بالصور.. طريق "العريش ـ بئر العبد" محطة جديدة للإرهاب على أرض الفيروز.. 30 كيلو جديدة يستغلها الإرهابيون لتنفيذ عملياتهم بعد فرارهم من الملاحقات.. والأمن يعيد خطط تأمين الطريق ونشر أكمنة ثابتة ومتحركة على مساره

دخل طريق "العريش- بئر العبد" محطات الإرهاب الجديدة فى شمال سيناء، بعد أن شهد فى غضون شهرين 3 عمليات إرهابية، كان آخرها استشهاد 18 من رجال الشرطة أثناء قيامهم بمهمة تأمين على مسار الطريق، وسبقه اقتحام مقر شركة ملاحات واختطاف موظفين بها وقتل أحدهم فى وقت لاحق ذبحا، وإجبار سيارة خاصة على الوقوف على الطريق وقتل من فيها وهم عددا من رجال الأمن، وتنفيذ أكمنة تفتيش واختطاف أهالى لإجبارهم على عدم إبلاغهم عن زراعة متفجرات فى المكان، وهو الذى كان أمنا من الإرهاب ولاتنقل من على مجراه للمستشفيات إلا جثث ضحايا حوادث السير.

وبعيدًا عن مجرى الطريق شهدت تلك المناطق تفجيرات طالت أضرحة وقبور شيوخ اعتاد الأهالى على زيارتها فى منطقة مزار، وتم تفجيرها مرتين إحداهما قبل عامين، وأخرى قبل عام.

ورصد "اليوم السابع" مشهد الطريق الذى يعد جزءًا من أهم ممر فى شمال سيناء وهو الطريق الساحلى "رفح- القنطرة" الذى يربط محافظة شمال سيناء بمحافظات مصر المختلفة عبر ممرات قناة السويس وكوبرى السلام، وكان مسار هذا الطريق فى بداية أحداث سيناء الإرهابية خلال الفترة من 2013 حتى 2015 مسرحا خصبا للعمليات الإرهابية، ولكن فى الجزء الآخر من الطريق وهو "العريش- رفح"، عمليات توقفت من هذا الجزء ثم انتقلت لمناطق العمق جنوب رفح والشيخ زويد ومحيط مدينة العريش، لتنتقل أخيرا لمحطة جديدة وتعود لمسار الطريق ولكن من الناحية الغربية لمسار الطريق فى اتجاه "العريش- بئر العبد".

بداية مسار الطريق المزدوج فى اتجاهين من مدخل مدينة العريش فى اتجاه الغرب من نقطة مرور وكمين " الميدان"، وهى قرية على جانب الطريق، ويتخلل مساره للسائر باتجاه الغرب يمينا تلال رمليه وسواحل البحر وبحيرة البردويل وبرك مياه ملحية، وعلى اليسار كثبان رملية ومنحنيات وعره ومناطق فضاء خالية من السكان باستثناء بيوت للأهالى سكان المنطقة متناثرة على جانبى الطريق وبعض من بساتين النخيل وعلى بعد نحو 25 كيلو مترا يقع تجمع سكنى وهو "أبو الحصين"، ثم يواصل الطريق مساره حيث يمر من منطقة خالية من السكان لمسافة نحو 5 كيلومترات حتى الوصول لمقر شركة الملاحات التى حولها تجمع سكنى، ليبدأ من جديد فضاء المكان حتى الوصول لتجمع سكنى آخر هو "أبو عرادة"، يليه منطقة مزار ثم قرية الروضة وهى من أكبر القرى على الطريق، ويعود مسار الطريق مرورا بمناطق غير آهلة بالسكان وتخلو من كافة معالم العمران لمسافة نحو 5 كيلومترات أخرى حتى الوصول لقرية "التلول"، ثم تبدأ تجمعات وقرى سكانية متلاصقة على جانب الطريق حتى الوصول لمدينة بئر العبد وهى الجنادل وسلمانة والسادات والمناطق التابعة لها.

العمليات الإرهابية التى شهدها مسار الطريق تنحصر فى مسافة 30 كيلومترا تبدأ من منطقة الميدان على مدخل مدينة العريش الغربى حتى منطقة التلول على بعد نحو 30 كيلومترا شرق مدينة بئر العبد، وهى المسافة التى يخلو فيها الطريق من مشاهد العمران ولا توجد على مساره نقاط تأمين إضافة لخلوه من نقاط الإسعاف. ويقابل هذه المسافة جنوبا مناطق فضاء وعرة تشير كافة المؤشرات والمعلومات الأمنية وشهود عيان من أهالى أنها أصبحت ملاذا للمجموعات المسلحة التى فرت من داخل العريش ومن مناطق جنوب الشيخ زويد ورفح واتخذتها مكانا لها منها تنطلق وإليها تعود، لتنفذ مخططات إرهابية، وسبقها قيام هذه المجموعات بتحذير الأهالى من إبلاغهم عن أى تحركات لهم وقيامهم باحتجاز وخطف عدد من أبناء تلك المناطق.

الأهالى سكان المنطقة يؤكدون أن الإرهاب جديد على مناطقهم، ودفع بعضهم ثمن الإبلاغ عن تحركات الغرباء، حيث لا يزال 3 من أبنائهم مختطفين لدى المسلحين، ويقول أحد السكان، أن حياتهم فى المكان تعتمد على الرعى وزراعة النخيل والصيد وأصبحت أماكنهم بعد لعنة الإرهاب يصعب التحرك فيها وبعضهم حزم أمتعته ورحل عن المكان.

وقال مصدر أمنى بشمال سيناء، إن الطريق يخضع يوميا لحملات تفتيش وتأمين ويتحرك قول أمنى يضم فرق الكشف عن المفرقعات ويقوم بعمل مسح للطريق، وتم خلال الأسابيع الأخيرة الكشف عن زراعة عبوات ناسفة على جانب الطريق وأبطال مفعولها وكانت معدة للتفجير. ويشير المصدر أن لجان أمنية تدرس إعادة وضع خطة أمنية متكاملة وتأمين للطريق من خلال تكثيف الحملات وإقامة أكمنة ثابتة ومتحركة.

الطريق

خريطة الطريق

مسار الطريق

توضيح المعالم

المسار