طقوس فرض الإسلام الأعظم.. حكاية مشعر "منى" وتفاصيل زيارة الحجاج ومبيتهم به

الثلاثاء، 29 أغسطس 2017 12:08 م
طقوس فرض الإسلام الأعظم.. حكاية مشعر "منى" وتفاصيل زيارة الحجاج ومبيتهم به حجاج - أرشيفية
رسالة مكة المكرمة - محمود عبد الراضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يقع مشعر منى بين مكة المكرمة والمزدلفة، على بعد سبعة كيلو مترات شمال شرقى المسجد الحرام، وهو مشعر داخل حدود الحرم، عبارة عن وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحَدُّه من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادى محسر .

يقول المؤرخون، إن تسمية "منى" أتت لما يراق فيها من الدماء المشروعة فى الحج، وقيل إنه "لتمنى آدم فيها الجنة"، ورأى آخرون أنه لاجتماع الناس بها، والعرب تقول لكل مكان يجتمع فيه الناس "مِنى".

فى "منى" رمى إبراهيم عليه السلام الجمرات، وذبح فدية لابنه إسماعيل عليه السلام، وفيه قال الله عز وجل: "فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاء الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ"، وذكر بعض المؤرخين أن "منى" كان فيها مشعرا يُعرف بـ"مسجد الكبش".

فى مشعر "منى" نزلت سورة النصر، فى أثناء حجة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم، وفيها تمت بيعتا الأنصار المعروفتان بـ"بيعة العقبة الأولى"، و"بيعة العقبة الثانية"، إذ بايع 12 شخصا من أعيان قبيلتى الأوس والخزرج بيثرب، أو المدينة المنورة لاحقا، الرسول فى المرة الأولى، وفى الثانية بايعه 73 رجلاً وامرأتان، وكانت البيعتان قبل هجرة الرسول.

على امتداد الخلافة الإسلامية، بنى الخليفة العباسى أبو جعفر المنصور مسجدا عُرف بـ"مسجد البيعة" فى موضع بيعتى العقبة، وذلك سنة 144هجرية، وأعاد عمارته لاحقا المستنصر العباسى، ويبعد المسجد 300 متر من جمرة العقبة على يمين الجسر النازل من منى إلى مكة المكرمة، ويقضى الحاج فى "منى" يوم التروية، وهو اليوم الثامن من ذى الحجة، ويُستحب فيه المبيت فى منى تأسّيًا بسنة النبى صلى الله عليه وسلم، وسُمّى بذلك لأن الناس كانوا يتروون فيه من الماء ويحملون ما يحتاجون إليه، وفى هذا اليوم يذهب الحجيج إلى منى، إذ يصلى الناس الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصرًا بدون جمع ويسن المبيت فى منى.

ويعود الحجاج إلى "منى" صبيحة اليوم العاشر من ذى الحجة بعد وقوفهم على صعيد عرفات الطاهر يوم التاسع من شهر ذى الحجة، ومن ثم المبيت فى مزدلفة، ويقضون فى منى أيام التشريق الثلاثة، لرمى الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى، و"من تعجل فى يومين فلا إثم عليه"، وكما جاء فى القرآن الكريم: "وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ"، والمقصود بها منى، المكان الذى يبيت فيه الحاج ليالى معلومات من ذى الحجة، يوم العيد وأيام التشريق الثلاثة بعده .

الأصل اللغوى لكلمة تشريق مادة "شرق"، ولها ثلاثة معان، الأول الأخذ من ناحية المشرق، والثانى صلاة العيد مأخوذ من شروق الشمس، لأن ذلك وقتها، وأخيرا ثلاثة أيام بعد يوم النحر، وهو اليوم الأول من أيام عيد الأضحى، وهذا هو الاستعمال الأغلب، وسُمّيت هذه الأيام بذلك لأن العرب كما قال ابن حجر كانوا "يُشرِّقون لحوم الأضاحى فى الشمس"، وهو تقطيع اللحم وتقديده ونشره .









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة