بالصور.. كارثة طبية بالأقصر.. قافلة تجرى 263 عملية "لوز" والأطباء يتركون شاش طبى بحلق 3 أطفال.. 11 يوما معاناة والأعراض سعال وضيق تنفس.. الأهالى يقاضون وكيل الصحة ومدير المستشفى.. وتشكيل لجنة للتحقيق بالواقعة

الأربعاء، 09 أغسطس 2017 07:30 م

كارثة طبية كادت تودى بحياة الأطفال

الأقصر – أحمد مرعى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في كارثة جديدة للقطاع الصحي، كادت قافلة طبية أجرت 263 عملية "لوز" داخل مستشفى القرنة المركزي، أن تتسبب فى إنهاء حياة 3 أطفال من الذين أجريت لهم العمليات، حيث ترك الأطباء "شاش طبي" تم استخدامه في العملية لهؤلاء الأطفال في حلقهم عقب العملية، وهو ما اكتشفه الأهالي بعد مرور 11 يوماً من العذاب والآلام وضيق التنفس وصعوبة الأكل والبلع لأبنائهم، عن طريق طبيبين بالمدينة أنقذا الأطفال وأخرجا من حلق كل طفل "شاش طبي".

بدأت تفاصيل الأزمة يوم السبت 29/7 الماضي بتنظيم مديرية الصحة بالتعاون مع التضامن الاجتماعي بالأقصر، قافلة طبية بالتنسيق مع مؤسسة دار الرحمة بميت غمر محافظة الدقهلية، لمدة 7 أيام بالمدينة، أجرت 263 عملية "لوز" بالمجان تماماً بمستشفى القرنة المركزي، تحت إشراف الدكتور السيد أحمد عبد الجواد وكيل صحة الأقصر، والدكتور أحمد ضيفي مدير المستشفى، بمشاركة كل من أعضاء مجلس النواب العمدة محمد ياسين وأحمد الفرشوطي وعبد الرازق زنط، وتمت أعمال إجراء العمليات خلال القافلة، حيث جهزت جمعية أهالينا بالقرنة أسماء المحتاجين لتلك العمليات وتم عمل أبحاث لهم لدخول العمليات.

وبعد انتهاء أعمال القافلة ومغادرتها للمحافظة ظل 3 أطفال يعانون من ضيق في التنفس وصعوبات في البلع والأكل فخاف عليهم أسرهم، وتوجهوا بهم لطبيبين بالمدينة، وبالكشف عليهم تبين وجود "شاش طبي" في حلق كل طفل وعلى الفور أخرجها الأطباء، وتبين أنه شاش يستخدم خلال العملية ونسي الأطباء إخراجه من الأطفال لدى انتهاء العملية، مما تسبب في حالة من التعب والآلم الشديد للاطفال خلال 11 يوماً.

"اليوم السابع" التقى أحد الأطفال في تلك الكارثة ووالده، وهو الطفل "علي رجب عبدالرحمن" 4 سنوات الذي بالكاد أخرج كلمات قليلة وقال اسمه وسنه ودخل في نوبة "سعال وكحة" لتأثره بالشاش الذي أخرجه له الطبيب قبل ساعات، وقال والده "رجب عبد الرحمن إبراهيم" 35 سنة إنه اشتكي وكيل وزارة الصحة ومدير المستشفى في محضر رسمي يحمل رقم 3194 إداري مركز القرنة، بالتسبب في الإهمال بحق طفله.

وأضاف المواطن رجب عبد الرحمن إبراهيم، أن بداية الأزمة كانت بعلمه من الجيران بوصول قافلة طبية بمستشفى القرنة المركزي بتاريخ 29/7، وهي مكونة من عدة أطباء لإجراء عمليات استئصال اللوز لأبناء المدينة، وقام باصطحاب نجله "علي" البالغ من العمر 4 سنوات، لإجراء عملية استئصال اللوز وبالفعل تم إجراء العملية بتاريخ 29/7 بالمستشفى ثم توجه به للمنزل مساء.

وأضاف والد الطفل أنه عقب انتهاء العملية وحتي أمس الاثنين لمدة 11 يوماً كان يعاني الطفل من حالة إعياء شديدة ولا يستطيع البلع أو المضغ وكان يتنفس بصعوبة شديدة، بعدها توجه به إلى الطبيب المتخصص، فأخبره الدكتور بالطامة الكبرى – حسبما وصفها - بأنه يوجد في حنجرة الطفل "شاش طبي"، فطلب منه وضع بنج لصغر سن طفله، ولم يجد طبيب التخدير فقرر استخراجها بنفسه، وعندما قام بإخراج الشاش الطبي، تبين أنه بطول 23 سم في 9سم.

ويقول "رجب عبد الرحمن إبراهيم" أنه توجه صباح اليوم الثلاثاء، وحرر محضرا ضد كل من وكيل وزارة الصحة بالاقصر بصفته، ومدير مستشفي القرنة المركزي بصفته، لكونهما المنوطان بالاشراف والمتابعة على هذه القافلة الطبية، وذلك حرصا على سلامة المواطنين، مطالباً بالتحقيق معهما في واقعة الإهمال والتقصير بحق ابنه.

وناشد والد الطفل وزير الصحة ومحافظ الأقصر بضرورة فتح تحقيق موسع في واقعة الإهمال بحق ابنه من طبيب صغير في السن أجرى له العملية بين 263 مواطنا خلال أسبوع، مؤكداً أن أسرته ظلت تعاني خلال تلك الفترة مع طفله الذي كان لا يستطيع الأكل والشرب والتنفس بسبب وجود "شاش طبي" في حلقه لمدة 11 يوماً.

ومن جانبه قال المحامي سيد تمساح المحامي بالاستئناف العالي ومجلس الدولة، أنه يجري عرض الطفل ووالده علي النيابة العامة للتمهيد لعرض الطفل على الطب الشرعي، وذلك لبيان صحة البلاغ بالإهمال الجسيم الذي وقع على الطفل "على رجب" 4 سنوات، ثم محاكمة المسئولين بالمسئولية التقصيرية في أداء واجبهم الموكل لهم من قبل الحكومة.

وتساءل محامي الطفل المجني عليه في الواقعة: "هل كل قافلة طبية تحضر لبلادنا وتقوم بعمليات للمواطنين وتتسبب في الإضرار بهم بالإهمال والتقصير والأخطاء الطبية الجسيمة تعود من حيث أتت دون محاسبة أو معاقبة، وكيف نترك أبناءنا ليكونوا كفئران تجارب في أيدي مجموعة من الأطباء حديثي التخرج غير المتخصصين بالمشاركة في تلك القوافل وإجراء العمليات لهم، ومن هو المسئول الحقيقي عن تلك الأخطاء الطبية الفادحة غير وكيل وزارة الصحة المسئول الأول بالمحافظة عن صحة المواطنين والإشراف والمتابعة والمحاسبة لتلك القوافل الطبية، وكذلك مدير المستشفي ودوره أثناء إجراء العمليات من قبل القافلة داخل المستشفي التي هو المسئول الاول عنها، ونهيب بالمسئولين محاسبة كل مقصر في حق أي مواطن سواء كان طفلاً أم كبيراً في الإخلال بواجبه فهو حق كفله الدستور والقانون ولا يمكن أن نترك هؤلاء يعبثون بأبناؤنا دون محاسبة حتي وإن كانت القافلة مجانية".

ولم تتوقف الكارثة عند هذا الحد والطفل "علي رجب"، بل اكتشف طبيب يدعى محمد أمين حفني إصابة طفلة بنفس الأعراض أحضرته أسرته له بعد شكاوى لمدة 11 يوم واستخرج من حلقه "شاش طبي" جديد ليؤكد مدي الإهمال والتقصير من أطباء القافلة التي ضمت أطباء ليسوا خبراء ومتخصصين، ولكنهم كانوا عبارة عن شباب حديثي التخرج حضروا للأقصر في القافلة للتعلم في أطفالهم، وذلك حسبما قال المواطن عامر أحمد حمزة ابن نجع الرواجح بمدينة القرنة.

وأضاف عامر أحمد حمزة لـ"اليوم السابع"، أن شقيقته الطفلة "شهد أحمد حمزة إبراهيم" 11 سنة، كانت قد أجرت العملية بالقافلة الطبية وأصيبت بحالة إعياء شديدة لعدة أيام بعد العملية وأصيبت بضيق تنفس، وكانت تصدر أصوات خلال نومها من مكان العملية، فتوجه بها للطببيب "محمد أمين حفني" للكشف عليها، وأخرج الطبيب "شاش طبي" بحجم كف الرجل من حلق الطفلة تخرج منه رائحة كريهة للغاية.

ويضيف عامر أحمد حمزة، أنه لدى عرض حالة شقيقته الطفلة على الطبيب أمام مستشفى القرنة المركزي، أكد له الطبيب أنه أخرج شاش طبي من حلقها ، ونفس الشىء حدث مع طفلة أخرى كانت قد أجرت عملية اللوز بنفس القافلة.

وفور ظهور تلك الكوارث الطبية بحق أطفال مدينة القرنة أصدر محمد بدر محافظ الأقصر تعليمات مشددة، للدكتور السيد احمد عبد الجواد وكيل وزارة الصحة بالأقصر بتولى التحقيق بهذا الشأن.

وقالت المحافظة إنه بالتواصل مع "رجب عبد الرحمن" والد الطفل "على" أوضح أنه بعد إجراء عملية اللوز لابنه من قبل أحد اطباء بالقافلة الطبية بمستشفى القرنة المركزى، أصيب ابنه بحمى وارتفاع بدرجة حرارته استمرت عدة أيام، وبعرضه على احد الاطباء الخاصين تم اكتشاف نسيان قطعة من الشاش بحلق الطفل وتم إزالتها.

وفي نفس السياق أكد الدكتور السيد أحمد عبد الجواد، أنه تم تشكيل لجنة تضم عددا من أطباء الأنف والأذن والجراحة وسيتم عرض الطفل على اللجنة يوم الخميس المقبل بمستشفى الأقصر العام، وذلك لمناظرة الحالة وتحديد الخطأ الطبى واتخاذ الاجراء القانونى اللازم تجاه الطبيب المخطئ.

وأضاف وكيل وزارة الصحة لـ"اليوم السابع" أن شكل لجنة مكبرة من المديرية للتفتيش في تلك الوقائع والتأكد من وجود تقصير من أطباء القافلة وتقديم المخطئين للتحقيق الفوري، والتحقيق في شكاوي المواطنين بتعرض أطفالهم للضرر، وتضم اللجنة كل من الدكتور محمود متولي مدير الطب العلاجي، والدكتور خلف عمر مدير المستشفيات، والدكتور هشام صبري البنا رئيس قسم الانف والاذن بالاقصر العام، وعدد من الأطباء المتخصصين في إجراء عمليات اللوز للأطفال والكبار.