هناك صراع كبير بين الاتحاد الأوربى وشركات التكنولوجيا الأمريكية، وعلى رأسها جوجل التى لديها ثلاث أزمات ضخمة مع أوربا يمكن أن تكلف خزينتها أموالا طائلة خلال الفترة المقلبة، وحديثا أعلن منظمو مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي عن أنهم يدرسون حاليا إمكانية فرض غرامة قياسية أخرى ضد شركة جوجل العملاقة، وهذا بسبب نظام التشغيل أندرويد التابع لها، وتم تكوين لجنة من الخبراء لإعطاء رأي ثان في هذه القضية، وهذا وفقا لمعلومات حصل عليها موقع "ديلى ميل" البريطانى من شخصين مطلعين على هذه المسألة.
وإذا وافقت اللجنة المكونة حديثا على الاستنتاجات التى توصل إليها الفريق الأولي الذى حقق فى القضية المثيرة للجدل، فإن هذا يمكن أن يمهد الطريق أمام المفوضية الأوروبية لإصدار قرار ضد جوجل بحلول نهاية العام الجارى، وهذا سيكون الإجراء الثانى للمفوضية ضد الشركة الأمريكية العملاقة فى عام واحد.
وكانت اللجنة اتهمت شركة جوجل فى العام الماضي باستخدام نظام التشغيل الخاص بها الذى يعمل مع هواتف الأندرويد، والذى يعد هو المهيمن على السوق للتأثير على المنافسين ومنعهم من الحصول على فرص متساوية، وهذا الاتهام جاء بعد شكوى قدمتها مجموعة الضغط "فيرسارتش"، وشركة حظر الإعلانات والخصوصية فى الولايات المتحدة "ديسكونكت "، ومتجر التطبيقات البرتغالى "أبتواد" و"ياندكس" في روسيا.
من المتوقع أن يشكل هذا التحرك من قبل سلطة المنافسة في الاتحاد الأوروبي، التي سبق وفرضت عقوبة قدرها 2.7 مليار دولار أمريكي على الشركة الشهر الماضي، خطرا أكبر بالنسبة لمحرك البحث الأكثر شعبية على الإنترنت في العالم بسبب التأثير على إمكانيات النمو الهائلة لنظام تشغيل أندرويد، خاصة وأن الغرامة هذه المرة ستكون أيضا أعلى من 2 مليار يورو، ورفض المتحدث باسم اللجنة "ريكاردو كاردوسو" وجوجل التعليق على التقارير الحديثة.
وقال ريتشارد وندسور، المحلل المالى المستقل الذى يتتبع المنافسة بين أكبر شركات الإنترنت والهواتف الأمريكية والأسيوية فى الولايات المتحدة، فى مذكرة أخيرة أن الاتحاد الاوروبى لديه القدرة على إلحاق ضرر كبير بشركة جوجل، ويمكن أن تتسبب القرارات القادمة على منتجات الشركة وشكل متجر "جوجل بلاى".
وسبق وقال مفوض المنافسة في الاتحاد الأوروبي إن تكتيكات جوجل تتضمن مطالبة صناع الهواتف الذكية بتثبيت بحث جوجل ومتصفح جوجل كروم مسبقا على الهواتف، ومنع الشركات المصنعة من استخدام إصدارات منافسة من أندرويد، وهو ما يؤثر على المنافسة شكل عام ويحرم الشركات الأخرى من الحصول على فرص متساوية مع جوجل.
جدير بالذكر أن جوجل ليست الوحيدة التى لديها أزمات مع الاتحاد الأوروبى، بل أن أبل وأمازون وفيس بوك وغيرها من شركات التكنولوجيا الأمريكية لديها مشكلات وقضايا كبيرة مع الاتحاد الأوربى، وهو ما دفع الحكومة الأمريكية لمساندتهم، إذ كشف تقرير حديث أن الولايات المتحدة قدمت طلباً إلى المحكمة العامة للاتحاد الأوروبى للتدخل فى القضية المتعلقة بتطبيق قواعد المساعدة الحكومية بأثر رجعى على شركة آبل، ومن المتوقع أن تسمع المحكمة العامة القضية فى أواخر عام 2018.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة