ليس مجرد إعجاب بكوكب الشرق أم كلثوم، ولكنها محاولة لدس السم بالعسل، وخلق الأكاذيب والتركيز على الخلافات العربية بين مصر والدول الأخرى، وإبراز خسارة مصر لحرب يونيو 1967، تلك الرسائل التى أرادت اسرائيل أن تزرعها فى الفيلم الوثائقى لكوكب الشرق أم كلثوم، ونشرته صفحة إسرائيل تتكلم بالعربية الرسمية، الموجهة من دولة الاحتلال، عبر موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، والذى جاء عنوانه "بعيون اسرائيلية : كوكب الشرق أم كلثوم فى شريط وثائقى بالعبرية".
وحمل الفيديو فى مقدمته مغازلة للمشاعر العربية العاشقة لأم كلثوم، ومحاولة إبداء الإعجاب بها، ثم انتقل لدث السم فى العسل، وتمرير رسائل التطبيع، وإظهار انتصارات جيش العدوان والاحتلال الإسرائيلي على مصر وتجاهل الهزيمة التى مني بها فيما بعد، ونشر خريطة للأماكن التى أقامت فيها كوكب الشرق حفلتها وكانت من بين تلك الأماكن إسرائيل، وتلك المعلومة خاطئة وتحاول عادة إسرائيل من التأكيد عليها بصورة غير مباشرة، فأم كلثوم زارت فلسطين عام 1931 قبل الاحتلال الإسرائيلى لها بحوالى 17 عاما، وهو ما لم يوضحه الفيديو، كما تحاول العديد من المواقع الإسرائيلية ترسيخ تلك المعلومة بطريقة غير مباشرة.
خريطة مفبركة
واستمرارا لمحاولات التطبيع يبرز الفيديو تسمية شارع باسم كوكب الشرق فى إسرائيل، ونشر لحظة إزاحة الستار عن ذلك الشارع، وسرد معلومات حول مقاطعة اتحاد الموسيقيين الذى كانت تنتمى إليه ، بعد ثورة 52، وتولى الضباط الاحرار للحكم ومنع بث أغانيها فى الإذاعة المصرية لكونها غنت فى القصر الملكى، وأن جمال عبد الناصر هو من وجه بوقف المقاطعة لشدة إعجابه بأم كلثوم، والتى أيدت نظامه بعد ذلك، وذلك فى محاولة لإبراز الخلافات السياسية .
شارع باسم أم كلثوم
ويواصل الفيلم، إلقاء الضوء على الشق الوطنى لأم كلثوم ولكن بصورة سياسية ويبرز دور أم كلثوم عقب هزيمة مصر فى نكسة 1967، والتى قررت تخصيص ريع حفلاتها بالكامل للمجهود الوطنى، وتبرعها بأكثر من 2 مليون دولار للقوات المسلحة المصرية، كما ركز الفيلم على دورها فى محاولة التقريب وقت الأزمة الدبلوماسية بين تونس ومصر، وتدخلها لعودة العلاقات المصرية التونسية إلى سابق عهدها.
جانب من الفيلم يطالب باتحاد فيدرالى عربى بمشاركة إسرائيل