تراث أثينا مهدد بسبب الاقتصاد وظروف أخرى

الإثنين، 14 أغسطس 2017 01:00 ص
تراث أثينا مهدد بسبب الاقتصاد وظروف أخرى مدينة أثينا
أ ف ب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعرف أثينا فى كل العالم بمعالمها التاريخية الضاربة فى القدم، لكنها أيضاً تتمتع بتراث معمارى يعود إلى القرنين التاسع عشر والعشرين لم يتبق منه سوى قليل يوشك أن يزول بسبب الأزمة الاقتصادية وغياب سياسات الحماية اللازمة.
 
تملك ماريا دانيل منزلاً مشيداً عام 1936 فى حى كوكاكى قرب الأكروبوليس، وهى حصلت فى ثمانينات القرن الماضى على قرض مصرفى ومساعدات حكومية لترميم المنزل المؤلف من ثلاث طبقات.
 
وتقول هذه المهندسة المختصة فى المبانى من القرنين التاسع عشر والعشرين: «مع الأزمة الحالية، من الصعب ترميم هذا النوع من المباني، لم تعد هناك مساعدات من الدولة، الناس يفضلون أن يهجروها أو يزيلوها».
 
وعلى غرار المنازل العائدة إلى تلك الحقبة، شيّد منزل ماريا من الصخر والإسمنت المسلّح، وهو ذو سقف مرتفع وشرفات مغلقة ورسوم جدارية تعلو السلم عند المدخل.
 
ما زالت أثينا تضم عشرة آلاف و600 منزل من هذا النوع، وفق مؤسسة «مونومنتا» التى تسعى إلى «حض السلطات والمالكين على الحفاظ على التراث الحديث».
 
وتقول إيرينى جراتسيا المختصة فى ترميم المعالم الأثرية وأحد مؤسسى هذه المنظمة: «معظم المبانى التراثية مهجورة أو مهدمّة أو مزالة، لقد اختفى 80 فى المئة منها». عدد من هذه المبانى زال تماماً، وحلّت محله مبانٍ من الإسمنت المسلّح شيّدت فى الستينات والسبعينات من القرن الماضى، حين اجتاحت العاصمةَ اليونانية موجة عمران فوضوى.
 
عام 1983، صدر قانون يرمى إلى الحفاظ على المبانى التراثية يلزم المالكين بترميمها، لكن الأزمة الاقتصادية التى تعصف باليونان منذ عام 2010 وارتفاع الضرائب وغياب المساعدات الحكومية بددت هذا التوّجه. قبل عامين، ورغم كل الجهود التى بذلتها «مونومنتا»، أزيل مبنى يعود إلى عام 1875 فى أحد أقدم أحياء أثينا.
 
وكان من الشواهد الأخيرة على اتساع أثينا فى القرن التاسع عشر، حين كانت المدينة تضم 15 ألف نسمة فقط، قبل أن يقفز العدد إلى نصف مليون فى النصف الأول من القرن العشرين، ثم إلى أكثر من أربعة ملايين فى العقود الأخيرة، وفقاً لجراتسيا.
 
ووفق «مونومنتا»، فإن العاصمة اليونانية «يمكن أن تبرز أهمية هذه الجواهر المعمارية وجعلها عوامل جذب سياحية».
 
وتقول ماريا دانيل: «الحفاظ على المبانى القديمة يتيح لنا إظهار التدرج التاريخى لأثينا من العصور القديمة إلى اليوم». لكن المالكين والمقيمين فى هذه المنازل يشكون التكاليف المرتفعة لأعمال ترميمها والحفاظ عليها.
 
ويقول ديميتريس يواكيم المقيم منذ أربعين عاماً فى مبنى مشيّد عام 1935 فى حى باتيسيا: «نفقات التصليح مرتفعة» ومالك المنزل لا يبدى أى استعداد للمساهمة فيها. ويضيف: «معظم مالكى المنازل القديمة باعوها فى التسعينات وانتقلوا إلى الضواحي، أو أجّروها إلى مهاجرين».
فى المقابل، فتح ازدهار تأجير المنازل لأيام معدودة للسياح خصوصاً، على غرار خدمة موقع «آر بى أن بي»، أفقاً جديداً لبعض هذه المباني، إذ صارت مطلوبة من مستثمرين يشترونها ويعيدون تأهيلها لتأجيرها.
 
وتقول ماريا "إنه شكل من أشكال الحلول، لكننا فى حاجة إلى حلول على المدى الطويل".






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة