"ابنى راح ضحية الإهمال وعدم الإحساس بالمسئولية، ولو هموت من الجوع وهبيع كل ما أملك مش هسيب حق ابنى ولازم المخطأ يتحاسب"، بهذه الكلمات عبر فرغلى محمد على والد الطفل "محمد فرغلى" عن حزنه على ابنه الذى لقى مصرعه نتيجة صعقة كهربائية تعرض لها أثناء لهوه مع أصدقائه بأحد الحدائق العامة بميدان حدائق القبة، بعد اصطدامه بعمود إنارة مكشوف.

الطفل محمد طارق الضحية
وأضاف والد الطفل الضحية لـ"اليوم السابع"، أن نجله الذى يبلغ من العمر 14 سنة، ذهب إلى جدته بمنطقة حدائق القبة لقضاء الإجازة بعد أن أنهى امتحاناته بالصف الثالث الإعدادى، مضيفا أنه تلقى اتصالا هاتفيا من أحد أقاربه يخبره فيه بأن "محمد" تعرض لحادث بسيط، وطلب منه الحضور على وجه السرعة لإنهاء بعض الإجراءات، موضحا أنه فوجئ فور وصوله إلى المستشفى بوفاة ابنه متأثرا بإصابته التى تعرض لها بسبب ملامسته لعمود "إنارة".

والد الطفل الضحية يرفع لافتة عليها صورة أبنه للمطالبة بحقه
ويستكمل والد الضحية، أن الحادث ليس هو الأول من نوعه فى نفس المكان، وبنفس الطريقة، موضحا أنه توجد هناك العديد من الحالات المماثلة لحادث نجله أقربهم فى عيد الفطر الماضى، حيث توفى طفلين على حد قوله نتيجة تعرضهم لصاعقة كهربائية بسبب الأسلاك المعراة بأعمدة الإنارة المتواجدة فى ميدان الحدائق، لافتا إلى أن حى حدائق القبة غارق فى الإهمال والتسيب والتراخى مع الباعة الجائلين الذين يتخذون من هذه الجنائن مكانا لهم للافتراش بها واستخدامها كمسكن لهم، بالإضافة إلى استغلال هذه الحدائق فى وضع الالعاب الترفيهية أثناء فترات الأعياد على مدار العام بعلم مسئولى الحى، ومسئولى شركة الكهرباء الذين لا يتخذون أى إجراء مع هؤلاء الذين يأخذون وصلات كهرباء من هذه الأعمدة الكهربائية بشكل مباشر وعلنى، مما أدى إلى هذا الوضع الذى وصلنا له فضلا عن أنها سرقة كهرباء.
وطالب والد الطفل "محمد" ضحية الإهمال، بمحاسبة المتسببين فى هذا الإهمال ومجازتهم على إهمالهم وعدم قيامهم بأداء عملهم على النحو الذى يحمى حياة المواطنين، وحتى لا تتكرر هذه المأساة مرة آخرى مع ضحية جديدة، موجها أتهامه لرئيس حى حدائق القبة، ومسئولى شركة الكهرباء، وذلك لعدم قيامهم بأداء عملهم وحماية حياة المواطنين البسطاء.

كوفرير كهرباء عمومى مفتوح داخل الحديقة أسفل كوبرى القبة مكان الواقعة
بينما يقول عمرو شقيق الضحية 8 سنوات، وشاهد عيان على الواقعة، إنهم أثناء لهوهم ولعبهم لكرة القدم بــ"جنينة" الحدائق تحت كوبرى القبة، ذهبت الكرة بعيدا عنهم إلى جوار عمود الإنارة الموجود على الرصيف الملاصق لـ"الجنينة"، موضحا أنه وباقى أصدقائه من الأولاد لم ينتبهوا إلى أن أسلاك الكهرباء بارزة بشكل كبير من عمود الإنارة، لافتا إلى أنهم لم ينتبهوا إلى هذا الأمر إلا عندما شاهدوا شقيقه ظل يرتجف فى مكانه فور ملامسته للعمود وهو يحاول إعادة الكرة ليستأنفوا اللعب مرة آخرى.

عمود الانارة الذى تسبب فى وفاة الطفل
ويضيف شقيق الضحية، أن المارة فى الشارع حاولوا أن ينقذوا شقيقه بإبعاده عن العمود إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك، موضحا أن أحد الأشخاص صعق هو الأخر عندما قام بجذب شقيقه نحوه ليبعده الكهرباء، مما أدى إلى سقوطه على الأرض هو الآخر، مضيفا أنه بعد ما يقرب من دقيقة تمكن المارة من إبعاد شقيقه بإستخدام قطع خشبيه قاموا بدفعه من خلالها، مشيرا إلى أن الأهالى عقب أن تمكنوا من إبعاد شقيقه عن أسلاك الكهرباء حاولوا أن إفاقته وإسعافه، لكن دون جدوى، حيث أن حالته كانت صعبة ولم يستجب للإسعافات التى أجريت، ولفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله إلى المستشفى، قائلا: "حسبى ألله ونعم الوكيل عايز حق أخويا".
والدة الضحية فى حاله يرثى لها
بينما أنهمرت والدة الطفل الضحية فى حالة من البكاء الهيستيرى، ولم نتمكن من التحدث إليها.
فيما قالت إحدى شاهدات العيان، ممن كانوا متواجدين أثناء الواقعة، أنها رأت الضحية ملتصق بعمود الإنارة لا يستطيع الإبتعاد عنه، ويرتجف بقوة شديدة نتيجة قوة التيار الكهربائى الذى تعرض له بسبب ملامسته له أثناء محاولته استعادة الكرة التى كان يعلب بها مع أصدقائه، مضيفة أن الطفل فارق الحياة فى أقل من 10 دقائق عقب الواقعة، نافية ما تردد من معلومات مغلوطة عن أن الطفل هو الذى عبث بأسلاك الكهرباء، موضحة أنه كان يلهو مع أصدقائه، وتعرض لهذه الحادثة البشعة نتيجة إهمال المسئولين فى متابعة مثل هذه الأعمدة التى تم استخدامها من قبل الباعة الجائلين لسرقة التيار الكهربائى فى الترويج لبضاعتهم وتجارتهم.
وطالبت شاهدة العيان، سرعة محاسبة المتسببين الحقيقيين فى هذه الوقائع التى تكررت فى الفترة الأخيرة بشكل كبير نتيجة للإهمال الجسيم الذى يضرب حى حدائق القبة ومسئولى شركة الكهرباء.
تحقيقات النيابة العامة
تصريح بدفن الجثة
صورة الطفل

عمود الانارة معرى تمام دون أى غطاء