فى ذكرى ميلاد البابا شنودة.. "نظير جيد" الشاعر الذى وجد فى الرهبنة ضالته.. رجل برج الأسد صاحب الكاريزما والحنان الفائض.. أخلص لكنيسته فأحبه المُسلمون وقدسه الأقباط

الجمعة، 04 أغسطس 2017 05:34 ص
فى ذكرى ميلاد البابا شنودة.. "نظير جيد" الشاعر الذى وجد فى الرهبنة ضالته.. رجل برج الأسد صاحب الكاريزما والحنان الفائض.. أخلص لكنيسته فأحبه المُسلمون وقدسه الأقباط البابا شنودة
سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن لم يولد البابا شنودة فى الثالث من أغسطس، لتشكك الناس فى علم الأبراج، فالرجل الذى ملأ الدنيا بكاريزمته وخفة ظله وشخصيته القوية مع رقة مشاعره لا يمكن سوى أن يكون من مواليد برج الأسد، لينطبق عليه وصف "الأسد المرقسى" بعد ذلك كحامى لرسالة القديس مارمرقس.
 
نظير جيد الذى ولد يتيمًا فى مثل هذا اليوم من العام ١٩٢٣، لم يكن يعرف أن الأقدار التى حرمته حنان أمه ستعوضه بدفء القرب من الله، القدر نفسه الذى جعل قلبه مرهفًا يكتب الشعر ليناجى الخالق ثم يتعلق رويدًا بالكنيسة التى يجد فيها سلامًا لا يراه خارجها.
 
انتقل نظير مع أشقائه للإقامة فى القاهرة، والتحق فى عمر مبكر بالخدمة فى جمعية النهضة الروحية التابعة لكنيسة العذراء مريم بمسرة كطالب بمدارس الأحد، ثم خادم بكنيسة الأنبا انطونيوس بشبرا فى منتصف الأربعينات، وتستمر حياته على هذا النحو وتراوده فكرة الرهبنة من آن لأخر حتى أن جميع أفراد أسرته توقعوا أن يغيب عنهم ليسكن الدير، حتى جاء عام ١٩٥٣ الذى ترك فيه نظير حياته كعلمانى.
 
يروى المهندس عماد روفائيل نجل شقيق البابا الراحل فى حوار لليوم السابع تلك القصة فيقول، "كنا نعيش معا فى بيتنا بشبرا وكانت كل غرفة تؤدى إلى الأخرى، فيما عدا غرفة البابا التى كان لها بابا خارجيا على السلم، وكان وقتها يتردد على الدير ويقلق أبى فيقول لأمى "أنا خايف الواد يترهبن وميرجعش" فترد: أبلغنى نظير ألا أقلق إلا إذا ترك الكرافتة معلقة أما إذا كان يرتديها فمعنى ذلك إنه سيعود، وبالفعل فى المرة الأخيرة وجدنا كرافتته السوداء معلقة على الدولاب فعلمنا إنه ذهب للرهبنة، فزاره والدى بالدير لكنه رفض لقائه بعدما توحد، وانقطعت أخباره عنا سنوات طويلة حيث كان يعيش وحيدا فى قلايته بالدير".
 
ترهبن نظير رسميًا فى ١٨ يوليو من العام ١٩٥٤ بعدما قضى فترة تحت الاختبار بدير السريان بوادى النطرون، وتغير اسمه ليصبح "انطونيوس السرياني" ثم حصل على رتبة قس بعدها بعام، إلا أن تطورًا جديدًا حدث فى حياة القس أنطونيوس لقد اختار حياة العزلة واعتزل الناس وسكن مغارة بالجبل كراهب متوحد وانقطعت أخباره عن عائلته من العام ١٩٥٦ حتى عام ١٩٥٩ حيث وجد فى الرهبنة حياة مليئة بالصفاء كما قال، حتى حانت اللحظة التى اختاره فيها البابا كيرلس ليصبح سكرتيرًا خاصًا له، ثم يقرر بعدها بعامين رسامته "تعيينه" أسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية وذلك عام ١٩٦٢ حيث كان أول أسقف للتعليم المسيحى وعميد الكلية الاكليريكية، وذلك فى 30 سبتمبر 1962، ويتغير اسمه ليصبح الأنبا شنودة.
 
من هنا بدأ الأنبا شنودة رحلته كرجل تعليم ومربى للأجيال وهو اللقب الذى سيلازمه حتى وفاته، فيعقد البابا اجتماعًا أسبوعيًا بمطعم الكلية الإكليريكية يصير بعد ذلك عظة الأربعاء الأسبوعية التى تصبح تقليديًا بابويًا لا يتوقف عند البابا شنودة بل يطال خلفه البابا تواضروس.
 
وفى مارس من العام ١٩٧١ يرحل البابا كيرلس وبعدها بشهور يتوج الأنبا شنودة بابا للكنيسة ويصبح البطريرك الـ١١٧ لكنيسة مارمرقس، وتبدأ الكنيسة مرحلة أخرى فى تاريخها.
 
طوال مدة خدمته عمل البابا شنودة على تخريج أجيال من الأساقفة والكهنة يحملون رسالة مارمرقس الرسول فى مصر وخارجها، ففى عهده تم تعيين أكثر من 100 أسقف وأسقف عام، بما فى ذلك أول أسقف للشباب، وأكثر من 400 كاهن وعدد غير محدود من الشمامسة فى القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر. أولى اهتماما خاصا لخدمة المرأة فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وكان البابا يحاول دائما قضاء ثلاثة أيام أسبوعيا فى الدير، وحبه لحياة الرهبنة أدى إلى انتعاشها فى الكنيسة القبطية حيث تم فى عهده رسامة (تعيين) المئات من الرهبان والراهبات، وكان أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج مصر وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة التى اندثرت.
 
وفى بداية عصر مبارك عاد البابا إلى الكاتدرائية محمولًا على أعناق الأقباط، وتغيرت العلاقة مع الدولة من العداء إلى الشد والجذب، واستمر البابا فى كتابة مقاله بالأهرام كصحفى تخرج فى كلية الآداب بينما حولت الكنيسة أشعاره إلى ترانيم.
 
وبدموع وألم، يروى عماد الأيام الأخيرة فى حياة البابا، حيث حضر معه آخر اجتماع للجنة البر التى كانت تعقد كل خميس بالكاتدرائية لمساعدة الفقراء، ولم يستطع البابا وقتها أن يستكمل الاجتماع وسلمها للأنبا مكسيموس وكأنه يسلم أمانته، وفى عز مرضه "لم نشعر أبدا إنه مريض وهى قوة ربنا مش حاجة تانى، كان البابا شخصية فريدة، فلقد كان مرهفا إلى حد البكاء وقويا إلى درجة الصلابة.
 
يوم وفاة البابا تحول ديره بوادى النطرون لما يشبع عاصمة مؤقتة لمصر حين انتقلت قيادات الدولة التنفيذية والشعبية لتودعه فى كنيسته الذى جاهد من أجله الجهاد الحسن وأكمل السعى وحفظ الإيمان.
- (1)
 
 

 
 
- (3)
 
 

 
 
- (5)
 
 
- (6)

 

- (7)

 

 

 

2
 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة