مشيرة خطاب تتقدم بقوة نحو قيادة اليونسكو

الإثنين، 28 أغسطس 2017 07:27 م
 مشيرة خطاب  تتقدم بقوة نحو قيادة اليونسكو مشيرة خطاب
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتقدم السفيرة المصرية الدكتورة مشيرة خطاب بقوة نحو قيادة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، فيما دخلت المعركة الانتخابية حول هذا المنصب الثقافى الدولى الرفيع المستوى مرحلتها الأخيرة استعدادا للحظة الحقيقة فى شهر أكتوبر المقبل.
 
ووسط ترحيب كبير على مستوى الجماعة الثقافية المصرية منذ ترشيح مصر رسميا للدكتورة مشيرة خطاب لمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو، فإن الكثير من الطروحات لمثقفين مصريين وعرب اتفقت على أن خطاب برؤاها وقدراتها وخبراتها أفضل من يتولى قيادة هذه المنظمة الدولية التى تواجه تحديات كبيرة فى وقت يمر به العالم بتحولات فارقة وبحث دؤوب عن "نظام عالمى جديد".
 
وإذ تقترب لحظة الحقيقة مع الانتخابات المرتقبة فى شهر أكتوبر المقبل لاختيار صاحب هذا المنصب الثقافى الدولي، تقف المرشحة المصرية مشيرة خطاب فى مقدمة المرشحين التسعة لمنصب المدير العام لليونسكو، حيث حظيت بأعلى تأييد معلن من الدول الأعضاء فى المجلس التنفيذى لليونسكو.
 
وكان رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل أعلن فى السابع عشر من شهر يوليو فى العام الماضى ترشيح مصر للدكتورة مشيرة خطاب مديرا عاما لليونسكو، فيما تحركت الدبلوماسية المصرية بقيادة وزير الخارجية سامح شكرى لتبذل جهودا مخلصة ومكثفة على مستويات متعددة دعما لهذا الترشيح.
 
وإلى جانب المؤسسات الرسمية للدولة المصرية تتحرك النقابات والاتحادات المهنية ومنظمات المجتمع المدنى والكيانات الثقافية دعما لمرشحة مصر لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، فيما تتوالى الأنباء حول مواقف مضيئة لهذه النقابات والكيانات مثل النقابة العامة للمرشدين السياحيين ناهيك عن مكتبة الإسكندرية.
 
ووسط تأييد عربى كبير ومعبر عن الوشائج الثقافية بين أبناء الأمة الواحدة كان السفير محمد العرابى مدير الحملة الانتخابية للدكتورة مشيرة خطاب كشف عن خطة تحرك مكثف يشارك فيها الإتحاد الأفريقى للترويج عالميا لمرشحة مصر وأفريقيا لمنصب المدير العام لليونسكو، كما أعلنت دول مؤثرة فى المشهد العالمى كالهند تأييدها لمشيرة خطاب بوصفها مرشحة العالم الثالث لهذا المنصب الثقافى الرفيع المستوى على رأس كيان يوصف بأنه "أهم تنظيم دولى يعمل فى مجال القوة الناعمة". 
 
ومع إدراك عميق لقسوة المعركة الانتخابية فى اليونسكو التى دخلت مرحلتها الأخيرة فى ظل تعدد المرشحين لمنصب المدير العام لهذه المنظمة الدولية، فإن الشعور العام على مستوى العديد من مثقفى العالم يوميء إلى أن الوقت قد حان لحضور شخصية تمثل العرب فى هذا المنصب الذى غاب عنهم طويلا.
ودول أوروبا الغربية بما فيها فرنسا دولة المقر لليونسكو تولت من قبل هذا المنصب الدولى ست مرات، كما نالته أوروبا الشرقية مرة مثل مجموعات جغرافية أخرى باستثناء المجموعة العربية، وبالتالى فالافتراض المنطقى يشير إلى أن الدور عليها كما تقول السفيرة مشيرة خطاب.
 
وإلى جانب السفيرة مشيرة خطاب كان الرئيس الفرنسى الأسبق فرانسوا أولاند قد دفع بوزيرة الثقافة فى حكومته السابقة أودرى ازولاى كمرشحة لقيادة اليونسكو قبيل ساعات من إغلاق باب الترشيح، ورشحت الصين شيانغ تانج، كما رشحت العراق صالح الحسناوي، كذلك تتنافس على هذا المنصب اللبنانية فيرا الخورى وأقحم النظام الحاكم فى قطر نفسه فى هذه المعركة بمرشحه حمد عبد العزيز الكوارى فى حين رشحت أذربيجان فولاذ أوغلو، وطرحت فيتنام اسم مرشحها وهو: فام سان شاو ورشحت جواتيمالا جوان الفونسو.
 
والدكتورة مشيرة خطاب هى خريجة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة التى أسهمت بايجابية فى اثراء الحياة السياسية والثقافية المصرية عبر أجيال تمتلك المعرفة والرؤى والقدرة على البحث، فيما كانت هذه المثقفة المصرية قد حصلت على الدكتوراه عن أطروحة حول "التدابير العامة لتنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل". 
 
ومنذ ترشيح مصر لخطاب لهذا المنصب الدولى المهم- الذى تتولاه حاليا البلغارية ايرينا بوكوفا فى ثانى وآخر ولاية لها- أكد العديد من المعلقين فى الصحف ووسائل الإعلام المصرية والعربية أنها "نموذج مشرف للمرأة المصرية والعربية والافريقية ونساء العالم الثالث"، وصاحبة خبرات ومهارات تتيح لها إدارة هذه المنظمة الدولية بأعلى درجات الكفاءة فضلا عن استنادها للثقل الثقافى والحضارى لمصر.
 
ولعل ذلك قد تجلى بوضوح فى المناظرة التى قامت بها الدكتورة مشيرة خطاب يوم السادس عشر من شهر أبريل الماضى أمام الأعضاء الـ 58 للمجلس التنفيذى لليونسكو الذين سينتخبون المدير العام الجديد، وعبرت عن فهم عميق وواقعى لسبل إدارة هذه المنظمة الدولية لتنال اشادة واستحسان اغلب الأعضاء والكثير من المعلقين فى الصحف ووسائل الاعلام.
 
ونظرة على تعليقات وآراء المثقفين المصريين ومن بينهم المفكر الراحل السيد يسين تؤكد على اتفاق بأن الدكتورة مشيرة خطاب لديها فرصة كبيرة للفوز بهذا المنصب الدولى فيما كان الراحل العظيم السيد يسين قد لفت إلى أنها باتت المرشحة الرسمية لدولة يشدد خطابها الرسمى على أهمية التواصل الايجابى والسلام بين الشعوب.
 
وفى وثيقتها الصادرة يوم الثانى من نوفمبر عام 2001 بعنوان "الإعلان العالمى للتنوع الثقافي"، اعتبرت منظمة اليونسكو أن "حوار الثقافات هو أفضل ضمان للسلام"، كما أن "الدفاع عن الإرث المشترك للبشر والإنسانية ككل أمر لا غنى عنه من أجل عالم أفضل". 
 
والسفيرة والوزيرة السابقة مشيرة خطاب تحظى بسجل مضىء فى العمل الدبلوماسى والاهتمام البناء بالقضايا العامة والكوكبية مثل تجديد الحوار بين الثقافات والحضارات وهى مدافعة عن أهمية التنوع الثقافي، فضلا عن اهتمامات واضحة بقضايا تتعلق بالتعليم والبيئة والهموم المعاصرة للمرأة ولا ريب أنها مثقفة مصرية ذات اهتمامات إنسانية، لأنها "صاحبة رؤية" تمزج بين الفكر والحركة فى فضاء الخدمة المجتمعية.
 
وكان وزير الثقافة حلمى النمنم قد أكد أن ترشيح مصر الدكتورة مشيرة خطاب لهذا المنصب الدولى "موفق للغاية"، معيدا للأذهان أنها شغلت ضمن مناصب عديدة فى مسيرتها الثرية منصب مساعد وزير الخارجية للعلاقات الثقافية الدولية.
 
وأكد النمنم أن وزارة الثقافة لن تدخر جهدا فى مساندة المرشحة المصرية مشيرة خطاب والتنسيق مع أى مؤسسات أو جهات معنية؛ "فى اطار خطة علمية مدروسة".
 
وقال الدكتور هشام مراد الرئيس الجديد لقطاع العلاقات الثقافية الخارجية فى وزارة الثقافة إن مسألة دعم السفيرة مشيرة خطاب المرشحة لمنصب مدير عام اليونسكو تشكل حاليا أولوية لهذا القطاع مع اقتراب اجراء الانتخابات.
 
وواقع الحال ان المعركة الانتخابية التى دخلت مرحلتها الأخيرة ويتوقع محللون أن تكون "ضارية وشرسة" لن تكون بعيدة عن "حرب الفوز بالعقول والقلوب" وتقتضى مشاركة الثقافة المصرية بأذرعها الخارجية والتصدى لأى مغالطات.
 
وتأتى المعركة الانتخابية لليونسكو التى تحظى فيها المرشحة المصرية مشيرة خطاب بأفضل الفرص فى وقت تتواتر فيه تساؤلات لمثقفين على مستوى العالم حول مدى نجاح هذه المنظمة فى الاسهام الفاعل لمواجهة "التفاوت وعدم التوازن بين الشمال والجنوب فى مجال الثقافة"، وبما يؤشر لوجود "فجوة ثقافية واسعة" بين الجانبين يتعين تجسيرها ضمن "اصلاح ثقافى شامل"، بمقدور السفيرة مشيرة خطاب تنفيذه بكفاءة.
وإذ تتمتع خطاب بتعدد لافت على مستوى الاهتمامات والمعارف فهى منفتحة على جديد الثقافات فى العالم وتمتلك خبرات ثمينة تتيح لها الادراك الصحيح للآليات الراهنة للمنظمات الدولية مثل اليونسكو مع انحياز بناء لأفكار التسامح والعيش المشترك.
ومشيرة خطاب التى شغلت من قبل منصب وزير الدولة للأسرة والسكان فضلا عن منصب الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة، صاحبة اهتمامات أصيلة بقضايا حقوق الانسان ورفض العنف.
وبعد تأييد أفريقى على مستوى القمة للمرشحة المصرية ذات الانجازات اللافتة فى مجالات متعددة كالدبلوماسية والثقافة وحقوق الطفل والمرأة، كان اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية قد أعلن دعمه لترشيح الدكتورة مشيرة خطاب لقيادة منظمة اليونسكو لتكون أول امرأة من العالم الثالث تتبوأ هذا المنصب الثقافى العالمى الرفيع. 
وكان محمد سلماوى الأمين العام لإتحاد كتاب أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية قد أوضح أنه ليس بالضرورة أن يكون المدير العام لليونسكو؛ "من المبدعين فى المجال الأدبى أو الفني"، معيدا للأذهان أنه لم يكن هناك "أى أدباء أو فنانين أو موسيقيين" بين المدراء العشرة الذين عرفتهم منظمة اليونسكو منذ تأسيسها فى عام 1945 حيث تولى المنصب البريطانى السير جوليان هكسلى الذى كان عالم أحياء وحتى المديرة الحالية وهى الدبلوماسية البلغارية ايرينا بوكوفا.
وقال سلماوى الذى شغل من قبل منصب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب فضلا عن رئاسة اتحاد كتاب مصر: "ليس أدل على أن مصر تغيرت بعد الثورة من الأسلوب الجديد الذى اتبعته الحكومة فى الإعلان عن مرشح مصر لمنظمة اليونسكو"، مضيفا أنه فى ساحة المتحف المصرى العتيد وفى قلب ميدان التحرير اجتمع العشرات من المثقفين والمسئولين فى تقليد غير مسبوق للمشاركة فى الاعلان عن المرشح المصرى لمنصب المدير العام لليونسكو.
وتابع سلماوي: "ووسط هذا الحشد الكبير وفى هذا الموقع المهيب دار النقاش حول اليونسكو ودور مصر الثقافى على الساحة الدولية وجرت مداخلات قيمة ثم أعلن رئيس الوزراء ترشيح مصر مشيرة خطاب مديرا عاما لليونسكو".
وشأنه شأن الكاتب محمد سلماوى، أشاد مثقف مصرى كبير آخر هو الدكتور أسامة الغزالى حرب بترشيح مصر رسميا الدكتورة مشيرة خطاب لتولى منصب المدير العام لليونسكو، منوها بأنها "بنت مصر التاريخ والحضارة والثقافة"، كما نوه بقرار وزير الخارجية سامح شكرى بتشكيل "مجلس استشاري" يضم شخصيات بارزة وذات ثقل دولى لدعم حملة المرشحة المصرية فى المعركة الانتخابية المنتظرة لشغل هذا المنصب الدولى المهم.
 
ورأى حرب ان المقارنة الموضوعية بين المرشحين "سوف تكون بسهولة فى صالح مشيرة خطاب"بحكم خبراتها ومناصبها وانجازاتها فى مجالات تدخل فى أنشطة واهتمامات اليونسكو، مثل مكافحة ختان الاناث وزواج الفتيات القاصرات وعمالة الأطفال.
 
والدكتورة مشيرة خطاب عرفت بمهاراتها الدبلوماسية الرفيعة المستوى فى "التفاوض وبناء التحالفات"، فيما وصفها وزير الثقافة السابق الدكتور جابر عصفور "بالمثقفة العظيمة القادرة على الدفع بدماء جديدة فى اليونسكو".
وحرصت الفنانة ليلى علوى على إعلان دعمها للمرشحة المصرية مشيرة خطاب لمنصب المدير العام لليونسكو، وقالت عبر حسابها الرسمى على موقع تويتر للتدوينات القصيرة: "من أمام المتحف المصرى أدعم ترشيح السفيرة مشيرة خطاب لمنصب مدير عام اليونسكو".
 
وحقيقة أن الدول الأعضاء فى المجلس التنفيذى لليونسكو والبالغ عددها 58 دولة هى التى تنتخب المدير العام لهذه المنظمة تحدد بالضرورة ساحة المعركة الانتخابية ومواقع التحرك المكثف من أجل فوز المرشحة المصرية التى تحظى رسميا بتأييد القارة الافريقية.
 
وإذ تحدثت مشيرة خطاب عن وجود "نقاط تشكل تحديات" فى المعركة الانتخابية لليونسكو، فإنها شددت على أن هذه التحديات "ليست عقبات"، فيما "تخوض مصر المعركة بالتصميم"، وهى معركة ليست لصالح مصر فحسب وإنما "من اجل الانسانية" كلها.. نعم انها حقا مرشحة مصر ذات الرسالة الحضارية الخالدة للانسانية كلها.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة