علا الشافعى تكتب: "آخر أيام المدينة" مرثية للعواصم الكبرى والأرواح المتهالكة.. الفيلم الممنوع من العرض بمصر شهد حضوراً كثيفاً فى الدورة الـ10 لمهرجان وهران.. العمل يحكى عن 4 شخصيات تائهة تعانى الفقد والخوف

الإثنين، 31 يوليو 2017 11:00 ص
علا الشافعى تكتب: "آخر أيام المدينة" مرثية للعواصم الكبرى والأرواح المتهالكة.. الفيلم الممنوع من العرض بمصر شهد حضوراً كثيفاً فى الدورة الـ10 لمهرجان وهران.. العمل يحكى عن 4 شخصيات تائهة تعانى الفقد والخوف أفلام مهرجان وهران

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
علا الشافعى

"الفيلم الممنوع فى القاهرة".. صارت هذه الجملة تتردد كلما ذكر فيلم "آخر أيام المدينة" للمخرج المصرى تامر السعيد، والذى يمثل مصر فى الدورة الـ١٠ ل مهرجان وهران السينمائى للفيلم العربى، والذى شهد حضوراً مكثفاً، أولا لأنه يمثل مصر، والثانى لأنه فيلم لمخرج شاب يملك طموحاً سينمائياًَ مختلفاً ومنع عرضه فى بلده مصر، الأمر الذى يجب أن نتوقف عنده ونسأل لماذا المنع؟.

فيلم اخر ايام المدينة
فيلم آخر أيام المدينة

الفيلم فى النهاية تجربة فنية خالصة.. ولن يذهب إليه إلا المهتمون بهذه النوعية من السينما، إذن لماذا المنع؟ هل لأن الفيلم يرصد الحراك السياسى فى الشارع المصرى قبل ثورة يناير وأقصد تحديدا حركة كفاية السياسية؟ وهو واقع وتاريخ لا يستطيع أحد أن ينكره؟ أم أنها بعض الهتافات فى شريط الصوت؟ وهى تفاصيل فى ظنى كان من الممكن حلها.. خصوصا أن الفيلم لا يقوم ببطولته محمد رمضان مثلا البطل الشعبى أو أحمد السقا صاحب الرقم القياسى فى الإيرادات بل يظل آخر أيام المدينة فيلم شديد الخصوصية وتجربة مهمة فى السينما العربية، يتلقاها ويتفاعل معها كل من يبحث عن الاختلاف فى السينما بعيدا عن السينما التجارية أو تلك المصنوعة جيدا.

آخر ايام المدينة
آخر أيام المدينة

«آخر أيام المدينة» يروى عن معاناة مخرج فى إنهاء فيلمه الذى صار عصيا تماما مثل العواصم العربية القاهرة، بيروت، بغداد، التى كانت تشهد فى تلك الفترة من انهيارات، أربعة شباب وهم باسم «باسم فيّاض» من بيروت، و«حسن» «حيدر الحلو» من بغداد، وطارق «باسم حجر» من بغداد، هرب من جحيم الإرهاب والتطرف ويعيش فى برلين، يلجأ إليهم ليساعدوه على إنجاز الفيلم كل من عاصمته فى محاولة أخيرة لاستكمال وإنهاء فيلمه المستحيل، وهنا تتداخل الحدود وتتماهى بين الفيلم الذى يرغب تامر فى إنجازه فعلا، الذى نرى مقاطع منه على الكمبيوتر وأثناء محاولة تركيب بعض مشاهده والفيلم الذى نشاهده يتفقون على تزويده بفيديوهات لا يمكن تحديد أين يبدأ أحدهما، ومتى ينتهى الآخر، تتداعى القاهرة أمام عينيه.. بل تشيخ بفعل الإهمال، الراديو يبثّ أخبارا عن إنجازات مبارك، مظاهرات «كفاية» أمام نقابة الصحفيين، من القاهرة تلك العاصمة شديدة الزخم وسيدة التناقضات إلى بغداد المكلومة وبيروت التى تمتلئ زيفا بحسب توصيف «باسم فياض».

مشهد من الفيلم
مشهد من الفيلم

الشخصيات الأربعة تائهة تعانى الفقد والخوف فى تلك المدن الراكدة التى تزحف وتآكل الأرواح خالد «السينمائى» يجسده خالد عبدالله وهو نموذج للمثقف العربىّ الصامت العاجز عن الفعل أو تغيير أى شىء هو فقط يكتفى بالرصد وتوثيق ما يراه بكاميراته التى تنافسه فى العجز وأحيانا الخوف راجع لقطات ضرب واحد من المتظاهرين بعنف وقسوة أمام عينه أو ذلك الزوج الذى يضرب زوجته على سطوح العمارة المجاورة ويسرق ما بيدها من ذهب وخوفه عندما رَآه الزوج يصورهم غير أنّه لا يملك إلا أن يقاوم من خلال محاولته لإنجاز فيلمه.. كل ذلك من خلال إطار بصرى شديد التميز والخصوصية وشريط صوت يضم جملا موسيقية مميزة ومحددة ويترك أصوات تلك المدن التى تأكل أرواح قاطنيها إضافة إلى لحظات الصمت الموظفة دراميا والتى تؤكد أن الانفجار قادم لا محالة، فيلم آخر أيام المدينة هو مرثية للعواصم الكبرى والأرواح المتهالكة.

مخرج الفيلم
مخرج الفيلم

تامر السعيد ذاته، درس الصحافة فى جامعة القاهرة، والإخراج السينمائى فى المعهد العالى للسينما، تخرّج عام 1998 مع مرتبة الشرف، مشبعاً بحصيلة أكاديميّة، تجمع بين البحث والروى والتوثيق. عمل كمخرج مساعد مع أسماء مثل سمير سيف فى «معالى الوزير» «2002»، وإبراهيم البطوط فى «إيثاكى» «2005». عمل ما بين إخراج الإعلانات والتدريس، ومن أفلامه التسجيلية المهمة «غير خدونى» «2004» الذى حصل على أفضل فيلم تسجيلى طويل، وجائزة «صلاح التهامى» من لجنة تحكيم الأفلام التسجيلية العربية المنبثقة عن اتحاد السينمائيين التسجيليين.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة