أكرم القصاص - علا الشافعي

"عملية أمازون" تحاول إنصاف حنظلة.. بعد 30 عاما على اغتيال ناجى العلى بريطانيا تعيد فتح التحقيق فى جريمة تصفية الرسام الفلسطينى.. وشرطة لندن: تغيير التحالفات السياسية قد تغير من صمت الأمس إلى الحديث اليوم

الأربعاء، 30 أغسطس 2017 07:53 م
"عملية أمازون" تحاول إنصاف حنظلة.. بعد 30 عاما على اغتيال ناجى العلى بريطانيا تعيد فتح التحقيق فى جريمة تصفية الرسام الفلسطينى.. وشرطة لندن: تغيير التحالفات السياسية قد تغير من صمت الأمس إلى الحديث اليوم رسام الكاريكاتير الفلسطينى ناجى العلى
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كانت ضواحيها وشوارعها شاهدا على العديد من جرائم الاغتيال لشخصيات سياسية وفنية ظلت حتى هذه اللحظة وقائعها وأسرارها غائبة وسط ضباب العاصمة اللندنية، ورغم انقضاء العقود وتعاقب الحكومات والأحداث إلا أن الفاعل المجهول الذى ظل القاسم المشترك بين جميع تلك الجرائم - التى كان أبرز ضحاياها من منطقة الشرق الأوسط - استطاع أن يلوذ بالفرار.

 

ناجى العلى الطفل الذى ولد فى قرية الشجرة بفلسطين ثم ذاق معنى الغربة وهو فى العاشرة من عمره حين عاش مهجرا فى مخيم عين الحلوة بلبنان أحد أبطال قصص الاغتيال التى شهدتها مدينة الضباب،  عندما اغتالته إحدى رصاصات الغدر فى صيف عام 1987،  ليموت غريبا عن وطنه الذى أُجبر على الخروج منه تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلى، ليعيش 5 عقود من الزمن حمل خلالها قضية هذا الوطن المسلوب واستطاعت خلالها ريشته فى تجسيد الواقع الفلسطينيى.

المشتبه به فى قتل ناجى العلى
المشتبه به فى قتل ناجى العلى

الذكرى الثلاثون لموت رسام الكاريكاتير الفلسطينى ناجى العلى لم تكن كأى ذكرى سابقة، ففى حين عمد محبوه إلى إحياء تلك الذكرى بتذكر رسوماته وكلماته التى عبرت - وما زالت - عن الألم العربى، فجرت الشرطة البريطانية مفاجأة من نوع آخر، إذ أعلنت عن إعادة فتح التحقيقات مجددا فى واحدة من أبرز جرائم الاغتيال التى مازالت حتى الآن مجهولة.

لجوء لندن الى إعادة فتح التحقيق فى القضية اعتمد على تغيير الأوضاع فى الشرق الأوسط والعالم أجمع، وما حملته السنوات الماضية من تغيرات جذرية فى الأنظمة القائمة سقوطا وصعودا، وهو ما قد يدفع من صمت بالأمس إلى الحديث اليوم وكشف الجهات التى وقفت خلف عملية الاغتيال لناجى العلى.

حنظلة
حنظلة

 

وهو ما أكده دين هايدن رئيس قيادة مكافحة الإرهاب فى شرطة العاصمة البريطانية والذى يشرف على القضية، إذ قال "إن الشرطة اتبعت عددا من خيوط التحقيق التى لم تقدنا إلى التعرف على هوية الرجلين اللذين قاما بعملية الاغتيال"، وأضاف " إلا أن الكثير يمكن أن يتغير فى 30 عاما… فالولاءات تتغير والأناس الذين لم يكونوا راغبين فى الحديث فى ذلك الوقت ربما يكونوا مستعدين الآن للتقدم بمعلومات حاسمة”.

وقال هايدن، "جريمة القتل الوحشية للعلى أفجعت عائلته، وبعد 30 عاما ما زالوا يشعرون بفقدانه"، وهو ما أكده بالفعل ابنه أسامة العلى لشرطة العاصمة البريطانية إذ قال "موت والدى المفاجئ كان حادثا صادما وهناك جريمة مروعة ارتكبت بوضوح وتحقيق العدالة أمر حاسم للأسرة وأرى تماما من الناحية السياسية أن من المهم أيضا أن يعرف الناس ما حدث".

احدى رسومات ناجى العلى
إحدى رسومات ناجى العلى

 

"عملية أمازون" – كما أطلقت شرطة بريطانيا على إعادة فتح التحقيقات فى قتل ناجى العلى – أحيت الأمل من جديد لدى عائلة الفنان الفلسطينيى وكل محبيه والمتعاطفين معه فى الوطن العربى، للتعرف عن القاتل الذى أصابه بطلقات نارية فى مؤخرة العنق حينما كان متوجها إلى مكتبه فى جريدة القبس الكويتية بلندن فى 22 من يوليو عام 1987، ليقع فى حالة الغيبوبة ويتوفى فى المستشفى يوم 29 أغسطس من العام نفسه، عن عمر يناهز 51 عاما.

وقال الشهود إنهم شاهدوا المسلح المشتبه به وهو يتبع العلى ثم لاذ بالفرار من الموقع على قدميه، وجرى وصفه بأن عمره يبلغ نحو 25 عاما وأن ملامحه شرق أوسطية، إذ كان له شعر أسود كثيف يصل طوله إلى الكتفين، كما أبلغ شهود عن رؤية رجل آخر فى الخمسينات من العمر وأصوله شرق أوسطية أيضا وهو يركض بعد قليل من الحادثة ويده داخل جيبه كما لو كان يخفى شيئا.

كاريكاتير لناجى العلى
كاريكاتير لناجى العلى

وعثرت الشرطة البريطانية على المسدس الذى استخدم فى جريمة اغتيال فنان الكاريكاتير السياسى ناجى العلى بعد الحادث بعامين فى 1989، وهو من طراز "توكاريف" عيار 7.62 ملم، وأظهرت الفحوص أن الطلقات التى قتل بها العلى تطابق تلك التى أطلقت من هذا المسدس.

كلمة الحق التى ظل ناجى العلى يدافع عنها على مدار عمره القصير جعلت توقع الجهة التى تقف وراء اغتياله من دروب المستحيل، حيث تلقى ما يقارب من 100 تهديد بالقتل بسبب رسومه الكاريكاتيرية التى سخر فيها من دولة الاحتلال الإسرائيلى و سياسات أنظمة دول عديدة فى الشرق الأوسط منها إيران ومنظمة التحرير الفلسطينية، ووجه سهامه الساخرة إلى كل من تاجروا بالقضية الفلسطينية، حتى صارت خطوط رسوماته حديث الشارع والساسة والتى دفع ثمنها التنقل مطرودا من بلد الى بلد، حتى مات غريبا ودفن غريبا أيضا فى لندن رغم طلبه أن يدفن فى مخيم عين الحلوة بجانب والده.

كاريكاتير عن صبرا وشاتيلا
كاريكاتير عن صبرا وشاتيلا

 

وظل إلى اليوم الطفل حنظلة – الذى استعان به ناجى العلى فى جميع رسوماته – رمزا لنضال أحد أبناء الشعب الفلسطينى الذى رفض المتاجرة أو المساومة بالقضية الفلسطينة، ينظر إلى الواقع بائسا فى انتظار كشف حقيقة مقتل ناجى العلى ومن الذى لم يحتمل استمرار خطوطه السوداء على الورق الأبيض.

 

الفنان الفلسطينى ناجى العلى
الفنان الفلسطينى ناجى العلى

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة