نقاد يناقشون "الخسران امرأة" و"الأشواك الناعمة": مليئتان بالثنائيات

الإثنين، 11 سبتمبر 2017 07:00 م
نقاد يناقشون "الخسران امرأة" و"الأشواك الناعمة": مليئتان بالثنائيات جانب من المناقشة
كتب سعيد زكى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ناقشت مكتبة القاهرة الكبرى، مؤخرا، خلال ندوتها الثقافية تحت عنوان قراءات أدبية فى الرواية المصرية روايتى "الخسران امرأة" و"الأشواك الناعمة" للكاتب الروائى عاصم عبد الحميد.
 
نافش الروايتين الناقد دكتور رجب عبد الوهاب، والدكتور أحمد الباسوسى، والناقد مجدى وهبة، وأدارها الإعلامى بهاء جمال الدين.
 
بداية رأى الناقد د. رجب عبدالوهاب أن العملين مهما اختلفنا أو اتفقنا حولهمَا يشيرانِ إلى رِوائى يمتلكُ أدواتِ العملِ الروائى، تطرحُ روايتاهُ "الخسرانُ امرأةٌ" و"الأشواكُ الناعمةُ" العديدَ من الأسئلةِ، وليسَ فقط السؤالَ عن علاقةِ الرِّيفى بالمرأةِ كما سَبقَ وطرَحَ بعضُ النُّقادِ، مضيفا: هذا الفتى "الجنوبيُّ" فِى رأيى محملٌ بالأسئلةِ الَّتى قد تَبْدُو فى ظاهرِهَا بسيطةً، ولكنها حينَ نتأملُها نجدُ أنَّها أسئلةٌ تسعى إلى إجابات يترتب عليها تكوين فلسفة لهذا العالم من حولنا بعيدا عن اتفاقنا أو اختلافنا معها، مضيفا: حرصَ "عاصم عبد الحميد " على إظهار هذا الاختلاف فى الروايتين فى عدة مساراتٍ متوازيةٍ: ففى الوقتِ الَّذى تكونت لدى "علوان" بطل العملين هذا الفتى الذى ولِد ونشأَ فى إحدى قرى الصعيد حتى وصل إلى مرحلة المراهقة قناعةٌ بكراهيةِ المرأةِ حتى كاد يراها سببا فى كل بلاءٍ، نرى نظيره "مصطفى" ابنَ الإسكندرية تقول عنه الرواية "لطالما تعود علوان على مغامراته النسائية.. كل فترة تمر كانت تلعب بطولتها فتاة.. تسلب لب صديقه.. ثم لا تلبث العواطف أن تهدأ وتعود الحياة إلى مسارها الطبيعي".
 
وأشار عبد الوهاب إلى أن العملين يطرحان أيضًا سؤالا عن مدى إسهام "الحب" بوصفه عاطفة إنسانية نبيلة فى إحداث تحول لدى الشخصية المراهقة ونقلها من النقيض إلى النقيض، ومن هذه الناحية تشير أحداث العملين إلى أن "الحب" يؤدى إلى تحولاتٍ جذريةٍ فى الشخصية، كما يطرحان الأسئلة حول مدى ثقة بعضنا بعلم النفس ونظريات التحليل النفسي، ولعل فى ذلك إشارة من المؤلف أن مجتمعاتنا ما زالت فى حاجة إلى تفعيل الإيمان بهذا العلم وبنظرياته.
 
ورأى أن عنوانى العملين قد تحقق فيهما ميزتان، فقد اهتم "عاصم" بإحكام بنيتهما، فالعنوان الأول "الخسران امرأة" يلخص وجهة نظر "علوان" بطل الرواية فى المرأة، وهذا ما تقوله الرواية بالفعل وهنا بدا العنوان ملخصا للقضية كلها. أما العنوان الثانى "الأشواك الناعمة" فإنه أكثر جذبا للمتلقي، أما الميزة الأكثر لفتا للانتباه فى عنوانى العملين فهى المفارقة المتحققة فيهما ففى العنوان الأول "الخسران امرأة" نجد كلمة "الخسران" تدل فى المعاجم على "الهلاك والضلال والنقص" فى حين أن "المرأة" فى كتابات الأدباء، وبخاصة الشعراءُ، غالبا ما تكون رمزا للحب والصفاء والوطن، ولا يكون القرب منها خسرانا، بل فوزا، وفوزا كبيرا، ومن هنا تتحقق المفارقة المبنية على تكسير المألوف، فالمرأة فى هذا العنوان ليست مكسبا كما هو معتاد بل هى "ضلال أو هلاك أو نقص" مما يفتح الباب أمام التساؤلات التى ستحاول البحث عن سبب "كسر المألوف" ومن ثم تكون قراءة الرواية، وبذلك يكون العنوان قد حقق الهدف منه. وأضاف: هذه المفارقة بعينها نجدها فى العنوان الثانى "الأشواك الناعمة" فالأشواك من سماتها أن تكون مدببة ولا تكون ناعمة، ووصفها بالناعمة هنا يكسر أيضا المألوف مما يحفز المتلقى إلى قراءة العمل.
 
وختم عبد الوهاب إذا شئنا تصنيف هذه الرواية فإننى أرى أنها تنتمى من حيث موضوعها إلى الرواية العاطفية من حيث عنايتها بقصص الحب وغلبة المشاكل العاطفية على أحداثها، وإن اقتربت نوعا ما من مشكلات المجتمع، ولعل هذا هو السر فى ميلها إلى التقليدية فى تقنياتها الفنية.
 
من جانبه ذكر الكاتب والناقد فوزى وهبة أن الأديب عاصم عبدالحميد سبق أن أصدررواية الخسران امراة التى حازت إعجابى وإن أثار عنوانها المختصر المكون من كلمتين بعض الاعتراضات وبالنسبة لى فكنت أفضل أن يكون العنوان الخسارة امرأة ثم فاجأنى بروايته الثانية التى تشكل الجزء الثانى لروايته الأولى وعنوانها الأشواك الناعمة.
 
وأضاف وهبة أن عنوان الأشواك الناعمة موفق للغاية حيث توافرت فيه ثلاثة عناصر يفترض توافرها فى أى عنوان لرواية أو قصة "مختصر – مثير – جذاب". موضحا أن اعتماد الكاتب على التضاد أعطى ثقلاً للرواية، وجمالاً.
 
أما الناقد د. أحمد الباسوسى استشارى العلاج النفسى وعلاج الإدمان فهو يرى أن الثنائية تتسم بالإيجابيات والسلبيات، نحن أمام راوٍ محترف يمتلك أدواته ؛ لكن هناك بعض النقاط السلبية أهمها أن الرواية من النوع الرومانسى التقليدى تعكس فكر الثلاثينيات من القرن الماضى، فالكاتب هنا فقد الحداثة وعدم مواكبة التطورات الحديثة للرواية .. كما أن الكاتب اعتمد على التناقض مما أضعف العمل بشكل عام.
 
وأضاف الباسوسى: التحليل والخبرات العملية التى قامت بها شخصية أحمد فى الرواية لا يمكن أن تتوافر لطالب يدرس فى الفرقة الثالثة بقسم علم النفس، بل هى خبرات يكتسبها الشخص فى مراحل متطورة من حياته العملية.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة