بدور القاسمى توقع مذكرة تفاهم مع "اليونسكو" لتعزيز التعاون فى المجال الثقافى

وقعت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمى، مؤسس ورئيس جمعية الناشرين الإماراتيين، ورئيس اللجنة المنظمة لملف الشارقة العاصمة العالمية للكتاب، وإيرينا بوكوفا، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، يوم أمس الأول فى العاصمة الفرنسية باريس، مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون فى المجال الثقافى، وخصوصًا ما يتعلق بتنظيم الفعاليات التى تحتفى بالكتاب وتسهم بنشر القراءة.

وتأتى هذه المذكرة التى شهد توقيعها فى مقر "اليونسكو"، حسين بن إبراهيم الحمادى، وزير التربية والتعليم فى دولة الإمارات العربية المتحدة، والسفير عبدالله على مصبح النعيمى، المندوب الدائم للدولة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، بعد أقل من شهرين على إعلان اختيار إمارة الشارقة العاصمة العالمية للكتاب 2019، والتى تمنحها "اليونسكو" سنوياً لواحدة من المدن العالمية الفاعلة على صعيد صناعة المعرفة ودعم القراءة والكتاب.

ونصت الاتفاقية على تعزيز التعاون بين الجانبين دعماً لمشروع الإمارة فى تشجيع ثقافة القراءة بين جميع أفراد المجتمع، تماشياً مع رؤية صاحب الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إذ يشكل توقيع الاتفاقية فرصة لتحقيق جملة من المشاريع والمبادرات والأنشطة الثقافية والمعرفية فى العام 2019.

وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمى، يشكل العمل الثقافى جزءاً من سيرة الشارقة، التى تعرف منذ أكثر من أربعة عقود بكونها عاصمة للثقافة والمعرفة، ومنارة للعلم والأدب والفن، وهو ما تكلل فى عام 1998 بنيلها لقب عاصمة الثقافة العربية، وتبع ذلك استحقاقها لقب عاصمةً للثقافة الإسلامية لعام 2014، واليوم تستكمل الإمارة مسيرة النجاح التى خطّ معالمها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، باختيارها العاصمة العالمية للكتاب 2019".

وأضافت الشيخة بدور القاسمى، أن أهمية المعرفة والقراءة تزداد فى إثراء الحصيلة الفكرية والإبداعية لنا ولأبنائنا وللأجيال القادمة، فالمؤشرات تؤكد حالة تنامى متسارعة للمجتمع المحلى ثقافياً ومعرفياً وإبداعياً، ويشكل اختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب وساماً عالمياً يضاف إلى مسيرتها ويشكل مسؤولية عظيمة تستلزم مضاعفة جهود جميع الجهات المعنية بالشأن الثقافى والقرائى والمعرفى محلياً، إذ اختارت الشارقة منذ بداية مشروعها الثقافى والحضارى أن تُحدث فرقاً ملموساً فى واقع التجربة الثقافية بالمنطقة، وهو ما يتجلى فى حجم الرؤى والتطلعات التى تكشف عمق تجربتها وثبات مرتكزاتها.

الشيخة بدور القاسمى وإيرينا بوكوفا خلال توقع مذكرة التفاهم

وستسهم هذه الاتفاقية فى تعزيز المبادرات والمشاريع التى تنظمها الشارقة لنشر ثقافة القراءة، وتأكيد مكانة الكتاب بين سكان المدينة وزوارها، وهو ما يحقق تقارباً أكبر بين الطيف المتنوع من الجنسيات التى تعيش فى الشارقة، ويزيد من الدور الذى يلعبه الكتاب فى التواصل الحضارى بين مختلف الثقافات، بما يرسم قيم المحبة والسلام بين الدول والشعوب.

بدوره أثنى حسين الحمادى، وزير التربية والتعليم على الجهود المشهودة للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرامية لترسيخ مكانة الكتاب بين مختلف أفراد المجتمع، مؤكداً أن اختيار الشارقة العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019 جاء ترجمة لجهود سموه الرائدة فى المجال الثقافى والمعرفى، وتوقيع الاتفاقية سيعمل على تكريس المكانة العالمية للشارقة فى المجال الثقافى.

الشيخة بدور القاسمى وإيرينا بوكوفا عقب توقيع الاتفاقية

وأكد حسين الحمادى، أن دولة الإمارات تسعى إلى تحقيق مفهوم الاستدامة الثقافية من خلال إيجاد أجيال رائدة معرفيا وثقافيا منفتحة على الآخر تمتلك أدوات المعرفة وحيثيات الحوار الحضارى، ولتحقيق ذلك أطلقت وزارة التربية والتعليم جملة من المبادرات الرائدة لغرس حب القراء فى أذهان الطلبة من خلال برامج تربوية ناجعة أثبتت فعاليتها وتأثيرها لجهة تمكين الطلبة واكسابهم مهارات شتى فى مختلف المعارف وهو ما أنتج تاليا طلبة شغوفين بالمعرفة ومسكونين بحب القراءة.

ويأتى اختيار اللجنة الدولية لعواصم الكتاب العالمية فى اليونسكو "الشارقة عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019"، تقديراً لدورها البارز فى دعم الكتاب وتعزيز ثقافة القراءة، وإرساء المعرفة كخيار فى حوار الحضارات الإنسانية، واعترافاً بالجهود الكبيرة التى تقوم بها الإمارة فى مجال نشر ثقافة القراءة على المستوى العربى والدولي. وتعتبر الشارقة أول مدينة خليجية تنال هذا اللقب، والثالثة فى الوطن العربى ومنطقة الشرق الأوسط بعد الإسكندرية وبيروت.

الشيخة بدور القاسمى تسلم إيرينا بوكوفا هدية تذكارية

منذ عام 2001، تقوم لجنة العاصمة العالمية للكتاب المؤلفة من ممثلين عن اليونسكو والاتحاد الدولى للناشرين، والاتحاد الدولى لباعة الكتب، والاتحاد الدولى لجمعيات ومؤسسات المكتبات، باستقبال طلبات المشاركة سنوياً من المدن من مختلف أنحاء العالم، ثم تقوم بتقييمها لاختيار العاصمة العالمية للكتاب.