الجريمة تتطور بشكل سريع، مستغلة التطور التكنولوجى، حيث يحرص المجرمون على تطويع هذا التطور لصالحهم فى تنفيذ مزيد من الجرائم بسهولة، فى وقت زمنى قصير دون أن يظهروا فى المشهد، مستخدمين التقنيات الحديثة، لارتكاب الجريمة بضغط "زر"، حتى بات يطلق عليهم "مجرمون أصحاب لياقات بيضاء".
ولعل أحدث وأبرز الجرائم الإلكترونية التى بدأت تطل على رأسها للمجتمع المصرى، هى جرائم "اختراق الأجهزة والحواسب الشخصية"، الأمر الذى بات يهدد الأمن الاجتماعى فى مصر، خاصة أن الجريمة باتت تتسلل للمنازل الهادئة، وتدخل غرف النوم بسهولة، لتستيقظ فتاة أو سيدة من نومها لتجد من يساومها بصورها العارية، بعدما نجح في اختراق جهازها الشخصى "المحمول"، والتقط لها صورا دون أن تدرى بنفسها، حتى بات الهاتف المحمول بمثابة "الخنجر" الذى يرتكب به الجرائم ونغرسها بأيدينا فى أنفسنا دون أن ندرى.
جرائم الانتر نت
الجرائم فى هذا الصدد كثيرة ومتنوعة، لعل أبرزها ضبط شاب فى الإسكندرية يعمل مهندس اخترق الحواسب الشخصية لنحو 1270 أسرة وصورهم داخل منازلهم فى أوضاع مختلفة دون علمهم ثم ساومهم على الأموال، فضلاً عن ضبط مهندس آخر فى الشرقية اخترق 360 جهاز حاسب شخصى للمواطنين، وصورهم فى أوضاع مختلفة وطالب الفتيات بإقامة علاقات غير شرعية، لتجد الفتيات أنفسهن بين نارين ، أما إقامة علاقة غير شرعية مع شاب، أو عرض صورها وهى عارية على السوشيال ميديا.
الجريمة الالكترونية
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، وإنما فوجىء كثيرون بسرقة كود حساباتهم فى البنوك من على هواتفهم المحمولة بعد اختراقها، لدرجة أن اتصال جهازك بالانترنت بات بمثابة اتصالك بالخطر.
جرائم النت
وزارة الداخلية، لم تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الجرائم الإلكترونية التى باتت خطر على المجتمع، وإنما سخرت أدواتها وتقنياتها الحديثة للتصدى للقائمين على هذه الجرائم، لتنجح فى ضبط العديد من قضايا الابتزاز، بعد اختراق الحواسب الشخصية للمواطنين.
العميد على أباظة، مدير إدارة مكافحة جرائم الحاسبات بوزارة الداخلية، ناشد أولياء الأمور بالحرص فى استخدام التقنيات الحديثة، سواء حاسبات أو هواتف ذكية، واتخاذ الاحتياطات لتجنب الوقوع ضحية للمجرمين، من خلال عدم ترك تلك الأجهزة متصلة بالإنترنت طوال الـ24 ساعة، لأن الأجهزة تكون آمنة فى حالة عدم اتصالها بالإنترنت، وضرورة وضع لاصق على الكاميرا الأمامية للأجهزة لعدم استخدامها فى تصوير مالكها حال اختراقها، والاهتمام بتنزيل برامج "آنتى فيرس" و"الفيرول" لتأمين الأجهزة، ووضع كلمات سر طويلة ومعقدة من أرقام وحروف وعلامات لتأمين الأجهزة، وعدم الاحتفاظ بالبيانات الشخصية على تلك الأجهزة خشية استخدامها فى حالة الاختراق أو الفقد، وضرورة متابعة المواقع التى يدخل عليها الأبناء لعدم الإيقاع بهم، وعدم الدخول على المواقع الإباحية والمجهولة، وأنصح الجميع بعدم قبول طلبات الصداقة على مواقع التواصل الاجتماعى إلا من الأشخاص المعروفين.
مدير إدارة مكافحة جرائم الحاسبات بوزارة الداخلية، قال لـ"اليوم السابع"، إن المجرم المعلوماتى يتميز بقدر من العلم وقدرة على استعمال تلك التقنيات، وبعضهم لديه مهارة فائقة، وهم من يطلق عليهم أصحاب اللياقات البيضاء، حيث يرتكبون جرائمهم وهم جالسون فى أماكنهم، والجريمة الإلكترونية عابرة للحدود، ويتم استخدام التقنيات الحديثة فيها، وهناك دوافع مختلفة لارتكاب هذه الجرائم، "انتقام، اثبات ذات، ظهور فى دور البطل"، ويصعب الإثبات فى هذه الجرائم لسهولة محو الأدلة، ويتم استخدام تقنيات وفنيات عالية لضبط هذه الجرائم، وهناك سرعة فى الضبط وإقامة للأدلة.
عدد الردود 0
بواسطة:
Gamal askr
تحقيق رائع جدا ...ا محمود عبد الراضى
تحقيق رائع جدا ...ا محمود عبد الراضى