودول الجوار» واحدا من أهم المراجع التى تكشف هذه العلاقة وتؤرخ لها بدقة بالغة، وتكشف أبعادها وأهدافها، وتفضح القيادات الكردية التى وضعت يدها فى يد إسرائيل فى أوقات الحروب العربية ضدها، وإذا كانت القيادات الكردية لا ترى مشكلة فى ذلك، لأن قضية العرب ليست قضيتهم، فعلينا نحن أن ننظر إلى الأمر من زاوية أنه مادامت أصابع إسرائيل فى المسألة، فالخطر عظيم علينا.
 
مؤلف كتاب «الموساد فى العراق ودول الجوار» هو «شلومو نكديمون» أكاديمى إسرائيلى من قسم الدراسات فى جريدة «يديعوت أحرونوت»، واعتمد فى كتابه على أرشيفات خاصة ومذكرات ورسائل ومقابلات مع قيادات فى جهاز الموساد عملت فى كردستان العراق، وصور فوتوغرافية لمقابلات قيادات كردية مع مسؤولين إسرائيليين، وسبق لهذا الصحفى أن أصدر كتابا بعنوان «تموز فى اللهب» ويتناول قصة قصف إسرائيل للمفاعل النووى العراقى فى عام 1981، وقام بترجمة هذا الكتاب بحرفية شديدة «بدر عقيلى»، وصادر عن دار «الجليل للنشر والدراسات والأبحاث الفلسطينية»، وصدرت طبعته الأولى عام 1997، وبالرغم من أن عشرين عاما تفصلنا بين صدور الكتاب وبين الدعوة للاستفتاء فى كردستان العراق يوم 25 من الشهر الجارى على الانفصال عن العراق، فإن الوقائع التى جاءت فيه تؤكد أن دعوة الانفصال تم الإعداد لها طويلا، وكانت إسرائيل ساهرة لها وتقدم كل شىء لتنفيذها.
 
يتحدث المؤلف عن أن المحاولات التى كانت تتم لقيام دولة كردية مستقلة، كانت تجد معارضة قوية وعنيفة من تركيا وإيران والعراق، ولم تكن هذه المعارضة مصادفة، وإنما اجتمعت على شىء واحد فى الدول الثلاث وهى، أن هذه الدول تدرك أن إقامة كيان كردى مستقل سيؤدى حتما إلى التخلى عن مناطق واسعة من أراضيها، وهذه الأراضى غنية بالكنوز الطبيعية، خاصة البترول، وأدى ذلك إلى معارضة الغرب للاستقلال الكردى، غير أنه فى نفس الوقت قامت بعض أجهزة المخابرات الغربية بإنشاء علاقات وصلات مع جهات كردية كبديل محتمل قد يحتاجون إليه فى المستقبل.
 
يتتبع المؤلف العلاقة بين الموساد وحركة مصطفى البارزانى فى فترة تبدأ من عام 1963، وسعت إسرائيل من خلال هذه العلاقة إلى تحقيق عدة مكاسب، أبرزها، استخدام الأكراد جسرا للعبور نحو إيران وتركيا، وإضعاف العراق الذى نظرت إليه إسرائيل كخطر قائم عليها لا بد من إضعافه، وتلاقت أهداف إسرائيل مع أهداف بارزانى «الأب»، وبدأت المسيرة.
ونلتقى غدا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة