سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 31 يوليو 1990..عزة إبراهيم وسعد الصباح يركبان سيارة واحدة فى جدة.. والملك فهد يعلق: «فأل طيب»

الإثنين، 31 يوليو 2017 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 31 يوليو 1990..عزة إبراهيم وسعد الصباح يركبان سيارة واحدة فى جدة.. والملك فهد يعلق: «فأل طيب» سعد الصباح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وصل الشيخ «سعد العبد الله الصباح»، ولى العهد، ورئيس الوزراء الكويتى، إلى مطار جدة بالسعودية يوم الثلاثاء 31 يوليو (مثل هذا اليوم)من عام 1990، واستقبله الأمير عبدالله ولى العهد السعودى (الملك فيما بعد)، الذى استقبل بعده «عزة إبراهيم» نائب الرئيس العراقى صدام حسين.
 
جاءت الزيارة فى سياق الجهود العربية المبذولة لنزع فتيل الأزمة بين العراق والكويت قبل غزو الجيش العراقى للكويت يوم 2 أغسطس 1990، وحسب محمد حسنين هيكل فى كتابه «حرب الخليج.. أوهام القوة والنصر»: «استقبلهما العاهل السعودى الملك فهد بعد ذلك، واقترح عليهما فترة يستريح فيها كل منهما، ثم يعقدان فيما بينهما اجتماعا أوليا، ثم يلتقيان مع الملك وعدد من أفراد الأسرة والحكومة على العشاء، ولاحظ الملك أن كلا من ضيفيه أقبل على مصافحة زميله على الطريقة العربية التقليدية بما فيها العناق والتقبيل، ثم أبدى الملك ملاحظة للاثنين قائلا: إنه لا يرى حضور طرف سعودى معهما فى اجتماع بعد الظهر، وأنه يفضل أن تترك لهما الفرصة وحدهما يتحاوران معا بكل الجدية اللازمة».
 
بدأ الاجتماع بين الاثنين بعد الظهر، ووفقا لهيكل: «حين جاء موعد العشاء، سأل عن المراسم بما فيها موعد وصول كل من الضيفين إلى القصر لتناول العشاء معه، ورد رئيس التشريفات السعودى بأن الضيفين سيأتيان معًا فى نفس السيارة، وأن عزة إبراهيم قال لمندوب المراسم المقيم فى قصر الضيافة، أنه لا داعى لخروج موكبين، وأنه اتفق مع الشيخ سعد على أن يكونا معًا فى موكب واحد، ويركبا سيارة واحدة ترفع على أحد جانبيها علم الضيافة، والعلم العراقى، وعلى الجانب الآخر العلم الكويتى»، فعلق فهد قائلا: «إنه فأل طيب، ومعنى ذلك أن كل شىء على ما يرام»، ويضيف هيكل، حرص الملك على ألا يسأل أحدًا من ضيفيه على تفاصيل ما دار بينهما، إنما اكتفى بسؤال عام تساءل فيه: «خير إن شاء الله»، وعلى العشاء كان مهتما بمسألة «الخلافات بيننا كأخوة عرب» و«أنجح الوسائل لحلها فى إطار عربى»، ثم انتقل الحوار كالعادة فى الاجتماعات العربية إلى الذكريات وحكايات الماضى إلى آخره»..
يواصل هيكل: «بعد العشاء عاد الاثنان معا(سعد وعزة) إلى قصر الضيافة، وعرف أنهما قضيا بعض الوقت فى حديث متصل، وفى الصباح علم الملك فهد أن عزة إبراهيم سيعود إلى بغداد، وأنه اتفق مع الشيخ سعد على اجتماع آخر يعقد هناك»، ويعلق هيكل: «كانت الصورة ملتبسة بعض الشىء، فاجتماع بغداد كان مقررًا من قبل، واجتماع جدة كان مفروضا أن يسبقه ويمهد له، فإذا لم تظهر نتائج واضحة لاجتماع جدة، إذن فاجتماع بغداد يظل معلقا فى الهواء»، ويؤكد: «لم يكن أحد قد عرف بعد تفاصيل ما دار بين الرجلين، سواء فى الاجتماع الأول بعد الظهر، أو الاجتماع الثانى بعد العشاء، وفيما بعد روى كل منهما تفاصيل متعارضة، ففى حين ذكر الشيخ سعد أنه أبدى موقفا لينا تجاه المطالب العراقية، وكان على استعداد لحلول وسط كثيرة ترضى مطالب العراق فيما يتعلق بالديون والمساعدات والالتزام بحصص الإنتاج، فإن عزة إبراهيم، ذكر أنه لم يجد لدى نظيره الكويتى استعداد لبحث حلول عملية تفصيلية».
 
كانت نتائج هذه الزيارة معلقا عليها مسألة دخول القوات العراقية إلى الكويت من عدمه، ويقول هيكل: «كان الأمر إلى القوات العراقية بأن تدخل حدود الكويت على وشك أن يصدر، وكان الظن الشائع من قبل أنه فى حال إقدام العراق على عملية عسكرية، فإنها ستكون محدودة، والأرجح أن تقتصر على جزيرتى «يوبيان» و«ورية»، وكان ذلك تقدير عدد من الرؤساء العرب، وبالفعل فإن الخطط العراقية، كما تشير مصادر موثقة كانت مرسومة على هذا الأساس حتى الأسبوع الأخير من يوليو، ويبدو أن قرارًا اتخذ بتوسيع العملية قبل أيام قليلة من الغزو، وصدرت الأوامر إلى القوات العراقية على الحدود بأن تكون جاهزة للتحرك فى أى وقت، وكان هناك احتمال لإلغاء الأوامر فى أى لحظة، إذا ما ظهر أن عزة إبراهيم حقق شروط العراق فى اجتماعه مع الشيخ سعد، فإذا لم تحدث هذه المعجزة فى اللحظة الأخيرة، فإن أمر التحرك سيجرى تعزيزه، وساعتها تندفع القوات إلى احتلال الكويت».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة