من "نحن غراب عك" لـ"لبيك اللهم لبيك".. الكعبة قبلة الطائفين فى رحلتهم إلى الله

الجمعة، 01 سبتمبر 2017 08:00 ص
من "نحن غراب عك" لـ"لبيك اللهم لبيك".. الكعبة قبلة الطائفين فى رحلتهم إلى الله الكعبة المشرفة
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " هكذا ذكرت الكعبة كأحد أهم الأماكن الدينية لدى المسلمين قدسية، إن لم تكن الأهم على الإطلاق.

الكعبة والتى ترتبط بقدسية كبيرة فى الإسلام إذ ذكرت أكثر من مرة وبأسماء عدة فى القرآن الكريم منها: الكعبة، البيت، البيت العتيق، المسجد الحرام، البيت المحرم"، كما يعتقد المسلمين أن الكعبة هى أول بييت بنى على الأرض كانت هى استندا للنص القرآنى " إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ"، فيما يختلف حول بناءه العديد من الروايات، حيث يعتقد المسلمين أن من قام ببنائها الملائكة، فيما تختلف الروايات التاريخية فيعتقد البعض، أن من قام ببنائها نبى الله أدم، وأخرى تنسب شيث عليه السلام، فيما يعتبر البعض أول من بنا الكعبة هو النبى إبراهيم وفقا للنص القرآنى " (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" ، وأيضا " وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ"، وبقيت الكعبة على هذا الحال إلى أن أُعيد بناؤها على يد قبيلة قريش قبل الإسلام، وبالتحديد بعد عام الفيل بثلاثين عاماً، وذلك بعد حادث حريق كبير بالكعبة، نتج عن محاولة امرأة من قريش تبخير الكعبة فاشتعلت النار وضعف البناء، ثم جاء سيل حطم أجزاء الكعبة، فأعادت قريش بناءها، واتفقوا أن لا يُدخلوا في بنائها إلا مالا طيباً.

وترتبط القدسية الدينية للكعبة، حتى قبل نزول الإسلام، فغير إعادة قريش بنأئها -كما سبق ذكره- كان العرب في الجاهلية يحجون حول الكعبة بتلبيات مختلفة ، ومنها تلبية قبيلة "عك" ومما جاء في كتاب "الأصنام": ”وكانت تلبية عك، إذا خرجوا حجاجًا، قدموا أمامهم غلامين أسودين من غلمانهم، فكانا أمام ركبهم، فيقولان: نحن غرابا عك! فتقول عك من بعدهما: عك إليك عانية، عبادك اليمانية، كيما نحج الثانية!".

ويأتى تفسير ذلك النداء حيث قال تعالى (غرابيب سود) مفردها غرباب و هي صفة للون الأسود كقولك أحمر قاني أو أصفر فاقع فهو أسود غرباب، أى نحن قبيلة عك أصحاب البشرة الشديدة السمرة، قبيلة عك لك ساجدة، عبادك من اليمن، لكي نحج مرة أخرى.

ويرجع ذكر :"عك" نسبة إلى عك (الحارث) بن الديث بن عدنان من  العدنانيون أو العرب العدنانية وهي القبائل التي تعود بأصلها إلى جد مشترك عرف عند النسابة والإخباريين العرب باسم عدنان وقال المؤرخون العرب من ولد النبي إسماعيل بن النبي إبراهيم وقد روي عن عائشة قولها: " استقام نسب الناس إلى معد بن عدنان".

وبحسب الروايات التاريخية كان العرب قبل الإسلام يفدون إلى الكعبة لأداء الحج من كافة أرجاء الجزيرة العربية وكانت أشهر الحج عندهم حرما، و قد خصصوا للحج ثلاثة أشهر رغم أن موسم الحج لا يستغرق سوى شهر و أيام معدودة.

وكانت أولى مناسك الحج لديهم هو الطواف بالكعبة، و يلطخون جدران الكعبة بدماء الهدي –ذبيحة- اعتقادا منهم أن ذلك يقربهم إلى الله.

ويعتبر "الحج" لدى العرب قبل ظهور الإسلام مناسبة دينية وثقافية واجتماعية واقتصادية يلتقون فيه للعبادة والمتاجرة والتعارف.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة