بالصور والفيديو.. تطوير ميدان السيدة عائشة "من بره هالله هالله ومن جوه يعلم الله".. المنازل المحيطة بالميدان آيلة للسقوط والمحافظة تكتفى بترميم الوجهات.. والسكان: "انقذونا قبل ما تشوفوا جثثنا"

•• مدير مشروع التطوير: لا نتعامل مع المبان غير الأثرية

حقا إنها جيوب تتشعب من أشهر ميادين المحروسة وهو ميدان السيدة عائشة الشبيه بالأخطبوط ذو الأذرع الكثيرة، فكل ذراع يخرج من الميدان يتشعب منه مئات من الأحواش الموجودة خلف الأسوار، لا أحد يعلم عنها شئ سوى قاطنيها فقط فهم فى حال غير الحال.

عشش وبيوت عبارة عن ركام من الطوب، بمجرد أن تطأ قدمك فيها تشعر بالرعب خوفا من انهيار المنازل فى أى لحظة، تقف متأهبا طوال الوقت وانت داخل تلك المنازل وأذناك "مطقطقة" للهرولة فور سماع أى صوت "تخبيط"، فالشروخ والتصداعات ترسم لوحات فنية مرعبة للرائى فى كل مكان.. نحن نتحدث عن "حوش بحيرى" أيها السادة وهو واحد من الجيوب الموجودة فى تلك المنطقة .

تلك المنطقة التى يعيش أهلها تحت منازل آيلة للسقوط وينام أطفالهم تحت تلك الأنقاض التى تهدد حياتهم فى أية لحظة، ولكنهم تعودوا على تلك المشاهد فعيونهم لم ترى سوى الخوف، حتى ألعابهم تكون عبارة عن قطعة حجارة يتقاذفونها بأرجلهم فهذا مشهد بألف معنى وخير دليل .

وتقول أحدى قاطنات الحوش وهى سيدة مسنة، "انا عايشة هنا بقالى أكتر من 25 سنة ومحدش بيسأل علينا فلا أحد يهتم بالغلبان فى البلد ديه مش عايش.. إحنا مش طالبين حاجة غير انى حد يصلحلنا بيوتنا نفسنا حتى عيالنا اللى طالعه ديه يناموا نومة نضيفه.. البيت هيقع علينا والمسئولين بينضفوا فى ميدان السيدة عائشة.. عيزينهم يبصوا جوه يشوفوا احنا عايشين ازاى بصوا للغلابة اللى عايشين فى الجحور فى ناس عايشة فى القرافات.. المنظر الخارجى حلو أوى بس الداخلى بيبقى عامل إزاى".

وتقول سيدة أخرى من قاطنات الحوش، "احنا محتاجين مساعدة رجال الأعمال الخيريين يرممولنا بيوتنا اللى هتقع على راسنا.. ديه مش بيوت تعيش فيها ناس والمسئولين بيتحركوا بعد ما البيوت بتقع ليه التحرك ميبقاش قبل كده هو مش شايفين الناس اللى عايشة تحت الأرض بيبصوا للواجهة مش بيبصوا للأساس".

وأعلنت محافظة القاهرة عن تطوير ميدان وكوبرى السيدة عائشة بتكلفة 60 مليون جنيه ولكنها ستطور الميدان من الخارج فقط، حيث سيتم ترميم وتطوير واجهات العقارات من الخارج فقط، وتلك العقارت التى ستظهر جميله بعد ترميم واجهاتها هى مهددة بالانهيار من الداخل على رؤس قاطنيها، فمسجد المسبح الاثرى الذى سيتم تطويره يوجد فى حوشه منازل آيلة للسقوط.

من جانبه قال الدكتور حسن البرمبلى، المدير التنفيذى لمشروع تطوير كوبرى وميدان السيدة عائشه، إن المشروع سيتعامل مع المبانى الثابته الكائنة بالميدان ومع الوجهات فقط المطلة على الميدان، ولن نتعامل مع المبان الآيله للسقوط.

وأضاف البرمبلى، أن ميزانية المشروع تشمل تطوير الميدان من الخارج، بالإضافة إلى أن هؤلاء السكان لا ينون ترميم تلك العقارات ، مؤكدا أن عدد كبير من المبان الكائنة بالميدان ليست لها قيمه أثرية، وأن التطوير سيشمل المبان ذات القيمة الأثرية والمساجد "الغورى والمسبح والسيدة عائشة".

واوضح أن التطوير سيعطى للمبان مظهر يتماشى مع الشكل التراثى للميدان، ويشمل التطوير كوبرى والمساجد الموجودة بالميدان بتكلفة 60 مليون جنيه.

وقال النائب جمال الشويخى عضو مجلس النواب عن دائرة الخليفة، إن ميدان السيدة عائشة بشكله الحالى وصمة عار فى جبين المحافظة، مشيرا إلى أنه ​تواصل مع أهالى المنازل التى تحتاج إلى​ ترميم ووعدهم بأنه سيرمم منازلهم على نفقته الخاصة.

وأكد المهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة إنه يسعى إلى تحويل ميدان السيدة عائشة إلى ميدان نموذجى يليق بالعاصمة.

وأضاف المحافظ أن أعمال التطوير تشمل مسجد السيدة عائشة ومسجدى الغورى والمسبح المجاورين له بالتنسيق مع وزارة الأوقاف، كما سيتم رفع كفاءة وتطوير كوبرى السيدة عائشة وكل العقارات والمنشآت المحيطة به وعمل دراسات وتعديلات مرورية بما يسمح بتحقيق سيولة مرورية بالمنطقة.