بالفيديو والصور.. "مريم" فتاة بدوية تعلن الحرب على الجهل بسيناء.. وتنشئ أول مركز تنويرى

الخميس، 24 أغسطس 2017 07:00 ص
بالفيديو والصور.. "مريم" فتاة بدوية تعلن الحرب على الجهل بسيناء.. وتنشئ أول مركز تنويرى مهتمون بالتعليم يزورون المكان
شمال سيناء ـ محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

-

تحلم بتحويل العشة لغرفة مجهزه بالأدوات المدرسية وحفر بئر ماء بجوارها

آمنت برسالتها فكان التحدى هو سبيلها لتحقيق هدفها فى الحياة، وهو أن تكون أحد ادوات مكافحة ثالوث أمية القراءة والكتابة، التسرب من التعليم وتراجع مستوى صغار التلاميذ الدراسى فى مجتمعها البدوى، لم تهزمها العادات والتقاليد، أو تحد من عزيمتها ظروف فرضت عليها واستطاعت أن تقف على أول الطريق بجمع تلاميذ منطقة نائية تسكنها وتمنحهم وقتها وخبرتها فى التعليم بتأسيسهم دراسيا فى عشة من البوص يفترش الدارسون بداخلها الأرض ملتفين حول "طبلية" يتخذونها استاند للكتابة وعيونهم شاخصة نحو معلمتهم وهى تعيد على مسامعهم ماتقوله بالكتابة على سبورة معلقة على أحد جوانب العشة.

 مريم تتحدث عن تجربتها
مريم تتحدث عن تجربتها

إنها الفتاة البدوية السيناوية "مريم جمعة"، صاحبة فكرة أحدث مشروع تنويرى لتعليم  وتحسين مستوى الأطفال فى تجمع" المضبعة" التابع لقرية الروضة احدى قرى شرق مركز بئر العبد بشمال سيناء.

 

التجمع يقع بين تلال رمليه على مسافات مترامية الأطراف وعلى ابعاد تنتشر اشجار النخيل وعلى مسافات متفرقة عشش  ساكنى المنطقة، جميعها من العشش المبنية بدون انتظام، ويتصل المكان بالعالم الخارجى  عبر طريق اسفلتى يتفرع من القرية الأم والطريق الدولى العريش القنطرة بإتجاه الجنوب لمسافة تصل لنحو 5 كيلو مترات تتخلله منحنيات ومنخفضات وينتهى بمدقات تصل لمنازل الأهالى المتناثرة .

 

على يسار الطريق المتجه لمنطقة غرب المضبعة يقع مركز "مريم" التنويرى، وهو عشة بسيطة يصل إليها الصغار مبكرا مع ساعات شروق الشمس، هم من أعمار مختلفة بعضهم يصل حافى القدمين واخرين بملابسهم المنزليه التى تعكس حالة اسرهم البائسة، حيث تنظرهم " الأبلة مريم" كما يفضلون مناداتها، لساعات  تمتد بلا موعد محدد يمضى اليوم الدراسى،مابين تعليم الحروف والأرقام والكتابة والأناشيد، ليعود كلا من حيث أتوا لمنازلهم الكائن بعضها على بعد أمتار قليلة عن المركز واخرين على بعد مسافات طويلة تصل لأكثر من 2 إلى 3 كيلو مترا يقطعونها مرحين يسيرون احيانا وفى اخرى يرتاحون لدقائق تحت ظلال اشجار النخيل .

اطفال داخل  عشة مريم
اطفال داخل عشة مريم

تقول  "مريم"، وهى تصف سعادتها بنجاح مبدئى حققتها تجربتها، التى بدأتها قبل 3 شهور، أنها استطاعت أن تجمع نحو 15 طفل من أعمار من سن 5 إلى 12 عاما، بعضهم لايجيد القرأة والكتابه واخرين مستواهم ضعيف، وتغير حالهم كثيراللمستوى الجيد والممتاز .

 

وأوضحت  أنها فى هذا المكان وجدت ضالتها وهو محاربة الجهل بالقرأة والكتابة، الذى هو غايتها منذ ان كانت طفلة صغيرة فى قريتها بنجع  شيبانة جنوب رفح، حيث تحدت بإرادة قوية كل عقبات تعليمها واستطاعت ان تتفوق رغم مصاعب الحياة التى لم تتوقف عن مواجهتها لتحقق حلمها هذا، فهى كانت فى المرحلة الثانوية تقطع عشرات الكيلو مترات أحيانا مشيا على الأقدام وصولا لأقرب مدرسة ثانوية، اعقبها التحدى فى دخول الجامعة وانتقالها من قريتها البعيدة لمدينة العريش، واصراراها على التفوق حتى  حصلت على ليسانس اداب وتربية قسم لغة انجليزية من كلية التربية فى عام 2015، ثم اصراها اكثر، ان تواصل تعليمها بمواصلة الدراسات العليا تمهيدا للحصول على الدكتوراه.

 

وقالت إن وراء كل هذا إصرار والدها البدوى البسيط على تعليمها وتحقيق حلمها، الذى عادت لتتحدث عنه موضحتا ان تحقيق جانب منه جاء من نتاج صدمة رحيل اسرتنا مع كل اهالى قريتنا نتيجة ظروف المنطقة لأماكن اخرى اكثر امانا قبل 3 سنوات، وكان من نصيب العائلة ان تمكث مع عشرات اخرين فى هذا المكان " غرب المضبعة" حيث الظروف الصعبة القاسية، وكان مستقرا لابد منه حيث الإقامة فى عشش، ولاتوجد أى مرافق والحصول على أبسط إمكانيات العيش تكون بشق الأنفس.

 مع احد الدراسين
مع احد الدراسين

واستطردت أنها فكرت فى اوضاعهم الجديدة، ورأت حال اطفال المكان، بعضهم مقيد على قوة المدارس ولايصل اليها للدراسة ، واخرين انتقلوا للمدراس القريبة من الأماكن التى انتقلوا اليها ومستواهم الدراسى فى تراجع وبينهم جدد  اصبحوا فى سن التعليم وهم محرومين منه، فبدأت مع صديقة لها فى التفكير لماذا لايتم جمع هؤلاء واعطائهم دروس مجانية، وعرضت الأمر على على عددا من الشباب المثقفين ، ومن هم على وعى واهتمام بقضايا التعليم،ووجدت كل التشجيع، وقاموا بالتعاون سويا، وعمل فصل دراسى هو عبارة عن عريشة، استقبل فيه الأطفال لتعليمهم وتحسين مستواهم الدراسى.

تعليم ورسوم
تعليم ورسوم

وتابعت قائلة، ان تجربتها ليست سهلة  وتحقيقها  سبقة جهد فى اقتناع الأهالى بنتائجها، والحصول على داعمين لها لتستمر، حتى اصبحت امر واقع تتنتظر مزيد من التشجيع والمؤزرة له، خصوصا فى توفير ادوات مدرسية للصغار، وان  تتحول العشة لغرفة اسمنت ملحق بها دورة مياه وان يتوفر بالفصل اجهزة حاسوب الى وادوات تعليم حديثة ، كما تحلم ان يكون بجوار هذا المكان التنويرى بئر مياه يساعد الأهالى على الشرب وتوفير المياه لهم حيث ينقلون المياه بأسعار خياليه من مسافات بعيدة.

 

وأعربت عن أملها أن يزور المكان كل من الدكتور وزير التعليم ومحافظ شمال سيناء، ويقضيا وقتهم مع الأطفال ويشاهدا بأنفسهم التجربة ويقيمانها، وويعيشوا وكبار المسئولين يوما مع اطفال يأتون للمكان حفاة من اجل جرعة تعليم يحصلون عليها فى عشة مفتوحة.

 

وأضافت انها تهدى ماحققته من نجاح لكل فتاة طموحة وكل باحث عن العلم بجد واجتهاد حيث لاحدود لتحقيق الحلم ولا قوة تستطيع وقف إرادة تحقيق الأهداف الإنسانية السامية.

 

وقالت الدكتورة أمل نصرالله رئيس قسم اللغة الإنجليزية بجامعة سيناء والداعم لمشروع " مريم "، انها تابعت فكرتها من بدايتها، وهى تجربة بسيطة بإمكانيات ابسط ولكنها ذات اثر عظيم على المجتمع يفوق بمراحل مشروعات كبرى انفق عليها الكثير ولم تحقق نفس النتائج، ودعت " نصرالله" كافة المهتمين بقضايا التعليم، زيارة "مركز مريم " للإستفادة والمؤزرة للتجربة ورؤية كيف تبرعت المعلمة والأطفال بوقتهم من اجل فكرة التعليم والتنوير .

 

وأضافت أن الفكرة تبرز مسؤلية ومشاركة البنت البدوية المتعلمة والتى إذا اتيحت لها الفرصة بذلت الجهد وابدعت فى مجالها.

 

وقال الدكتور " خالد زايد" من المهتمين بقضايا التعليم بقرى شمال سيناء، إن مريم فتاه ناشطة مهتمة بالتعليم ونموذج يحتذى به، ساعدها من حولها، ولم يخذلها المجتمع المحيط بها فالجميع يريد التعليم وهى منظومة تؤكد ضرورة تشجيعها والبحث عن كل " مريم " فى كل تجمع وقرية سكنية وتكرار النموذج لافتا انهم بالفعل يسعون لهذا  لتقديم هذه النماذج ومساعدتها وحث كافة المهتمين على تشجيعهم وطرق ابواب الجهات المسئولة للحصول على الدعم باعتبارها حلول بديلة .

 

وأضاف أن ماساعد فى نجاح التجربة أن مريم هى أبنة المكان، وهو مقام وسط الأهالى وهى تعرف الدارسين ويعرفونها بشكل مباشر وهذا يساعد فى التواصل بين الأطفال الدارسين والمكان .

 

وأضاف " عبد الرحمن أبوملحوس"، أحد الشباب المساند للمشروع، أنه ساعد فى توفير جو تعليمى لأطفال محرومين بسبب الظروف  التى يعيشونها، وكان مشروع مريم هو نافذه  تنويريه، لافتا أن الفصل الدراسى الذى انشأته بغرض تعليم الأطفال قيمته أنه ضم الأطفال من حالة الشتات الدراسى، وقدم نموذج لأمكانيات الفتاه البدوية، كما أنه أفاد المجتمع المحيط واصبح المكان واجهة كل زوار المكان حتى من يبحثون عن تقديم خدمة لأهل المنطقة .

 

 

 

الدكتورة امل نصرالله
الدكتورة امل نصرالله

 

 عشة هى مركزتنويرى
عشة هى مركزتنويرى

 

 دارسون صغار
دارسون صغار

 

طفلة تتعلم
طفلة تتعلم

 

مهتمون بالتعليم يزورون المكان
مهتمون بالتعليم يزورون المكان

 

 جانب من مركز التنوير
جانب من مركز التنوير

 

اطفال فى طريقهم للعلم
اطفال فى طريقهم للعلم

 

 سقف المكان
سقف المكان

 

 نماذج من التعليم
نماذج من التعليم

 

 طفلة تتعلم
طفلة تتعلم

 

 مع تلاميذها
مع تلاميذها

 

 طفل يتعلم
طفل يتعلم

 

 المعلمة مريم فى فصلها
المعلمة مريم فى فصلها

 

 طفلة
طفلة

 

مع احد تلاميذها
مع احد تلاميذها

 

 نظرة للمستقبل
نظرة للمستقبل

 

لم تمنعه اعاقته من المشاركة
لم تمنعه اعاقته من المشاركة

 

 امل فى التعلم
امل فى التعلم

 

يتسابقون للعلم
يتسابقون للعلم

 

 نظرة وتحدى
نظرة وتحدى

 

 محيط المكان
محيط المكان

 

 طفلة ترسم
طفلة ترسم

 

ترسم زهرة
ترسم زهرة

 

 طفل يبحث عن العلم
طفل يبحث عن العلم

 

 مريم فى طريقها لفصلها
مريم فى طريقها لفصلها

 

رسومات
رسومات

 

 مع تلاميذها
مع تلاميذها

 

 امام الفصل التنويرى
امام الفصل التنويرى

 

ـ داخل الفصل
ـ داخل الفصل

 

محرر اليوم السابع مع التلاميذ ومعلمتهم
محرر اليوم السابع مع التلاميذ ومعلمتهم

 

 الطريق للمكان
الطريق للمكان

 

ـ مريم وسط تلاميذها تروى تجربتها لليوم السابع
ـ مريم وسط تلاميذها تروى تجربتها لليوم السابع

 

ـ وسط واحة نخيل
ـ وسط واحة نخيل

 

 جانب من التلاميذ
جانب من التلاميذ

 

الى الفصل
الى الفصل
 
ـ تحدى للحصول على العلم
ـ تحدى للحصول على العلم

 

 محيط المنطقة
محيط المنطقة

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد الأعرج

ادعموا مريم

يجب ان تتكاتف الجهود لدعم هذه المعلمة وتوفير احتياجاتها من مبنى للفصل وادوات مدرسية وبئر مياه

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد سالم

تخاذل عنها الجميع

تحية لمريم .. وكالعادة تخاذل الجميع عن مساعدتها

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة