بالصور.. النساء يتقدمن الرجال بحثا عن الرزق فى قلب الماء والطين.. 300سيدة يكتبن حكاية الشقا والعرق فى "طحلة"..يفردن الشباك ويمسكن المناجل لتوفير قوت عائلاتهن..وإحصاء رسمى:2 مليون سيدة بمصر تعمل بالزراعة والصيد

الخميس، 24 أغسطس 2017 12:02 م
بالصور.. النساء يتقدمن الرجال بحثا عن الرزق فى قلب الماء والطين.. 300سيدة يكتبن حكاية الشقا والعرق فى "طحلة"..يفردن الشباك ويمسكن المناجل لتوفير قوت عائلاتهن..وإحصاء رسمى:2 مليون سيدة بمصر تعمل بالزراعة والصيد النساء يتقدمن الرجال بحثا عن الرزق فى قلب الماء والطين
كتبت: منى ضياء – تصوير: حسام عاطف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"المرأة نصف المجتمع".. لم يكن مجرد قول مأثور تردد بدافع المجاملة، أو شعار نسائى خرج من أفواه حقوقية، بل أنه واقع يترسخ يوما تلو الآخر، بالعديد من النماذج النسائية العاملة، والتى تثرى الأسرة المصرية والمجتمع الدولة، بكل ما هو غال.
وفى هذا الصدد نقدم لكم تقريرا خاصا عن بعض تلك النماذج، التى تعكس الهوية الأصيلة للمرأة المصرية، وما تمتلكه من مقومات تؤهلها لإعالة أسرتها، وقيادة مجتمعها.
 
فمع خيوط الصباح الأولى تبدأ حنان يومها على قارب صغير بجوار زوجها الأربعينى، الذى يجدف بمركبه الخشبى فى مياه النيل وهى تتولى فرد الشباك لتلتقط رزق عائلتها من الأسماك، التى تقتات من بيعها لسكان قريتهما الصغيرة.
 
وعلى الضفة الأخرى تقف سهام منحنية ممسكة بالـ"منجل" الصغير تجمع محصول الذرة من الأرض وتفرط حباته للمواشى قبل أن يحين موعد "حلب" الأبقار.
 
هذا هو حال العشرات من نساء قرية "طحلة" الواقعة على ضفاف النيل بمحافظة القليوبية، والقريبة من مدينة بنها، والتى يعيش نساؤها على الزراعة والصيد التقليدى، يعملون بكد مهما كبر سمهم بجوار أزواجهن، بل ويسبقونهم الخطوات سعيا وراء الرزق.
 
الشائع لدى الكثيرين أن مهنتى الصيد والزراعة، هى مهنة الرجال باعتبارها مهن شاقة للغاية، ولكن الحقيقة التى تكشف عنها الإحصائيات الرسمية أن ما يقرب من نصف العاملين بهذين المجالين من النساء.
 
ويقدر عدد العاملين بالزراعة والصيد فى مصر بحوالى 4.5 مليون شخص تقريبا، 45% منهم من النساء ويصل عددهن لحوالى 2 مليون سيدة، طبقا للنشرة السنوية المجمعة لبحث القوى العاملة لعام 2016 الصادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، وهو ما يؤكد مقولة أن "المرأة هى نصف المجتمع" ليس قولا ولكن فعلا.
 
"اليوم السابع" قضت يوما بصحبة صيادتين هن حنان محمد وفاطمة عبد المجيد، واللاتى يمثلن حال ما يقرب من 300 سيدة متزوجة من صياد بالقرية الصغيرة امتهنوا مهنة أزواجهم بحثا عن الرزق.
 
يبدأ يومهن فى الصباح الباكر، وقلما يخرج صياد بالقرية دون زوجته وأحد أبنائه الذين يمتهنون جميعا مهنة رب أسرتهم، تقف حنان على حافة المركب بقوة وثقة ترمى الشباك بطريقة معينة يطلقون عليها "تفريد"، ويتولى ابنها عمرو الشاب العشرينى مهمة التجديف، وتستغرق كل مرة رمى للشباك حوالى 20 دقيقة تنتظر فيها الأسرة الصغيرة ما يحمله النيل من رزق بين مياهه، لتسحب المرأة الشباك بقوة لترى فى النهاية سمكتين من النوع البلطى المنتشر بمياه النيل حملتها فى الرمية الأولى.
 
ويستمر اليوم على هذا المنوال وحتى غروب الشمس وأحيانا بعد الغروب أيضا، وبحسب ما يجود به النهر، وتعمل حنان فى هذه المهنة الشاقة منذ نعومة أظفارها، فقد كان يعمل أبيها وأمها بالصيد وعلمها والدها وهى صغيرة لتكبر وتعيش مع زوج صياد أيضا تمتهن مهنته وتنقلها لابنها الأكبر وتصبح مهنة العائلة الأولى.
 
وتعترف حنان بصعوبة المهنة ولكنها ترى أن الحياة أصعب بكثير، خاصة وأنها أم لخمس أولاد وبنات يحتاجون الكثير من المصاريف الحياتية، ونتيجة صعوبة الحياة والغلاء اضطرت الأسرة إخراج بناتها وأولادها من المدارس ليعمل الولدين فى الصيد، وأحيانا فى حرف أخرى بسبب انخفاض كمية الأسماك وعدم قدرة الأسرة على استمرارها الاعتماد على الصيد فقط، وتعمل الثلاث بنات فى صناعة السجاد اليدوى بالمنزل وهى الحرفة التى يمتهنها العديد من رجال ونساء القرية الصغيرة.
 
وتقول حنان: "لم نخرج للصيد منذ شهر رمضان سوى مرة واحدة فقط لعدم وجود أسماك.. نعانى من مشكلة قيام بعض الصيادين بحجز الأسماك فى المناطق المخصصة للصيد لصالحهم ويمنعونها عن باقى الصيادين".
 
حياة الصيادين فى القرية نساء ورجال أصبحت أصعب من أى وقت مضى ولم يعد يشغل بالهم سوى قلة الرزق وغلاء المعيشة لأن "البحر مفيهوش سمك" بحسب كلمات حنان التى حملت معاناة المئات من أقرانها.
 
ولم يختلف حال فاطمة عبد المجيد زوجة لصياد وأم لثلاثة أبناء، عن جارتها حنان، فتخرج فاطمة من ساعات الصباح الأولى على ظهر قاربها الخشبى الصغير بصحبة زوجها وابنها أو أحدهما تبحث عن الرزق، وتقول: "جميع نساء الصيادين هنا يخرجون مع أزواجهم للصيد.. الحياة أصبحت صعبة وليس هناك وقت للراحة".
 
ومع اقتراب النهار من نهايته تخرج القوارب من المياه لبيع الأسماك بسوق القرية، ذهب الصيادين لطريقهم وذهبنا نحن لطريقنا على الجانب الآخر من النيل، حيث الحقول الخضراء التى يزرعها أهل القرية بمحصولى البطاطس والذرة الصفراء والبرسيم بالتبادل، وبين عيدان الذرة الطويلة التى قاربت على النضج الكامل تنحنى مجموعة من النساء بيد كل منهن "منجل" وهى عبارة عن سكين نصف دائرى يستخدمه الفلاحون فى جمع المحصول، ثم يقوموا بتنظيف كيزان الذرة من بين العيدان الطويلة ثم تفريط الحبات الصفراء ليصبح طعاما للماشية.
 
سهام عبد العال فلاحة بالأجرة أى لا تملك أرضا أو حتى تؤجرها للزراعة، ولكنها تعمل باليومية وبحسب ما يعرض عليها من عمل، ليس هناك عددا لأيام عملها شهريا، ولا تتقاضى أجرا ثابتا، وإنما تحصل على 70 جنيها نظير يوم عمل شاق خاصة فى مرحلة جمع المحصول.
 
ورغم صعوبة الحياة لا تنقطع ضحكة سهام التى تشتهر فى القرية باسم "لولو"، ولا تتوقف يداها عن العمل ولكن تقدمها فى العمر وضعف الصحة تدريجيا يعوقها أحيانا عن الاستمرار، ولكن هذه الراحة الإجبارية لا يمكن أن تستمر طويلا وهو ما تبرره سهام قائلة: "رجلى تعبت لكن مقدرش أفضل قاعدة على طول لازم أشتغل عشان أجيب أجرتى".
 
وتعانى سهام من كمثيلاتها من الغلاء فى الوقت الذى يرفض فيه أصحاب العمل زيادة يوميتها فى وقت ارتفعت تكاليف الزراعة كثيرا، وتقول: "الحياة غليت والأجرة مش بتزيد بس الحمد لله فاتحة بيتى وماشية على قدى واللحمة بجيبها مرة فى الشهر لما جوزى بيقبض".
 
أما دلال حسنين التى جاورت سهام فى تقطيع الذرة، فتزرع أرضا بالإيجار، حيث تؤجر هى وزوجها 12 قيراطا أى حوالى نصف فدان، ولكنها تعانى كثيرا من ارتفاع قيمة إيجار الأرض التى تصل إلى 500 جنيها للقيراط سنويا، فى الوقت الذى ارتفعت فيه تكلفة الزراعة سواء التقاوى أو السماد أو حتى السولار المستخدم فى تشغيل ماكينات الرى، وكل هذه العوامل أضعفت ربحية الفلاح تماما.
 
ولأن ربحية الزراعة أصبحت ضعيفة جدا، لجأت دلال لتسمين المواشى وبيعها، ولكن حتى هذا لم تنجح فى الاستمرار فيه بسبب الارتفاع الكبير فى أسعار الأعلاف، وتقول: "زمان كان الفلاح بياكل من زراعته وتربيته لكن دلوقت بقينا بنشترى عيش من الطابونة عشان مش قادرين نخبز بسبب ارتفاع أسعار الدقيق والغاز".
 

 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 

 







مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

جميل مللو

محبة

السلام عليكم ورحمة اللة وبركاتة كان يجيب على الأخت الصحفية اللى عملت هذا الملف انت تذكر أصحاب المهنة الآخر مثل صناعة السجاد وأصحاب مهمة جرين برجر وأيضا نساء هذى القرية الذين يقومون على تجار الفراخ والبط ولكن أهل هذا القرية منها نسبة كبير من الذين يتركون التعليم وأصحاب هذة المهنة ونفس الأشخاص هم من يقومون بإخراج الأبناء من المدرسة للمساعدة فى مهنة ليس لة مستقبل وإن كنت تتحدث عن هذى المهنة فيجب عليك انا تسأل يا أبها الأخت الصحفية المحترمة ماذا يفعلون فى البحر عندك يضعوا السموم للأسماك فى شهر 12و شهر 1 نفس الأشخاص يرمون السنور ويقوم الآن بردم نهر النيل @@@ان كنت عايزك تعمل تحقيق عن المسافة التى تم ردهم فى هذى القرية من مساحة نهر النيل لو سمحت ارجع تانى وشوف كمية الردم فى هذى القرية شويف نفس الست اللى اسمها حنان شويف أمام المول الخاص بيها على نهر النيل شويف كمية الردم فى النهر العظيم انا ادعوا السيد المحترم رئيس الجمهورية بتشكيل لجنة للفحص المسافة التى تم ردمها فى نهر النيل مش موضوع وخلص عايزين نحافظ على النهر هو معالى الرئيس ها يحارب لوحد

عدد الردود 0

بواسطة:

أكرم ندا

نهر النيل فى هذى القرية

ارجوا من اليوم السابع مع لجنة من الرى ومسئول من المحافظة ان يروى ما حدث لنهر النيل ومساحة التعدى النهر هو معالى الرئيس ها يحارب لو حد فى كل مكان

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة