ماهر المهدى

السفاح البدين ومساره الحزين

الجمعة، 01 سبتمبر 2017 02:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تؤيد الأيام - للأسف - ثبات السفاح البدين على مساره الإرهابى دون تراجع أو استسلام أو بادرة تغير إيجابى حميد يقشع بعضا من سحب الخطر السوداء التى تتجمع فى الأفق وتنذر بنهاية مأساوية لرجل خانته أخلاقه وقناعاته فصار سفاحا يضخ أنهارا من الأموال التى تتدفق على خزائنه – بدلا من أن ينفقها على شعبه - كل يوم فى شرايين السفاحين المتعطشين للدماء وللخراب ولتدمير الآخرين والعيش على لحومهم طمعا فى أن يصبح شيئا أكبر من رجل فارغ وخائب المقاصد. بل بات واضحا للعيان حرص السفاح على تطوير خطته - فى مواجهة اخوة الأمس الذين غدر بهم وطعنهم فى أوطانهم - فى مسارات أربعة واضحة كالتالى :

* اكتساب تأييد الداخل بتقريب العلماء والمشايخ والأدباء وكبار الشخصيات وأساتذة الجامعات والمفكرين والكتاب والإعلاميين للترويج لفكر السفاح بوجه عام، والترويج لمنطقة فى مواجهة الخارج وتصوير جريمته فى حق شعوب ودول أخرى عملا بطوليا، والدعوة إلى الاستعداد للذود عن سفاح يرتدى رداء الحاكم فى بلد مسلم. وبذلك تخف الضغوط على السفاح فى الداخل ويخف قلق السفاح من ناحية الداخل، ليصبح الداخل مساندا أكثر منه معارضا، ويصبح الداخل – شاء أم أبى - درعا واقيا للسفاح البدين ضد أية اجراءات محتملة تتخذها ضده الدول المتضررة من مؤامراته الإرهابية.

* تعزيز قنوات الاتصال بكل من الشريرين الأعجميين الأكبرين – المجاور والمقابل - من أجل تأمين المتنفس لدولة السفاح التى تعيش على الواردات، واستلهام تجربة الشريرين الأعجميين فى الصمود أمام العقوبات الاقتصادية خاصة، والانضمام إلى القافلة المعادية والتى ترى فى الدول العربية كيانات بلا معنى وجزءا مستحقا من إرث قديم يجب استعادته. وبذلك يكون السفاح جزءا من حلف يمده بما يحتاج اليه من واردات ويفتح له نافذة على العالم ويسانده فى حربه ضد جيرانه وأخوة الأمس بكافة الطرق المطلوبة لسفاح تجرى النذالة والخيانة فى عروقه.

* محاولة فصل جيران السفاح من ضحايا ارهابه عن الغير للانفراد بالجيران ومحاولة تخديرهم بالإخوة التى يخونها كل يوم، ومحاولة الانقضاض على عدوه الأكبر من الغير لاحقا.    

* الاستمرار فى محاولة الانكار لتهم التورط فى ممارسة الارهاب والتدخل فى شئون دول أخرى، والتشكيك فى كل ما يقدم من أدلة ومستندات والزعم بالتعرض لحصار ولعدوان غير مبرر إلا بدوافع الغيرة والحسد من الصعود الوهمى لنجم السفاح البدين فى عالم السياسة لجهوده الحثيثة فى بث السلام والاستقرار فى كل مكان حوله وبعيدا عنه، حتى أنه افتتح معسكرات فى واحة الإرهاب لتدريب اليتامى القادمين من كل بلد على أعمال المواجهات العسكرية والتفجير والانتحار.

بهذا يتضح أن المواجهة مع السفاح الإرهابى تسير فى طريق تصاعدى يتلمس فيه السفاح سبل الانقضاض على القضية وقلب الحقائق والخروج منتصرا، بينما صحافته الداخلية تردد أن الشعب وراء حاكمه وأن الدولة لن تركع وأن واحة الفارين من العدالة ذات سيادة. بل يأمل السفاح فى تحويل المواجهة إلى مواجهة مع شعبه، ليستغل حساسية الاقتراب من مصالح المواطن العادى والمساس بأمنه وسلامته. وبذلك تظل الاشكاليات التالية على ساحة المواجهة مع السفاح البدين الخائن لوطنه وأخوته فى الوطن وفى الدين:   

* إشكالية الشكل الممكن للعلاقة مع دولة شقيقة تتحول إلى العداء وتتحالف مع دول معادية، وإشكالية تسوية حساب الخسائر التى تسببت فيها العمليات الإرهابية التى مولها أو أمر بها السفاح، وإشكالية الوصول إلى وقف تدفق الارهابيين والأموال من واحة الارهاب إلى بلاد العالم -وبصفة خاصة دول المواجهة - للانتقام ولمحاولة تغيير الأوضاع على الأرض وانشاء وقائع جديدة يمكن أن تساعد فى اضعاف دول المواجهة أو ارهابها أو اشعال النيران فى بدنها لالهائها عن مواجهة السفاح.

من الواضح أن السفاح البدين يعتزم الرهان على عامل الوقت وميل العالم إلى النسيان والى الضجر من القضايا المزمنة التى لا تأتى إلى نهاية، وكر العالم لما يعكر صفو صيده الثمين من البترول والغاز والاستثمارات المباشرة بمليارات الدولارات التى قد تنعش قطاعات أو قطاعا كاملا فى دول غربية باردة وتوظف أعدادا كبيرة من العاطلين فى تلك الدول. حفظ الله مصر ورئيسها ووفقه إلى الخير كله.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة