لحجاج بيت الله الحرام.. تعرف على قدر البقاء بالمزدلفة

الجمعة، 18 أغسطس 2017 03:30 ص
لحجاج بيت الله الحرام.. تعرف على قدر البقاء بالمزدلفة حجاج بيت الله الحرام - أرشيفية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أيام ويبدأ حجاج بيت الله الحرام مناسك الحج للعام الهجرى 1438، وتيسيرًا على الحجاج يبدأ "اليوم السابع" وعلى مدار الشهر نشر كل ما يخص الحاج من تعريف لما يجب عليه قبل الحج وما ينبغى أن يؤديه خلال المناسك والمحظورات التى قد تبطل حجه أو توجب عليه الكفارة، وذلك من خلال الاستعانة بكتاب وزارة الأوقاف "التيسير فى الحج"، والذى أشرف عليه كبار العلماء.

 

قدر البقاء بالمزدلفة

من المتفق عليه عند أهل العلم أن وقت البقاء بالمزدلفة يلى وقت الوقوف بعرفة ركن الحج الأعظم، وأن النزول من عرفة أو النفرة منها إذا كانت تبدأ بعد المغرب، وفى أول ليلة النحر، فإن هذا الوقت هو الذى يبدأ فيه البقاء بالمزدلفة، ويظل هذا الوقت ممتدًا ليسع أفواج الحجيج على التوالى حتى صلاة فجر يوم النحر، وإلى ما قبل طلوع الشمس، وهذا التوقيت ليس لازمًا من ابتدائه وانتهائه لكل من يقف بمزدلفة، بل الأمر فيه على سبيل التوسعة لكل فوج يفد متواليًا، فيأخذ منه مقدار ما يجب عليه البقاء فيها، ثم يكمل سيره إلى منى قصدًا للقيام بأعمال يوم النحر.

 

أما مقدار البقاء وقت الوقوف الذى يجب على كل حاج بالمزدلفة، فقد ذهب المالكية إلى أنه يكفى أن يقف فيها مقدار حط الرحال وصلاة المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا والاستراحة الخفيفة، وهذا الوقت لم يرد فيه تحديد شرعى مقدر، بل هو متروك فى مدته لحال الحاج، وما يلازم العبادة من الظروف التى تقتضى الملاءمة بين ما يقدر الحاج على عمله وما لا يقدر عليه بما يتواءم وتوالى أفواج الحجيج وأعدادهم.

 

وإذا وجد أن بقاءه فى المزدلفة سوف يوقعه فى دوامة الزحام مع الأفواج القادمة، أو الأفواج الباقية، فإن له أن يرتحل، ولو لم يستغرق مكثه فى مزدلفة سوى لحظة، فإذا استشعر الخطر على حياته أو رأى أن شدة الزحام ستشغله عن كمال التفرغ للعبادة فله أن يخفف بقاءه إلى ما يراه ولو للحظة، بل له أن يمر بها دون بقاء فيها أو نزول بها، وذلك ما ذهب إليه المالكية والشافعية، وقال الحنفية: الواجب هو الحضور قبل فجر يوم النحر فى أى وقت مهما بلغ ودليل ذلك عند المالكيـة، ومن رأوا رأيهم، قول الله تعــالى: "فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ".

 

ووجه الدلالة فى الآية الكريمة على أن الوقوف بمزدلفة يجزئ فيه ولو مقدار ما يحط رحله أو أقل من ذلك، أن الله تعالى لم يطلب من الحاج بعد إفاضته من عرفات ونزوله بالمزدلفة سوى ذكر الله عند المشعر الحرام، وذكر الله لا يستغرق سوى زمن يسير، كما يقول القرطبى: طلب الذكر يقتضى المكوث وقته، فيكون هذا الوقت هو المطلوب بدلالة الآية الكريمة؛ لأنه من لوازم الطلب الشرعى للذكر ومرتبط به، وقد أجمع الفقهاء على أن من ترك الذكر لا يبطل حجه، وذلك كما لو مر بمزدلفة أو نزل بها نائمًا، أو مغمى عليه؛ فيكون المراد بالمطلوب هو وقت الذكر فى الآية الكريمة، وإذا كان المرور فى المكان يستغرق من الوقت ما يكفى لذكر الله وزيادة يكون هذا الوقت كافيًا بدلالتها.

 

وإذا كان الحنابلة قد قالوا بوجوب المبيت بالمزدلفة اقتداءً بسنة النبى فيما رواه جابر "رضى الله عنه" أنه لما أتى المزدلفة صلى المغرب والعشاء، ثم اضطجع حتى طلع الفجر، فإن هذا القول مرهون بالاستطاعة، وهذه الاستطاعة قد أصبحت عزيزة المنال فى أيامنا هذه، ومن المتعذر القيام بذلك فى ظل ما نراه من زحام متزايد كل عام قد يؤدى إلى التدافع والتهلكة التى تتلف الأنفس وتقتل الحجيج، والله عز وجل لم يشرع الحج ليتدافع الناس ويتقاتلوا بل شرعه ليكون عبادة يتقربون بها إلى خالقهم وبارئهم.

 

 ولهذا احتاط القائلون بهذا الرأى للضعفاء والعجزة وأصحاب الأعذار، واستثنوهم من المكوث فيها فأباحوا لهم الارتحال إلى منى قبل أن يدهمهم الزحام، وما كان يباح للخاصة من العجزة فى أيامهم أصبح واقعًا عامًا يشمل الجميع، ويهدد الكل، ولم يعد يقتصر على الضعفاء وأمثالهم؛ بل أصبح يشمل الضعفاء والأقوياء حيث لا يفرق التدافع بينهم؛ لأن القوى إذا كان بمقدوره أن يدفع من يوجد أمامه فإن بمقدور من يتدافعون خلفه أن يدفعوه، ويذهب الكل ضحية ذلك والذين يصاحبون الضعفاء والمرضى فى الفوج، يكون عملهم التيسير على حكمه؛ لأن الضعيف أمير الركب، ولهذا يكون للضعفاء ومن فى صحبتهم أن يتركوا المبيت بالمزدلفة، كما لهم أن ينفروا منها بعد منتصف الليل، ولا شيء عليهم، وذلك كمن تأخر عن الوقوف بعرفة إلى ما قبل الفجر واشتغل بالوقوف على عرفات عن الوقوف بالمزدلفة، فإن له أن يمر عليها إلى منى ولا شىء عليه.

 

 ودليل ذلك الترخيص للعجزة ومن فى حكمهم من عامة الحجيج فى أيامنا هذه، ما روى عن ابن عمر أن رسول الله: [أذن لضعفة الناس من المزدلفة بليل]، وما روى عن عائشة "رضى الله عنها" قالت: " كانت سودة امرأة ضخمة بطيئة الحركة، فاستأذنت رسول الله أن تفيض من مزدلفة بليل، فأذن لها"، والخلاصة أن ما يجب على الحاج أن يمكثه بالمزدلفة هو مقدار حط الرحال، أى ما يبلغ وقت صلاة المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا فى أى وقت من ليلة النحر حتى طلوع فجرها.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة