خلال لقائه ببرنامج "بنصبح عليك " تقديم هانى توفيق على القناة الثانية بالتليفزيون المصرى تحدث الكاتب الصحفى جمال عبد الناصرعن الأغنية الوطنية وأشهر مطربيها وأهم المراحل التى مرت بها .
وأشار في بداية اللقاء إلى أن الأغنية الوطنية ارتبطت بمحطات تاريخية وأحداث سياسية عدة مرّت بها مصر إلى أن أصبحت جزءاً من ذاكرة المصريين وأداة توثيق لكثير من المراحل التى ساهمت فى تشكيل وجدان الشعب المصرى وعموم الشعب العربى.
ثم أوضح أن الأغنية الوطنية تمثل نمطًا مهمًا من أنماط الغناء فى علاقتها بالهموم والقضايا الوطنية، كما ظلت تنادى من خلال مضامينها بقيم الحرية والسلام والمساواة وغيرها من المبادئ إلى جانب غرس روح التربية الوطنية فى الأجيال المتعاقبة، ولكن تداخلت معايير الأغنية ما بين الوطنية والسياسية .
وقال أيضا إن عصر الأغنيات الوطنية الخالدة انتهى، وأصبحت الأغانى حاليا قصيرة العمر، ولا يوجد صدق فى أدائها مثلما كان من قبل لدى عمالقة الغناء الوطنى أمثال عبدالحليم حافظ وشادية وأم كلثوم وعبدالوهاب .
وفي لمحة تاريخية استعرض الكاتب الصحفي جمال عبد الناصر البدايات الأولى للأناشيد الوطنية التي ارتبطت بالحدث السياسي منذ عصرصدر الإسلام فقد احتلت الأناشيد حيّزاً لا بأس به في الفتوحات الإسلامية وأهم ما ورد نشيد " طـلعَ البــدرُ عَلَيْنـــا" وفي عهد محمد علي أنشأ فرق عسكرية تابعة للجيش كانت أول فرقة موسيقية عسكرية سميت بموسيقى الجيش .
وأضاف، الإلهام الحقيقي للأغاني الوطنية جاء في فترات التحرّر ضد الاستعمار ومن بعدها الحروب والانتكاسات والثورات فظهرت الأغاني الخالدة لسيد درويش (قـــــوم يــــــا مـصـري مصر دايما بناديلك " و أغنية محمد عبد الوهاب الوطنية الأولى (حب الوطن فرض علي ... أفديه بروحي وعينيه) احتفاء بمعاهدة 1936 وإبّان حريق القاهرة الشهير غنت أم كلثوم من ألحان رياض السنباطي (وَقَفَ الخلقُ ينـظرونَ جميعاً .. كيفَ أبني قواعدَ المجدِ وحدي) وبعد أسابيع من نجاح الثورة" ثورة 23 يوليو " أهدت أم كلثوم مستمعيها أغنيتها الخالدة (مصر التي في خاطري وفي فمي .. أحبها من كل روحي ودمي) كلمات أحمد رامي وألحان رياض السنباطي وإبّان حرب 1956 التي شهدت "العدوان الثلاثي" على مصر وتحت وابل من القذائف والأعمال العسكرية سُجل نشيد "والله زمان يا سلاحي" للشاعر صلاح جاهين الذي لحنه كمال الطويل وُّشدّت به أم كلثوم كما ظهر في الفترة نفسها رائعة الشاعر عبد الله شمس الدين والملحن محمود الشريف النشيد الذي رددّه العرب أجمعين وهو نشيد: " الله أكبر فوق كيد المعتدي".
وخلال اللقاء تم استعراض أبرز الأغاني الوطنية لعبد الحليم حافظ وشادية ووردة عن نصر أكتوبر والنكسة والأغاني أيضا التي جاءت في مرحلة السلم واستعادة طابا من خلال محمد ثروت وعلي الحجار حتي وصلنا لاستدعاء بعض الأغاني في ثورتي 25 يناير و30 يونيو وعلى الرغم من النجاح الكبير الذي حققته أغاني " تسلم الأيادي" و"بشرة خير" لكن من الصعب تصنيفها ضمن الأغاني الوطنية لكونها تعبّر عن موقف محدّد .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة