ناجح إبراهيم

دع القنوط .. وابدأ من جديد

الجمعة، 07 يوليو 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تيأس إذا تعرضت لسيل من الشتائم والسباب أو الطعن والهمز واللمز بغير حق حسدا وحقدا وضغينة.. فقد شُتم الأنبياء من قبلك وقيل لرسول (صلى الله عليه وسلم) وهو أكرم الخلق «كاذب وساحر ومجنون».. وسخروا من نوح عليه السلام وقالوا لشعيب عليه السلام «وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيز» .. وطعنوا فى عيسى ووالدته عليهما السلام أشد الطعن.. ونالوا موسى عليه السلام بالإيذاء «فَبَرَّأَهُ الله مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهاً».. حتى أنه دعا ربه أن يكف ألسنة الناس عنه فقال له الله سبحانه «يا موسى ما اتخذت ذلك لنفسى إنى أخلقهم وأرزقهم وإنهم يسبوننى ويشتمونني"، فإذا كان الخلق يسبون ربهم الذى خلقهم ورزقهم ويكلؤهم ويرعاهم فكيف لا يسبون غيرهم من البشر مهما كان صلاحهم وفضلهم ووطنيتهم وبذلهم . 
لا تقنط ولا تيأس فهذه ضريبة كل ناجح فى الحياة.. وهذه ضريبة تصدّر العمل العام أو تولى المسئوليات . لا تيأس إذا أصابك داء البطالة العضال.. ولا تركن إلى القعود فى البيت أو الجلوس على القهوة.. ولا تلجأ إلى الحرام أو تخالف ضميرك الديني. ابدأ بأى عمل.. ولا تستحى من العمل الحلال مهما كان صغره.. وتذكر أن جميع الأنبياء - وهم من هم فى الفضل والمكانة- رعوا الغنم فتعلموا من الرفق بها كيف يرحمون الأمم ويرفقون بها. وهذا الإمام على بن أبى طالب كان يعمل عند يهودى فيسقى له زرعه من أجل دينار كل يوم .. وكان وقتها من كبار الصحابة علما وفقها وشجاعة. وكان أبو حنيفة أعظم فقهاء عصره يتاجر ويساعد تلاميذه.. وكان سعيد بن المسيب سيد التابعين يتاجر فى الزيت ويقول: «حتى لا أحتاج إلى الملوك»، فابحث أيها الشاب عن أى عمل فلربما يكون هذا العمل البسيط هو سر سعادتك وبداية غناك. 
 
فمحمود الفايد بدأ بتجارة بسيطة ثم تطورت وكبرت ثم تمت مصادرتها فى مصر فذهب إلى خارج مصر ورضى أن يكون عاملا فى الميناء حتى أصبح أكبر ملياردير مصرى بالخارج وكان يمتلك «هارودز» أكبر متجر فى بريطانيا كلها. أما الرئيس السادات فلم يستنكف أثناء هروبه أن يعمل عتالا على سيارة نقل تارة أو مقاولا صغيرا للمبانى تارة أخرى.. وكان لا يستنكف من ذكر ذلك بعد أن أصبح رئيسا للجمهورية. 
ابدأ العمل واترك اليأس.. ولا تركن إلى القنوط فإنه سيدمرك.. ابدأ بأى عمل وانتقل منه إلى آخر أفضل.. وهكذا حتى تصل إلى ما تريد. 
أذكر طالباً من جامعة أسيوط تعرض للضرب ومضايقات كثيرة من زملائه والحكومة فى السبعينات فاضطر للذهاب إلى القاهرة وبدأ يعمل فى الأجهزة الإلكترونية تاركا تخصصه الأصلى ومودعا للسياسة أيضاً التى جرت عليه المضايقات الكثيرة والضرب أحيانا.. فأصبح فى سنوات قليلة من أكبر مليارديرات مصر. وقد بدأ بداية بسيطة حتى حصل على توكيل لإحدى الشركات العالمية.. ثم أخرى وأخرى.. فكان ما كرهه بداية لما يحبه.. وكانت البلية هى المدخل للعطية الكبرى. 
عندما يهتز القلم رهبة : 
الكتابة عن على بن أبى طالب لها هيبة شديدة فى نفسى أشبه ما تكون بهيبته فى فؤادى ومحبته فى قلبى ومكانته فى نفسى . فحياة الإمام على بن أبى طالب غاية فى الثراء , إن تحدثت عن أصولته وجدت أعظم الأصول وأطيبها , فأسرته هى أسرة الرسول"صلى الله عليه وسلم"وجده هو جد الرسول,عبد المطلب ذلك الأسد الشامخ الحكيم سيد قريش كلها,وهو الذى خوطب مرات فى الرؤيا بحفر بئر زمزم فحفرها ,وهو الذى بهر أبرهة وتنبأ بحماية الله للكعبة،أما والده فهو الذى ربى الرسول"ص"وكفله ودافع عنه دفاعاً مجيداً لم يقم به أحد وتحدى قريش كلها .
كانت الأقدار رحيمة بعلى بن أبى طالب ,فلما كبر الرسول"ص"واشتد عوده وانفصل عن بيت عمه ثقلت المؤونة وافتقر أبو طالب,تم توزيع أولاده على بيوت العباس وحمزة وبيت الرسول ،فكان من قدر الطفل على بن أبى طالب أن يعيش مع النبي"ص"ليشهد بواكير نزول الوحى ومقدماته ويعيش مع آيات القران التى تتنزل لحظة بلحظة ..
الإمام على ظلم فى حياته وحيل بينه وبين أن يقيم دولة العدل والحق التى كان أهلاً لها وقادراً عليها,فلم تقم له دولة فى حياته فقامت على اسمه بعد ذلك عشرات الدول بعد موته .
حاول البعض أن يخفى فضله وخيره فإذا باسمه هو الأشهر بين المسلمين بعد اسم"محمد",وهذا الاسم الجميل "علي"هو الأشهر بين السنة والشيعة على السواء,فالإمام محبوب من الجميع,فلم أجد بيتاً من بيوت السنة إلا وفيها طفل أو شاب أو كبير يحمل هذا الاسم الشريف الذى يحمل من معانى العزة والرفعة والعلو الكثير.
الإمام على لم يغب عن مشهد واحد من مشاهد النبوة منذ أن كان طفلاً صغيراً,وهو فى قلب النبوة كما هو فى بيتها طفلاً,ثم زوجاً لفاطمة خير نساء الأرض بعد مريم ابنة عمران ,لم يبتعد يوماً عن النبي,ناصراً ومؤيداً . وهل يستطيع أحد أن يفعل ما فعله الغلام "علي" وهو يبيت مكان الرسول يوم الهجرة وما أدراك ما هول هذا اليوم، أو يصد الفرسان العظام عن رسول الله فى المعارك, أو يعايش وحى السماء بقلبه وروحه, حياته لا صبوة فيها ولا شهوة, كلها تبعات جسام وكفاح متواصل،وزهد لا ينقطع ،وعلم ممتد لكل الأجيال. أما النبل والفروسية فحدث عنه ولا حرج فقد حال جند معاوية بينه وبين الماء فلما حمل عليهم وأجلاهم عنه ، سوغ لهم أن يشربوا فيه كما يشرب جنده,فقد كانت نفسه الكريمة تأبى عليه أن يمنع خصمه من الماء.
الإمام "علي" بدايته رائعة ونهايته شهادة عظيمة من طائفة ظالمة جائرة,عدل مع الخوارج فلم يعدلوا معه، كان يمنع أصحابه من قتل جرحاهم فإذا بهم يقتلوه وهو يصلي.
ولد سيدنا "على " فى الكعبة المشرفة , ومات فى المسجد , بدأ بالمسجد وانتهى به,عاش فى كنف النبوة واستشهد وهو يتلو القرآن . سلام عليك يا سيدى فى الصالحين وفى الملأ الأعلى إلى يوم الدين .









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

القنوط

الحمد لله .. المسلم الحق المفروض إلا يصيبه القنوط أو اليأس من رحمة الله..المؤلم حقا كيف نتخلص من الحزن الذي يتاجج كل يوم علي حال الوطن والشعب ولا نستطيع عمل شيء

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة