سعيد الشحات يكتب: ذات يوم..25 أغسطس 1967..«عبدالناصر» يلتقى «فائق» لمناقشة طلب نيجيريا مساعدتها فى القضاء على انفصال «بيافرا»

الجمعة، 25 أغسطس 2017 01:15 م
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم..25 أغسطس 1967..«عبدالناصر» يلتقى «فائق» لمناقشة طلب نيجيريا مساعدتها فى القضاء على انفصال «بيافرا» الرئيس جمال عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تسلم الرئيس جمال عبدالناصر رسالة من الكولونيل «جوان»، رئيس حكومة نيجيريا الفيدرالية، فى شهر أغسطس عام 1967، يعرض فيها الخطر الذى تتعرض له بلاده نتيجة غارات الطائرات التى يشنها «أجوكو»، قائد الحركة الانفصالية لإقليم بيافرا، عن نيجيريا.
 
وحسب محمد فائق فى كتابه «عبدالناصر والثورة الأفريقية» عن «دار الوحدة - بيروت»: «أصبحت الطائرات تقصف العاصمة لاجوس يوميًا، دون أن تجد أى مقاومة، الأمر الذى خلق حالة من الذعر أصابت الأهالى وسكان العاصمة على وجه الخصوص».
 
يؤكد «فائق» أن «جوان» أوضح فى رسالته أنه استطاع الحصول على عدد من طائرات «الميج 17»، أمده بها الاتحاد السوفيتى، لكنه لا يجد الطيارين الذين يمكنهم العمل على هذه الطائرات، ومضى «جوان» يقول إنه يعرف الظروف العسكرية الصعبة التى تمر بها مصر «كان مضى على نكسة 5 يونيو 1967 أسابيع قليلة»، كما يعرف أنها تحتاج إلى كل مقاتل، ولذلك فإنه لا يرجو مساعدة منها، لكنه فقط يرجو عبدالناصر أن يستخدم نفوذه لإقناع الرئيس الجزائرى هوارى بومدين حتى يمده بعدد من الطيارين الجزائريين المدربين على طائرات «الميج 17» الموجودة لديه، لأنه فشل فى الحصول على طيارين من أى مكان آخر، بما فى ذلك الاتحاد السوفيتى، ويؤكد «فائق»: «أوضحت الرسالة أن مسألة الحصول على هؤلاء الطيارين أصبحت مسألة حياة أو موت».
 
كانت الحرب الأهلية فى نيجيريا قد اندلعت منذ أن أعلن الكولونيل «أجوكو»، الحاكم العسكرى لإقليم شرق نيجيريا، استقلال الإقليم باسم «جمهورية بيافرا» يوم 30 مايو عام 1967. ويؤكد «فائق»: «استطاع الحصول على طائرات يعمل عليها طيارون من المرتزقة الأوروبيين، وكان انفصال بيافرا يعنى تمزيق نيجيريا تمامًا، واستقلال بقية الأقاليم النيجيرية الأخرى، وكانت أمريكا على رأس القوى التى تشجع هذا الانفصال، للسيطرة على منابع البترول فى هذا الإقليم، وكانت المؤسسات الأوروبية والأمريكية ذات المصالح فى هذه المنطقة تشارك فى تمويل عمليات التسليح، وتسهل وصول الأسلحة إلى الإقليم الشرقى». ويضيف «فائق»: «توفرت لدينا معلومات تفيد بتدفق كميات كبيرة من الأسلحة الإسرائيلية إلى بيافرا، لأن إسرائيل نفسها كانت لها مصلحة فى تفتيت نيجيريا التى تضم أكبر تجمع إسلامى فى أفريقيا، كما كانت لها استثمارات فى نيجيريا، وتطمع فى أن يكون لها وضع مميز فى الدولة الجديدة الغنية، لذلك شجعت الانفصال».
 
ويكشف «فائق» كيف تعامل عبدالناصر مع رسالة الرئيس النيجيرى قائلًا: «فى 25 أغسطس «مثل هذا اليوم» من عام 1967 طلبنى عبدالناصر، وقال إنه يعرف جيدًا أن الحكومة العسكرية فى نيجيريا لن تحصل على طيارين من الجزائر أو أى مكان آخر، فقد تعرضنا فى مصر لموقف مشابه فى يونيو 1967 ولم يستجب أحد لندائنا، فإرسال طيارين أمر يختلف كثيرًا عن مجرد إرسال معدات عسكرية». يضيف «فائق»: «قال عبدالناصر إنه لا يريد أن يلقى الحكم فى نيجيريا نفس الصدمة التى لقيناها فى مصر، لأن هذا الحكم العسكرى قد يضعف أمام صدمة مماثلة فيذعن لقوى الانفصال والقوى المحركة له، وهذا ما تريده أمريكا التى يهمها إرهاب الحكومات الأفريقية حتى تخضع لسيطرة وحكم المؤسسات والشركات الرأسمالية والاحتكارات المرتبطة بالإمبريالية، وقال عبدالناصر بحسم: لا نريد أن تنتكس أفريقيا بما حدث لنا فى يونيو 1967، يجب أن يكون هذا أساسًا واضحًا فى استراتيجيتنا».
 
ويذكر «فائق» أن هذا التوجه الحاسم جاء بالرغم من مرور أسابيع قليلة على هزيمة 5 يونيو 1967، وفى الوقت الذى يستعد فيه عبدالناصر لحرب الاستنزاف، وتهيئة الجيش لتحرير أرض مصر المحتلة.
 
يعلق «فائق»: «كان من الواضح أن استقلال بيافرا بهذه الطريقة هو خلق لكيان جديد فى هذه المنطقة، يمكن أن يلعب دورًا مماثلًا لدور إسرائيل فى الشرق الأوسط، ولهذه الاعتبارات قرر عبدالناصر مساعدة الحكومة الفيدرالية للإبقاء على وحدة نيجيريا، وكان ذلك بالاستجابة لطب الكولونيل جوان بإرسال الطيارين المطلوبين». ويؤكد «فائق»: «نظرًا لأن الظروف وقتها لم تكن تسمح للقوات الجوية المصرية بالاستغناء عن أى طيار مقاتل، كلفنى عبدالناصر بأن يكون ذلك من بين الطيارين الذين تركوا الخدمة بالقوات الجوية لأى أسباب»، وبدأ «فائق» التنفيذ من اليوم التالى.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة