على بعد أكثر من 40 كيلو مترًا، كانت المسافة التى قطعها "محرر اليوم السابع"، داخل سيارة الأجرة من مدينة أسيوط، وصولا إلى مركز صدفا جنوب غرب المحافظة، ذلك المركز الذى شهد حادثًا بشعا خلال الأيام الماضية، وبالتحديد العثور على جثة طفلة لم تكمل يوما الخامس والأربعين مذبوحة بـ"ساطور" وملقاه بالزراعات.
الحادث وقع فى قرية البربا، التى من المعروف عنها أنها ضمن المناطق الخطرة والملتهبة بالخصومات الثأرية، إلا الروايات كثيرة ومتشعبة حتى الآن من جانب أهالى الطفلة والأمن الذى ألقى القبض على أم الطفلة بتهمة ذبحها لعدم قدرتها على إنجاب الذكور، وما زال الموضوع تحت وطأة النيابة العامة حتى كتابة هذه السطور.
شوارع قرية البربا مسقط رأس الطفلة المذبوحة
كان الظلام قد حل، وهدأت حركة المرور فى الشوارع والأزقة، البحث عن منزل نور بخيت خليل، ذلك الرجل الأربعينى الذى أخذ منه الكدح والمشقة ما يسيطر على وجهه الشاحب، ويعمل باليومية فى الأراضى الزراعية، لا أحد من أهالى القرية يريد الحديث عن هذه الحادثة، وكأن الصمت لجم ألسنتهم وعجزوا عن القول أو حتى الاتهام للأم والسبب الذى أدى لهذه الحادثة.
وبعد دقائق من السير والسؤال عن المنزل – منزل أخر غير الذى شهد واقعة الذبح- ويقع بغرب قرية البربا، التقينا أهلية الطفلة، وحاولنا التحاور معهم والسؤال عن أحوالهم، فلم يكن على ألسنتهم سوى أن الأم بريئة من دم ابنتها، والتأكيد على أن ملثمين هم من قاموا بالواقعة، إلا أنهم سرعان ما توقفوا عن الحديث، ورفضوا سرد ما حدث، وقال الأب "المحامى منبه علينا منتكلمش فى الموضوع"، فما كنا منا إلا الإنصراف وترك الأهل دون تكرار الحديث مرة أخرى.
شوارع وأزقة قرية البربا فى طريق محرر اليوم السابع لمنزل الضحية
فى طريق العودة من غرب البلد إلى الموقف، تلقينا اتصالا هاتفيا من المحامى الذى أوكلته الأسرة للدفاع عن الأم المتهمة، أوضح فيه أن أهالى الطفلة بصدد الذهاب إلى مكتبه ويمكننا الذهاب إلى هناك والاستماع للواقعة منهم، وبالفعل حدث ذلك إذ توجه أب الطفلة وخالها وبعض أقاربهم لمكتب المحامى وهنا بدأ الحديث.
مهرائيل نور بخيت، رضيعة لم تكمل يومها الخامس والأربعين من عمرها، يقولها الأب ساردًا: "خلفة الولاد والبنات دى بتاعت ربنا، لو جات لك أنت بنت ولا واد، متقدرش تمنعها ولا ترجعها، دى لحمك، ومرتى أخر احترام معاى، وعايشين مبسوطين والبيت زين معانا وحاطينا فلوس فى البوسطة ومرتاحة العملية".
شوارع قرية البربا
بدت ملامح الأب فى التغير ولكن كانت تسيطر عليه حالة من الأسى والصدمة ربما لم يستوعب ما حدث لرضيعته حتى الآن وتابع: "أنا مجوز من مراتى بقالى 3 سنين وهى محترمة وشايلانى فوق راسها، ومظنش إنها تعمل الجريمة دى، ويوم الحادثة كنت عند أختى قريب من بيتنا، ولما رجعت سمعت صراخ ولقيت بنتى مذبوحة ومرمية جثتها فى الزرع قرب البيت، ومرتى قالت لى إن فى 3 أشخاص هجموا علينا فى المنزل وخطفوا البت وخدوا فلوس ومشيوا بيها".
بصوت قوى وثبات يشرح "جرجس"احد أقارب والد الطفلة المذبوحة، "أم البنت دى كويسة وشريفة ونسمعوا عنها كل خير، ومعندناش أى عداوة مع حد، ولا نتهم حد خالص بالقتل، والعيلة دى بالذات الناس كلها تحبنا وإحنا نحبوا كل الناس والراجل دة نور، يشتغل يوميته وراجل شريف و معندناش أى حاجة و مرآته كويسة وطيبة وتحب أخواته وأهله وعياله وتحبه هوه ومفيش بعد كدة تاني؛ واحنا كل اللى سمعناه منها أن 3 أشخاص مجهولين هجموا عليها وذبحوا الطفلة".
الحارات المؤدية لمنزل اسرة الضحية
حسنى بخيت خليل بخيت، عم الطفلة الأكبر، ويقيم بقرية كوم إمبو بمحافظة أسوان، يلتقط طرف الحديث ليقول: " اتصلوا بيا الساعة 10 قالوا الحق أخوك نور، ماله اخويا دخلوا 3 متلثمين على مرته، وكان معاه ألفين جنيه خدوهم وخطفوا الدبلة من مراته، وخطفوا الطفلة من على صدرها وراحوا ذبحينها ورميينها بره البيت، ركبنا القطر وجينا، ولا لينا خلافات مع أخواتنا المسلمين زى العسل مع بعض من يوم ما طلعنا كل الناس اتحبنا".
أوكل أهالى الطفلة محاميًا للدفاع على والدتها المتهمة بقتلها، حسب ما قاله محمد كمال، محام المتهمة، الذى قال إنه تم عرض موكلته على النيابة وتم تجديد حبسها احتياطيا ليوم 16 /9/2017 ، للاطلاع على المستندات والدعوة أمام النيابة العامة بصدفا، وجلست مع المتهم وأنكرت ما جاء فى محضر قسم الشرطة وأكدت روايتها بقيام 3 أشخاص مجهولين الهوية بالسطو على منزلها وتهديدها وذبح ابنتها ولاذوا بالفرار.
احد الشوارع المؤدية إلى منزل الضحية
كانت النيابة العامة بمركز صدفا، قررت حبس ربة منزل أربعة أيام على ذمة التحقيقات لذبحها رضيعتها البالغة من العمر 45 يومًا لخلافاتها المستمرة مع زوجها الذى يرغب فى إنجاب الذكور.
وبحسب الرواية الأمنية فقد تمكنت أجهزة البحث الجنائى بأسيوط بالتنسيق مع قطاع الأمن العام من كشف غموض واقعة إدعاء ربة منزل بقيام مجهولين بالسطو المسلح على منزلها وسرقته وقتل ابنتها، وتبين أنها قتلت رضيعتها بالساطور، لتتخلص منها بعد تكرار إنجابها إناث.
شوارع قرية البربا بصدفا
وتلقت مديرية أمن أسيوط إخطارا من رئيس مباحث مركز شرطة صدفا، يفيد ورود بلاغ لمركز شرطة صدفا من (ع.ح.ج-27عاما-ربة منزل)، بقيام بعض الأشخاص الملثمين وبرفقتهم سيدة ترتدى زى النقاب بالدخول للمنزل وتفتيشه والاستيلاء على مبلغ مالى قدره 2000 جنيه، ودبلة ذهبية، وعقب ذلك قاموا بطعن ابنتها مهرائيل بالرقبة مما أدى لوفاتها وإلقاء جثتها خارج المنزل.
تم تشكيل فريق بحث برئاسة اللواء أسعد الذكير مدير المباحث الجنائية بالتنسيق مع قطاع الأمن العام وتوصلت جهوده إلى عدم صحة رواية المبلغة وأنها مرتكبة الواقعة، وبمواجهتها اعترفت بارتكابها الواقعة نظراً للحالة المادية والنفسية التى تمر بها هى وزوجها وسابقة إنجابها لتوأم إناث ورغبته فى التخلص من الطفلة الثالثة لكونها أنثى ورغبة زوجها فى إنجاب طفل ذكر، وأضافت أنها بتاريخ الواقعة وفى غياب زوجها قامت بقتل الطفلة بواسطة "ساطور" أرشدت عليهما .
والد الطفلة المذبوحة
عائلة الطفلة المذبوحه مهرائيل
محرر اليوم السابع يستمع لرواية محامى الاسرة
محرر اليوم السابع يحاور أسرة الطفلة المذبوحة
محرر اليوم السابع يستمع لروايات اسرة الضحية
محرر اليوم السابع مع اسرة الطفلة المذبوحة باسيوط
عائلة الطفلة المذبوحة تروى الواقعة لمحرر اليوم السابع
والد الطفلة
عدد الردود 0
بواسطة:
بنت مصر
انت بريئة
لا اعتقد ان ام يصفها زوجها بهذة الصفات تدبح بنتها و تتخلص من دبلة و الفين جنيه في ١٠ دقايق، اذا هي صادقة في دخول ملثمين و طعن بنتها. للاسف يا بنتي البلد امان و القانون حبسك انتي بدل ما يدورا علي الجناة. ربنا يفك اسرك