كان بالأمس رئيسا وأصبح اليوم رهينة لأموال قناة الجزيرة القطرية التى لم تتوانى فى استغلاله لزعزعة الاستقرار فى الداخل التونسى، تلك هى التهمة الجديدة التى تضاف إلى سجل المنصف المرزوقى المثير للجدل من جانب الإعلام التونسى، بعد أن دخل فى مواجهة وصراع مع كافة الجهات الوطنية طمعا فى العودة مجددا لقصر قرطاج.
الإعلام التونسى، أبى أن يصمت على تجاوزات المرزوقى بعد تعمده تجاهل الظهور من خلاله وإيثار شاشات القناة القطرية لبث سمومه حول الأوضاع فى تونس، حيث أعلن عن تحركات لعزل المرزوقى إعلاميا فى بلاده بعد أن قررالإعلام الوطنى مقاطعة كافة أنشطة السياسى التونسى وحزبه، عقابا له على تعمده عدم الإدلاء بتصريحات صحفية للإعلام المحلى.
النقابة العامة للإعلام التونسى - التابعة للاتحاد العام التونسى للشغل – أعلنت الحرب تجاه المرزوقى، وأكدت فى بيان شديد اللهجة مقاطعة كافة المؤسسات الإعلامية و الإعلاميين لأنشطة المنصف المرزوقى وحزبه واعتبار موقفه معاداة حقيقية للإعلام التونسى الذى ساهم فى هذا التنوع السياسى الذى تشهده البلاد، وعبرت عن استنكارها لمواقف الرئيس السابق، وتواصل هذا الاستهتار المقصود وتعمده الظهور فى وسائل إعلام أجنبية بعينها - فى إشارة لقناة الجزيرة - بأجر مدفوع.
وأشارت النقابة العامة للإعلام، إلى أنّ المرزوقى كلما شاهد أمامه وسائل إعلام تونسية عمد إلى تجاهلها، ورفض تقديم تصريح صحفى هو من حقهم و حق المواطن التونسى أن يستمع إلى رأى رئيس سابق فيما يشغل البلاد من قضايا، وندّدت بـ "هذا الاستهتار بوسائل إعلام تونسية ساهمت فى التعريف بحزبه وكافة الأحزاب التونسية، وغطت أنشطته الحزبية والسياسية، لسلوك ينم عن ضرب لحقوق الإعلاميين والمواطنين، واستخفاف بحرية الإعلام وبحق التونسيين فى المعلومة" .
كما أدانت النقابة، تركيز الرئيس المؤقت السابق إلى بعض وسائل الإعلام الأجنبية التى يفضل الظهور فيها بأجر مدفوع مسبقا، لا تقوى وسائل الاعلام التونسية على دفعها، وطالبته بالاعتذار عن تصرفاته غير المسئولة تجاه الإعلاميين الذين لا يتحملون مسئولية فشله السياسى وانحدار حزبه.
ويحل المرزوقى، ضيفا دائما على شاشات قناة الجزيرة القطرية، لخدمة مصالحه الشخصية وللمشروع القطرى فى تونس، حيث ظهر خلال الفترة الماضية فى برنامج شاهد على العصر، والذى أدلى من خلاله بتصريحات مغلوطة عن الوضع التونسى، أثارت جدلا كبيرا على الساحة التونسية وتحدث عن أسرار عسكرية خلال فترة وجوده بالحكم.
الكاتب العام للنقابة العامة للإعلام محمد السعدى أكد فى تصريحات إعلامية اليوم، إن قرار دعوة وسائل الإعلام لمقاطعة المنصف المرزوقى يأتى بهدف عزله إعلاميا على خلفية إمعانه فى تهميش وسائل الإعلام التونسية وارتهانه للقنوات الأجنبية، مشددا على أنه لا مجال اليوم للتكبر على الفضاء الإعلامى المحلي، ومؤكدا أنه لا يجوز لأى سياسى تونسى انتقاء وسائل الإعلام التى يتحدث فيها بما يتماشى مع أهدافه الضيقة.
وتعتبر معركة الإعلام التونسى مع المرزوقى حلقة من سلسة الأزمات التى يتعرض لها مؤخرا بسبب تصريحاته المثيرة للجدل، فرغم جلوسه على كرسى الرئاسة فى قصر قرطاج لأكثر من عامين بعد الثورة التونسية فى 2011، إلا أنه لم يحترم خصوصية هذا المنصب الرفيع وخرج عن كافة البروتوكولات المعمول بها، بعد أن أدلى بحوار لقناة الجزيرة القطرية المعروفة بتآمرها على الدول العربية ودعم الإرهاب أفشى خلاله بأسرار عسكرية تضر بالأمن القومى التونسى.
وأثار المرزوقى، حالة من السخط الشعبى بعد أن وصف التونسيين فى مقابلة أجرتها معه قناة الجزيرة القطرية، أنهم شعب منافق واتهمهم بـ"الكذب والرياء والسرقة والرشوة"، كما نعت المجتمع التونسى بأنه يعانى من"أمراض أخلاقية"، مما دفع البعض إلى التظاهر أمام منزل المرزوقى فى مدينة سوسة الساحلية، ثم خرج فى حلقة آخرى من البرنامج المشبوه على القناة القطرية الأسبوع الماضى ليتحدث عن تعرضه لعملية انقلابية للإطاحة به من الرئاسة.
وتابع، "دخلنا فى مسلسل الانقلاب فى تونس بكل وضوح، مشيرا إلى أنه كانت هناك دعوات فى الإذاعة والتليفزيون الوطنى بكل وضوح للانقلاب على السلطة الشرعية"، تلك التصريحات المتكررة استدعت خروج الرئيس التونسى الباجى قايد السبسى عن صمته تجاه ما يصرح به سلفه فى قناة معروفة بدورها المشبوه فى تونس والمنطقة العربية، و فى ٲوّل تعليق له إن هذه التصريحات تمثل "فضيحة ووصمة عار" مضيفا "نرجو من الله ٲن يحفظ تونس من بعض ٲبنائها الذين يسيئون إليها".
علاقة المنصف المرزوقى بقناة الجزيرة معروفة منذ وجوده فى قصر قرطاج، حيث أكد مراقبون أنها تتجاوز الود وترتقى إلى علاقة عمل يتقاضى خلالها المرزوقى أموالا مقابل كتابات وتحاليل ذات صبغة صحفية، وهو ما يجعل من ظهوره كشاهد على العصر لا تحصد مصداقية كبرى على الرغم من أنه كان رئيسا للجمهورية.
تلك العلاقة المشبوهة بين المرزوقى وقناة الجزيرة وقطر جعلت الرئيس الأسبق مطاردا داخل حدود دولته، بعد أن دخل فى صراع مع السياسيين والمؤسسات السيادية وقصر قرطاج والشعب التونسى، وآخيرا الإعلام الوطنى الذى قرر أن يعزل المرزوقى فى خطوة ستكبده خسائر سياسية مستقبلية لا حصر لها بعد أن قرر حزبه خوض الانتخابات المحلية المقبلة.
عدد الردود 0
بواسطة:
Essam Essam
اخوانى نجس قزر اشبه بأخوان مصر الانجاس
لا فرق بين إخوان تونس ومصر وغيرهم من الاخوان الانجاس كلهم كلاب النار