سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 9 أغسطس 1965.. القبض على سيد قطب قبل تنفيذ الإخوان لعمليات نسف القناطر والكبارى ومنشآت حيوية

الأربعاء، 09 أغسطس 2017 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 9 أغسطس 1965.. القبض على سيد قطب قبل تنفيذ الإخوان لعمليات نسف القناطر والكبارى ومنشآت حيوية سيد قطب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الرئيس جمال عبدالناصر فى زيارة إلى الاتحاد السوفيتى، وفى عاصمته موسكو التقى بالطلبة العرب الذين يدرسون هناك، وحسب عبدالله إمام فى كتابه «عبدالناصر والإخوان المسلمين» عن «دار الخيال - القاهرة» كان اللقاء يوم 7 أغسطس من عام 1965 وأعلن فى خطابه أمام الطلاب عن ضبط مؤامرة جديدة للإخوان المسلمين قائلا: «بعد رفعنا الأحكام العرفية منذ سنة، وصفينا المعتقلات، وأصدرنا قانونا لكى يعودوا إلى أعمالهم نضبط مؤامرة وسلاحا وأموالا، وصلت إليهم من سعيد رمضان من الخارج، وهذا دليل على أن الاستعمار والرجعية بيشتغلوا فى الداخل».
 
بعد هذا الإعلان بيومين وبالتحديد فى يوم 9 أغسطس «مثل هذا اليوم» من عام 1965 تم القبض على سيد قطب، وفقا لتأكيد حلمى النمنم فى كتابه «سيد قطب وثورة 23 يوليو» الصادر عن «دار ميريت للنشر والمعلومات - القاهرة»، وكان فى رأس البر وقتها، وسبق القبض عليه اعتقالات أخرى شملت عناصر تنظيم جماعة الإخوان المعروف تاريخيا بـ«تنظيم 1965» نسبة إلى السنة التى تم الكشف عنها خلالها والقبض على عناصره الذين كانوا يعدون لتنفيذ عمليات إرهابية كبيرة، وكان قطب هو قائد هذا التنظيم، ويذكر فى وثيقة «لماذا أعدمونى» التى كتبها فى السجن الحربى ويؤرخها بتاريخ «22 أكتوبر 1965»، قصة هذا التنظيم وأهدافه والعمليات الإرهابية التى كان يعتزم تنفيذها، وهى منشورة ضمن كتاب «سيد قطب - الخطاب والأيدلوجيا» للدكتور محمد حافظ دياب عن «دار رؤية - القاهرة».
 
يذكر «قطب»: «كنا اتفقنا على مبدأ عدم استخدام القوة لقلب نظام الحكم، وفرض النظام الإسلامى من أعلى، واتفقنا فى الوقت ذاته على مبدأ رد الاعتداء على الحركة الإسلامية التى هى منهجها إذا وقع الاعتداء عليها بالقوة»، وكان أمامنا المبدأ الذى يقرره الله سبحانه تعالى: «فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم»، وكان الاعتداء الذى وقع علينا بالفعل فى سنة 1954 وفى سنة 1957 بالاعتقال والتعذيب وإهدار كل كرامة آدمية أثناء التعذيب، ثم بالقتل وتخريب البيوت وتشريد الأطفال والنساء، ولكننا كنا قد قررنا أن هذا الماضى قد انتهى أمره فلا نفكر فى رد الاعتداء الذى وقع علينا فيه، إنما المسألة هى مسألة الاعتداء علينا الآن، وهذا هو الذى تقرر الرد عليه إذا وقع».
 
يؤكد قطب أنه لهذه الأسباب فكر فى خطة ووسيلة ترد الاعتداء، وطلب من قيادات تنظيمه أن يفكروا فى الخطة والوسيلة، ويؤكد: «قلت لهم: «إذا قمنا برد الاعتداء عند وقوعه فيجب أن يكون ذلك فى ضربة رادعة توقف الاعتداء وتكفل سلامة أكبر عدد من الشباب المسلم».
 
يضيف: «وفقا لهذا جاءوا فى اللقاء التالى ومع أحمد عبدالمجيد قائمة باقتراحات، تتناول الأعمال التى تكفى لشل الجهاز الحكومى، وهذه الأعمال هى الرد فور وقوع اعتقالات لأعضاء التنظيم بإزالة رؤوس فى مقدمتها رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، ومدير مكتب المشير عبدالحكيم عامر، ومدير المخابرات ومدير البوليس الحربى، ثم نسف لبعض المنشآت التى تشل حركة مواصلات القاهرة، لضمان عدم تتبع بقية الإخوان فيها وفى خارجها، كمحطة الكهرباء والكبارى».
 
يواصل قطب إنه قال لأحمد عبدالمجيد ومن معه: «إن هذا إذا أمكن يكون كافيا كضربة رادعة»، ويضيف، أنه توجه بسؤال إليه: «ما الإمكانيات العملية عندكم للتنفيذ»، ويذكر أنه ظهر من إجابتهم، أنهم ليس لديهم الإمكانيات اللازمة، وأن بعض الشخصيات كرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وربما غيرهم عليهم حراسات قوية لا تجعل التنفيذ ممكنا، فضلا عن أن ما لديهم من الرجال المدربين والأسلحة اللازمة غير كاف لمثل هذه العمليات، وبناء على ذلك اتفق على الإسراع فى التدريب، بعدما كنت أرى تأجيله ولا أتحمس له باعتباره الخطوة الأخيرة فى خط الحركة وليس الخطوة الأولى».
 
كانت الأهداف المرصودة تحتاج إلى السلاح، ويحكى قطب فى وثيقته كيف كان سيتم تدبيره: «زارنى على عشماوى «أحد قيادات التنظيم»، على غير ميعاد، وأخبرنى أنه كان منذ حوالى سنتين قبل التقائنا قد طلب من أخ فى دولة عربية قطعا من الأسلحة حددها له فى كشف، ثم ترك الموضوع من وقتها، والآن جاءه خبر أن هذه الأسلحة وهى كمية كبيرة حوالى عربة نقل، سترسل عن طريق السودان مع توقع وصولها خلال شهرين».
 
ذات-يوم

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة