عمر مكرم.. تعرف على التاريخ الثورى لـ الزعيم المنفى

السبت، 12 أغسطس 2017 08:00 م
عمر مكرم.. تعرف على التاريخ الثورى لـ الزعيم المنفى عمر مكرم
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عاش الزعيم المصرى عمر مكرم، من سنة 1750 وحتى 1822، ولد فى أسيوط إحدى محافظات مصر سنة 1750، وتعلم فى الأزهر الشريف، وتولى نقابة الأشراف فى مصر سنة 1793، وقاوم الفرنسيين فى ثورة القاهرة الثانية سنة 1800.
 
ولا يستطيع أحد أن ينكر دور عمر مكرم  فى تولية محمد على شئون البلاد، حيث قام هو وكبار رجال الدين بخلع خورشيد باشا فى مايو سنة 1805، وحينما استقرت الأمور لمحمد على خاف من نفوذ رجال الدين فنفى عمر مكرم إلى دمياط فى 9 أغسطس 1809، وأقام بها أربعة أعوام، ثم نقل إلى طنطا، وتوفى عام 1822.
 
ظهر العالم العامل "عمر مكرم" كقائد شعبى عندما قاد حركة شعبية ضد ظلم الحاكمين المملوكيين "إبراهيم بك" و"مراد بك"، عام 1795 ورفع لواء المطالبة بالشريعة والتحاكم إليها كمطلب أساسى كما طالب برفع الضرائب عن كاهل الفقراء وإقامة العدل فى الرعية.
 
فعندما اقترب الفرنسيون من القاهرة سنة 1798م قام عمر مكرم بتعبئة الجماهير للمشاركة فى القتال إلى جانب الجيش النظامى "جيش المماليك فى ذلك الوقت "، وفى هذا الصدد يقول الجبرتى "وصعد السيد عمر مكرم أفندى نقيب الأشراف إلى القلعة فانزل منها بيرقًا كبيرًا اسمته العامة البيرق النبوى فنشره بين يديه من القلعة إلى بولاق وأمامه ألوف من العامة" .
 
وعندما سقطت القاهرة بأيدى الفرنسيين، عرض عليه الفرنسيون عضوية الديوان الأول إلا أنه رفض ذلك، بل فضل الهروب من مصر كلها حتى لا يظل تحت رحمة الفرنسيين.
 
ثم عاد عمر مكرم إلى القاهرة وتظاهر بالاعتزال فى بيته ولكنه كان يعد العدة مع عدد من علماء الأزهر وزعماء الشعب لثورة كبرى ضد الاحتلال الفرنسى تلك الثورة التى اندلعت فى عام 1800م،  فيما يعرف بثورة القاهرة الثانية، وكان عمر مكرم من زعماء تلك الثورة، فلما خمدت الثورة اضطر إلى الهروب مرة أخرى خارج مصر حتى لا يقع فى قبضة الفرنسيين الذين عرفوا أنه أحد زعماء الثورة وقاموا بمصادرة أملاكه بعد أن أفلت هو من أيديهم، وظل السيد عمر مكرم خارج مصر حتى رحيل الحملة الفرنسية سنة 1801م.
 
كما قاد عمر مكرم المقاومة الشعبية ضد حملة فريزر الإنجليزية 1807م، تلك المقاومة التى نجحت فى هزيمة فريزر فى رشيد مما أضطر فريزر إلى الجلاء عن مصر.
 
وفى إطار نضال السيد عمر مكرم ضد الاستبداد والمظالم، نجد أنه قاد النضال الشعبى ضد مظالم الأمراء المماليك عام 1804م، وكذا ضد مظالم الوالى خورشيد باشا سنة 1805، ففى يوم 2 مايو سنة 1805 م بدأت تلك الثورة، حيث عمت الثورة أنحاء القاهرة واجتمع العلماء بالأزهـر وأضربوا عن إلقاء الدروس وأقفلت دكاكين المدينة وأسواقها، واحتشدت الجماهير فى الشوارع والميادين يضجون ويصخبون، وبدأت المفاوضات مع الوالى للرجوع عن تصرفاته الظالمة فيما يخص الضرائب ومعاملة الأهالى، ولكن هذه المفاوضات فشلت، فطالبت الجماهير بخلع الوالى، وقام السيد عمر مكرم وعدد من زعماء الشعب برفع الأمر إلى المحكمة الكبرى وسلم الزعماء صورة من مظالمهم على المحكمة وهى إلا تفرض ضريبة على المدينة إلا إذا أقرها العلماء والأعيان، وأن يجلو الجند عن القاهرة وألا يسمح بدخول أى جندى إلى المدينة حامـلا سلاحه.
 
وفى يوم 13 مايو قرر الزعماء فى دار الحكمة عزل خورشيد باشا وتعيين محمد على بدلا منه بعد أن أخذوا عليه شرطًا  "بأن يسير بالعدل ويقيم الأحكام والشرائع، ويقلع عن المظالم وألا يفعل أمرًا إلا بمشورة العلماء وأنه متى خالف الشروط عزلوه".
وفى يوم 16 مايو 1805 صدرت فتاوى شرعية من المحكمة على صورة سؤال وجوابه بشرعية عزل الوالى خورشيد باشا، وانتهى الأمر بعزل الوالى خورشيد باشا، ونجاح الثورة الشعبيـة.
 
استمرت هذه الثورة المسلحة بقيادة "عمر مكرم" 4 أشهر، وأعلنت حق الشعب فى تقرير مصيره واختيار حكامه، وفق مبادئ أشبه بالدستور تضع العدل والرفق بالرعية فى قمة أولوياتها.
 
على الرغم من المساعدات التى قدمتها الحركة الشعبية بقيادة عمر مكرم، لمحمد على بدءًا بالمناداة به واليًا، ثم التشفع له عند السلطان لإبقائه واليًا على مصر. وبالرغم من الوعود والمنهج الذى اتبعه محمد على فى بداية فترة حكمه مع الزعماء الشعبيين، بوعده بالحكم بالعدل ورضائه بأن تكون لهم سلطة رقابية عليه، إلا أن ذلك لم يدم. حيث وجد محمد على أنه لن تطلق يده فى الحكم، حتى يزيح الزعماء الشعبيين. تزامن ذلك مع انقسام علماء الأزهر حول مسألة من يتولى الإشراف على أوقاف الأزهر بين مؤيدى الشيخ عبد الله الشرقاوى ومؤيدى الشيخ "محمد الأمير". 
وفى شهر يونيو من عام 1809، فرض محمد على ضرائب جديدة على الشعب، فهاج الناس ولجأوا إلى عمر مكرم الذى وقف إلى جوار الشعب وتوعد بتحريك الشعب إلى ثورة عارمة ونقل الوشاة الأمر إلى محمد على، استغل محمد على محاولة عدد من المشايخ والعلماء للتقرب منه وغيرة بعض الأعيان من منزلة عمر مكرم بين الشعب كالشيخ محمد المهدى والشيخ محمد الدواخلى، فاستمالهم محمد على بالمال ليوقعا بعمر مكرم. 
 
وكان محمد على أعد حسابًا ليرسله إلى الدولة العثمانية يشتمل أوجه الصرف، ويثبت أنه صرف مبالغ معينة جباها من البلاد بناء على أوامر قديمة وأراد يبرهن على صدق رسالته، فطلب من زعماء المصريين أن يوقعوا على ذلك الحساب كشهادة منهم على صدق ما جاء به، إلا أن عمر مكرم امتنع عن التوقيع وشكك فى محتوياته.
 
فأرسل يستدعى عمر مكرم إلى مقابلته، فامتنع عمر مكرم، فأعلن محمد على خلع عمر مكرم من نقابة الأشراف وتعيين الشيخ السادات، معللاً السبب أنه أدخل فى دفتر الأشراف بعض الأقباط واليهود نظير بعض المال، وأنه كان متواطئًا مع المماليك حين هاجموا القاهرة يوم وفاء النيل عام 1805، ثم أمر بنفيه من القاهرة إلى دمياط، وبنفى عمر مكرم اختفت الزعامة الشعبية الحقيقية من الساحة السياسية، وحل محله مجموعة من المشايخ الذين كان محمد على قادرًا على السيطرة عليهم إما بالمال أو بالاستقطاعات، وهم الذين سماهم الجبرتى "مشايخ الوقت".
استمر "عمر مكرم" فى منفاه ما يقرب من 10 سنوات، وعندما حضر إلى القاهرة فى 9 من يناير 1819م ابتهج الشعب به ولم ينس زعامته له، وتقاطرت الوفود عليه.
 
وعندما انتفض القاهريون فى  مارس 1822م ضد الضرائب الباهظة نفاه محمد على ثانية إلى خارج القاهرة، خوفًا من أن تكون روحه الأبية وراء هذه الانتفاضة، لكن الموت كان فى انتظار الزعيم الكبير، حيث توفى فى ذلك العام بعد أن عاش آلام الشعب، وسعى لتحقيق آماله، وتحمل العنت من أجل مبادئه.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة