قرأت لك.. "الإسلام والتنمية المستدامة".. هل يملك المسلمون مستقبلا؟

الخميس، 06 يوليو 2017 07:00 ص
قرأت لك.. "الإسلام والتنمية المستدامة".. هل يملك المسلمون مستقبلا؟ غلاف الكتاب
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"هل يمكن أن تكون مبادئ الإسلام ورؤاه أُسُسًا للنهضة الحديثة؟ هذا هو السؤال الذى ينطلق منه الدكتور مصطفى عطية جمعة فى كتابه "الإسلام و التنمية المستدامة.. تأصيل فى ضوء الفقه وأصوله" والصادر حديثا عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام.
 
 
والكتاب يقع فى 256 صفحة من القطع الكبير، ويتضمن بابين رئيسين فى خمسة فصول، إضافة إلى التعريفات والمفاهيم المؤَسِّسَة، وهى الباب الأول: إحياء الفروض الكفائية فرديًا وجماعيًا، الفصل الأول: الفروض الكفائية.. عوامل تغييبها ودورها المفتقد، الدينية، السياسية، الاجتماعية"، الفصل الثانى إحياء الفروض الكفائية. 
 
 
أما  الباب الثانى: الفروض الكفائية سبيل التنمية المستدامة والشهود الحضارى،  الفصل الأول التنمية المستدامة فى منظور الإسلام،  الفصل الثانى: الفروض الكفائية والتنمية المستدامة، الفصل الثالث: مؤسسات المجتمع والدولة فى ضوء الفروض الكفائية.
 
 
ويشكِّل فهم الفروض، عينية وكفائية، وسُبل تطبيقها، المحور الأساس للبحث، لأنها تمثل المنطلق الأصولى الذى تمَّ البناء عليه فى فصوله، واتخذت من رؤاها منطلقات لرؤية الواقع الإسلامى المعاصر، ومحاولة الخروج من المآزق العديدة التى تواجهه، وهى مآزق تتصل بالوجود الحضارى للأمة، ومشكلات التنمية والتقدم والاضطلاع بمهام الاستخلاف الإنسانى، وقد يتوهم البعض أن هذا الأمر من باب الترف العقلى، وهذا ظن خاطئ، فمن الأهمية بمكان أن يكون للمسلم - البسيط والمثقف والعالم - مرجعية أصولية كبرى، تنظِّم تفكيره، وتحدِّد بوصلته فى الحياة، وهذا أيضًا ما يجب لصانع القرار - سياسيًا واجتماعيًا واستراتيجيًا وثقافيًا - أن يعيه، حتى توضع خططه على مبادئ إسلامية راسخة لبناء النهضة القادمة فى الأمة الإسلامية، بعيدًا عن الرؤى المجتزئة، والشذرات المتناثرة، التى قد تجيب عن أسئلة جزئية، وتظل الأسئلة الكُلية عن الكون والحياة والحضارة دون إجابات واضحة، تربط المسلم بدينه وعالمه وآخرته. 
 
 
وإذا كان المجتمع الغربى يعد الفلسفة أساسًا لنهضته، فذلك لأنها تشكِّل الأصول الفكرية لهذه الحضارة التى انطلقت منها فى كثير من مبادئها وتشريعاتها، وسعت إلى تصديرها إلى مختلف الدول، لضمان دوام الهيمنة الغربية النفسية ومواصلة استلابها للشعوب، وقد تقبل بعض الدول هذا الأمر، لأنها تفتقد الثقافة والتاريخ والحضارة، وهو لا يتناسب مع روح المسلمين وحضارتهم وثقافتهم، التى انطلقت من كتاب مقدَّس ألا وهو القرآن الكريم، وما تفرع عنه من عشرات العلوم، التى ساهمت فى ترجمة أحكام ومبادئ القرآن إلى قواعد يستفيد منها المسلم فى حياته والمجتمع فى بنائه، وهو ما لم يدركه كثيرون من رواد النهضة الحديثة فى العالم، وظنوا أن أية نهضة لابد أن تتم وفق الشروط الغربية، فى تجاهل واضح لثقافة وتكوين المجتمع الإسلامى. 
 
 
يأتى الكتاب انطلاقًا من علم الأصول عامةً، ومن مفاهيم الفروض الكفائية والعينية خاصة، فيسعى إلى ربط مبادئ الالتزام والوجوب اللذين قدمتهما الفروض بقضايا الحضارة والاستخلاف الإنسانى، والتنمية المستدامة، وهى قضايا الساعة التى تلحّ على كل الأمم، النامية منها التى تركض لتعالج مشكلات الفقر والبطالة والتخلف، والمتقدمة منها التى تريد الحفاظ على مستويات المعيشة لشعوبها. 
 
 
ومن هنا، يمكن تقديم الإسلام كبديل حضارى حقيقى - إن لم يكن خيارًا وحيدًا – يقدِّم إجابات لكثير من التساؤلات الإنسانية والفكرية، وأيضًا يستطيع حل كثير من مشكلات العصر، وربما يكون سبيل الانطلاق لهذا المنحى، الفهم الصحيح للعقيدة ثم الدراسة الدقيقة لعلم الأصول والفقه، اللذين تميّزا بالطبيعة القانونية المحدِّدة.
 
 
كتاب « الإسلام و التنمية المستدامة، يعدُّ لبنة فى مناقشة قضايا النهضة والاستخلاف الحضارى بتحديدٍ وموضوعية ورؤية استشرافية، انطلاقًا من مبادئ الإسلام التى تزخر بها كتب العقيدة والأصول والفقه، وتنبع أسئلتها وإشكالاتها من حاضر معيش، وهموم ملِّحة، بنقاش تطبيقى يستند إلى أصول الحضارة الإسلامية.






مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة