أكرم القصاص - علا الشافعي

ماجدة إبراهيم

أم آية.. ومنظومة علاج فاشلة

السبت، 26 أغسطس 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جاءتنى بكل هموم الدنيا وذرفت دموع خيبة الأمل على أبنائها الخمسة
كلماتها الممزوجة بحرقة قلبها قلبت على المواجع..
 
أم آية سيدة مصرية مكافحة لا تملك حتى قوت يومها تعيش كمئات الأسر المصرية على الكفاف يعنى يادوب بتقدر تسد جوع ولادها الخمسة لم تكن مشكلتها فى المأكل أو المشرب أو الملبس.. مشكلتها أعمق وأهم فقد أصيب اثنان من أبنائها بمرض عضال فى العمود الفقرى ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد طال زوجها أبو العيال نفس المرض وتحول البيت إلى مستشفى صغير.
 
توقف الزوج الذى كان يعمل على باب الله عن العمل ولم يعد للأسرة مورد رزق.
لم تجد بديلا إلا سؤال أهل الخير.. حاولت مساعدتها فاستطعت توفير الأطباء الذين تبنوا حالة عائلتها فى الفحص الطبى.. ومساعدتها فى شراء الأدوية التى تكلفها فى الشهر ما لا يقل عن 700 ج هذا الرقم للأدوية فقط؟؟!!
فمن أين لسيدة لا تجد قوت يومها أن توفر كل شهر 700 ج للعلاج فقط من أجل تخفيف آلالام بناتها وزوجها.
 
تساءلت لو أن هذه السيدة لم تجد من يساعدها بعض الشىء - فالطريق مازال طويلا أمامها – كيف سيكون تصرفها؟
واستفزتنى حالتها وشكواها فهى تمثل شريحة ليست بقليلة من المجتمع المصرى الذين لا يملكون ثمن الدواء ويمدون أيديهم للمساعدة.
وبحثت فى أمر منظومة العلاج فى مصر إلى أى مدى تستطيع أن تقوم بدورها لحماية هؤلاء المرضى الضعفاء. وتساءلت كم تمثل ميزانية الدولة للعلاج والصحة فى بلد تحاصرة أمراض وبائية مثل فيروس سى ومن قبلها البلهارسيا.. ولا ندرى من القادم.
 
وإذا كنت أرى أن ميزانية وزارة الصحة تعتبر من أهم ميزانيات القطاع الحكومى لكونها مصروفات خدمية تهم الجمهور فعلى سبيل المثال ميزانية الوزارة فى عام 2016 ، 2017 بلغت 48 مليار جنيه وتعتبر هذه الميزانية ضيئلة جدا بالنسبة للخدمات التى ينبغى أن تقدم للمرضى المحتاجين أولا وبقية المرضى بشكل عام.
 
وهذا يعنى أن نصيب الفرد المصرى من ميزانية الصحة حوالى 60 دولار فى حين الدول المتقدمة يبدأ نصيب الفرد ب500 دولار ويصل فى بلاد أخرى إلى ألفين دولار.
وقد شغلنى حقا..
 
كيف تنفق ميزانية الصحة بملياراتها؟؟
فكانت الأجابة الحقيقية مبكية ومضحكة فى نفس الوقت الوزارة الهمامة التى يطلق عليها وزارة الصحة تنفق 27 مليار جنيه على رواتب وحوافز موظفى الوزارة.. أى والله. وحوالى من 3 إلى 5 مليارات توجه سنويا لشراء التطعيمات الإجبارية مثل شلل الأطفال والثلاثى وأمصال الفيروسات.
وحوالى من 4 إلى 5 ونصف مليار جنيه ينفق على تطوير المستشفيات التى غالبا ما بتتطورش.
 
ومن 5 إلى 10 مليارات تنفق على بقية البنود ومنها توفير الأدوية والأجهزة الطبية والمستلزمات الطبية فى العمليات الجراحية وخلافة وتشمل بنود كثيرة لا تعد ولا تحصى.
 
وهناك تصريحات لكثير من المسؤولين وأعضاء البرلمان أن سوء إدارة الدولة لمواردها وراء إغفال قطاع الصحة حيث يتم صرف المليارات على الوزارات المنتجة كالكهرباء والبترول كمكافآت ومنح وأرباح فى حين لا تحظى وزارات استراتيجية مثل الصحة والتعليم بالحد الأدنى من الميزانية.
نحن فى حاجة إلى إعادة توزيع ميزانية الدولة.. حتى يجد من يمرض من يداوية.. نحتاج إلى منظومة تأمين صحى فاعلة مفعلة تأخذ فى اعتبارها الغلابة.. فى المقدمة.
 
لا أن يجد القادر فقط العلاج.
العلاج ليس رفاهية من رفاهيات الحياة لكنه هو أصل الاستمرار فى الحياة.. فهو مثل الأكل والشرب لا يمكن الاستغناء عنه.
أم آية يوجد مثلها مئات الآلاف من الأسر التى تتحمل أصعب الآلام على أن تمد يديها وتنتظر أن يتعطف عليها أحدا ليشترى لها الدواء وإن اشترته هذا الشهر فمن يشترى لها الدواء الشهور المقبلة؟









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

أم ايه

ماساه تبحث عن الرحمه والقلوب الخيره . للاسف وزارة الصحه لا عقول ولا قلوب ولا رحمه ...

عدد الردود 0

بواسطة:

طارق

توفير العلاج حق من حقوق المواطن وليس صدقة من الدولة

التأمين الصحى و توفير العلاج حق لكل المصريين كفله الدستور الذى ألزم الدولة بموجب حكم المادة 18 من الدستور المعدل لعام 2014 بإقامة نظام تأمين صحى شامل لجميع المصريين يغطى جميع الأمراض ويقدم الخدمات العلاجية والتأهيلية بكافة صورها وكذلك صرف الأدوية اللازمة للعلاج بل جعل الامتناع عن تقديم العلاج بأشكاله المختلفة لكل إنسان فى حالتى الطوارئ أو الخطر على الحياة جريمة يعاقب عليها القانون و رغم أن العدالة الاجتماعية تمثل ركنا جوهريا لأى نظام ديمقراطى فمازال ملايين المصريين يعانون من غياب المساواه والعدالة الاجتماعية وضياع حقوقهم الاساسية التى كفلها لهم الدستور فى العلاج والرعاية الطبية وفى الوقت الذى نجد فيه مستشفيات "الغــــــلابة" الحكومية فى حالة يرثى لها وآيلة للسقوط فوق رؤوس المرضى ولا يمكن التمييز بينها وبين مستشفيات الطب البيطرى حيث أصبح بعضها مأوى للقطط والكلاب والبعض الآخر أقرب ما تكون لمقالب للقمامة حيث تجد النفايات الطبية والمهملات والقاذورات فى كل أنحاء المستشفى والحمامات غير آدمية والأسرّة متهالكة والمراتب غير صحية وبها أثار دماء مما يضطر المرضى الى إفتراش الأرض نجد فى المقابل رسوماً تفرض على فقراء مصر لتمويل صناديق رعاية "الباشــــــاوات" الصحية والإجتماعية رغم الإمتيازات والإستثناءات والمرتبات العالية والمكافاءت والحوافز والبدلات التى يحصلون عليها وكذلك الرعاية الطبية المميزة التى يتمتعون بها فيحصل بعضهم على بدل علاج شهري من أموال الشعب وتبنى احدث المجمعات الطبية والمستشفيات للبعض الاخر وزويهم و تصدر الأوامر بعلاج المليونيرات فى أحدث المستشفيات والمجمعات الطبية على نفقة الشعب.تقديم العلاج والرعاية الطبية والمعاملة الأدمية الكريمة للمريض حق من حقوق الانسان وواجب دستورى وقانونى وإنسانى على الدولة تجاه مواطنيها يجب توفره لهم من أموالهم لكى يحصلوا ولو على جزء ضئيل مما يتمتع به "الباشـــــــاوات " وزويهم من علاج ورعاية طبية مميزة على نفقة فقــــراء مصــــــر. رحم الله باشـــــــاوات "العهد البــــــــــــائد" الذين كانوا يتبرعون باموالهم لبناء المستشفيات الخيرية و علاج فقراء مصر بالمجــــــــــان

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة