تتوالى العمليات الإرهابية فى القارتين الأوروبية والأسترالية وروسيا منذ إعلان تنظيم داعش الإرهابى عن إطلاقه لما يسمى بـ"الخيل المسومة"، ما أدى لسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى المدنيين، إضافة لتشابه الأسلوب والطريقة التى تتم بها تلك الجرائم سواء بالطعن أو الدهس وهو ما يؤكد أن المخطط لتلك العمليات تنظيم بعينه.
وتميزت العمليات الإرهابية التى ضربت القارة الأوروبية بالوحشية ولعل حادث الدهس الذى نفذه مواطن مغربى فى مدينة برشلونة بإقليم كاتالونيا شمال إسبانيا، الأكثر وحشية بين تلك الحوادث حيث قتل ما يقرب من 14 شخصا وإصابة ما يقرب من 100 آخرين.
وقد رفعت دول القارة الأوروبية شعار "الاستنفار التام" فى كافة المناطق تحسبا لأى عمليات إرهابية ينفذها عناصر لتنظيم داعش، فيما تواصل الشرطة الإسبانية والألمانية عمليات التحرى والتدقيق فى تحركات بعض المهاجرين لتنفيذ أى عمليات جديدة.
الأحداث الإرهابية التى عصفت بالقارتين الأوروبية والأسترالية وروسيا جاءت بالتزامن مع ما كشفته عدد من وسائل الإعلام العراقية، صباح الجمعة، بأن تنظيم داعش أعلن عن تشكيل مجموعة باسم "الخيل المسومة" مهمتها دهس المدنيين فى الدول الأوروبية وأمريكا، مبررا ذلك بأن تلك الدول تحارب ما أسماه بـ"دولة الخلافة".
التهديدات التى أطلقها تنظيم داعش تكشف عن استراتيجية جديدة لعناصر تنظيم داعش فى القارة الأوروبية، وهى طريقة تعتمد على عنصر المفاجأة والسرعة فى استهداف أكبر عدد من المدنيين عبر سيارات يستخدمها المتطرفين، إضافة لتشبيه داعش لتلك العناصر بـ"الخيل المسومة" وهى ما يؤكد تلقى العناصر المنفذة للعمليات تدريبات بعينها لتنفيذ تلك الحوادث.
وأكد مصدر عراقى مطلع إن "خطباء داعش وزعوا، أمس الجمعة، خطبة مطبوعة على أهالى قضاء الحويجة، توعد التنظيم فيها الدول الأوروبية وأمريكا وبريطانيا بشن هجمات عن طريق ما أطلق عليه "مجموعة الخيل المسومة التى ترهبهم بعقر ديارهم"، محذرًا من أن التنظيم توعد بالمزيد من الهجمات عبر السيارات التى تدك من وصفهم المنشور بـ"جموع الكافرين".
المطبوع الذى وزعه تنظيم "داعش" الإرهابى كشف عن تجنيد عناصر أجنبية وتشكيل خلايا لاستهداف التجمعات ومراكز تجارية مهمة فى تلك الدول، وهدد باستهداف تلك الدول بسبب قيام ما اسماه "تحالف الكفر والردة بقصف مواقع دولة الخلافة".
وتشارك الدول التى وقعت فيها حوادث إرهابية سواء دهس أو طعن فى التحالف الدولى ضد تنظيم داعش الإرهابى، وعلى رأسها ألمانيا وإسبانيا وفنلندا بالإضافة إلى العمليات العسكرية التى تقودها روسيا الإتحادية فى سوريا ودعمها لجهود الجيش العراقى فى الحرب على التنظيم المتطرف ولا سيما فى مدينة الموصل المعقل الرئيسى لتنظيم داعش والذى تمكنت قوات الجيش العراقى من القضاء عليه.
وأكدت مصادر محلية روسية اليوم السبت، بإصابة 8 أشخاص فى حادث طعن بسكين وسط مدينة سورجوت شرق روسيا.
فيما قالت الشرطة الروسية، إنها قتلت رجلا بعد جرحه ثمانية أشخاص بسكين.
فيما أصيب عدة أشخاص فى عملية دهس للمشاة بشارع مزدحم بمدينة سيدنى الأسترالية.
من جهتها قالت "وكالة سبوتنيك " الروسية، إن سيارة دهست عدد من المارة فى مدينة سيدنى، ما أسفر عن إصابة 5 أشخاص من بينهم طفل
ونقل إلى المستشفى سيدة مصابة بجروح خطيرة، وأربعة أشخاص آخرون من بينهم طفل.
ووقع حادث دهس فى إسبانيا بساحة رمبلاس السياحية ببرشلونة ما أدى لسقوط 14 قتيلا وما يقرب من 50 مصابا.
وأعلنت الشرطة الإسبانية، أنها توصلت إلى هوية مرتكب الهجوم الإرهابى الذى وقع فى وسط مدينة برشلونة مساء الخميس، ووفقا للمعلومات التى توصلت لها الشرطة فإن مرتكب حادث الدهس استأجر سيارة فان بيضاء اللون تحت اسم "إدريس أوكابير"، وتم الحصول على بطاقة هويته من إحدى مراكز تأجير السيارات بالمدينة.
فيما أكدت وسائل إعلام إسبانية ان منفذ حادث الدهس فى برشلونة "موسى أوكابير"، مرجحا استخدام الشاب المغربى لأوراق شقيقه فى استئجار السيارة التى نفذ بها عملية الهجوم، ما أدى لمقتل 14 شخص وإصابة ما يقرب من 100 آخرين.
وبدورها، قالت مستشفى مدينة توركو الفنلندية لوكالة (إس.تى.تى) المحلية للأنباء، إن شخصين لقوا حتفهما بينما يتلقى ثمانية آخرون على الأقل العلاج فى أعقاب حادث الطعن.
وكانت الشرطة قد دعت المواطنين للابتعاد عن المنطقة، كما عززت الأمن فى أنحاء البلاد، مضيفة أنها اعتقلت شخصًا بعد تبادل لإطلاق النار وبدأت مطاردة مهاجمين محتملين آخرين.
ألمانيا هى الآخرى لم تسلم من الهجمات الإرهابية التى عصفت بالقارة العجوز، فقد أكدت الشرطة الألمانية أن شخصا قتل وأصيب آخر فى حادث طعن فى مدينة وبيرتال غرب ألمانيا الجمعة، مضيفة أن المهاجم لا يزال فارا.
وصرحت متحدثة باسم الشرطة الألمانية لوكالة فرانس برس "نستطيع أن نؤكد وقوع جريمة دموية، فقد توفى رجل وأصيب آخر ونقل إلى المستشفى".
وقالت الشرطة إنها تطارد شخصا واحدا أو أكثر يشتبه أنهم منفذو الهجوم، إلا أنها لم تكشف عن مزيد من المعلومات عن ظروف الهجوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة