يتعرض الكثير من اللاعبين للموت المفاجئ، وتكون الوفاة مفاجئة للجميع، خصوصا أن اللاعبين الذين توفوا أعمارهم صغيرة لا تتجاوز الثلاثين من العمر، ورغم ما يردده الأطباء دائما بأن الرياضة تقوى عضلة القلب، وتحسن الحالة المزاجية للشخص إلا أن الحقيقة أن هناك ضوابط معينة لا بد أن تتبع حتى يمارس اللاعب الرياضة، وقبل أن يحترف ويمارس الرياضة العنيفة لا بد أن يخضع لعدد من التحاليل والفحوصات الطبية حتى لا يتعرض للموت المفاجئ.
إسلام ناصر
أهم اللاعبين الذى توفوا نتيجة ممارسة الرياضة
توفى مدافع منتخب مصر لكرة القدم محمد عبد الوهاب إثر تعرضه لأزمة قلبية، تعرض لها خلال تدريبه مع النادى الأهلي، حيث كان اللاعب يبلغ من العمر 23 عاما، وسقط مغشيا عليه فى أرض الملعب.
وكانت وفاة إسلام ناصر لاعب المنتخب الوطنى للدراجات، خلال منافسات البطولة الأفريقية داخل الصالات التى تقام بجنوب أفريقيا مفاجئة للجميع. وتعرض لاعب المنتخب الوطنى لتوقف فى عضلة القلب وفارق الحياة عن عمر يناهز الـ23 عاما، بالبطولة الأفريقية للصالات.
كما توفى الفنان ممدوح عبد العليم خلال تدريبه فى نادى الجزيرة، إثر إصابته بأزمة قلبية، ووصل إلى المستشفى متوفيا بعد سقوطه بنادي الجزيرة.
عمرو سمير
وفاة الفنان والمذيع عمرو سمير بعد ممارسة التمارين الرياضية
وكان المذيع والممثل الشاب عمرو سمير، 33 عاما، توفى إثر أزمة قلبية مفاجئة، والطبيب الشرعى الإسبانى الذى قام بفحص الإعلامى والفنان المصرى أكد أن عمرو سمير توفى بشكل مفاجئ على سريره بغرفته فى أحد الفنادق، بسبب هبوط حاد فى الدورة الدموية، بعد ممارسته للرياضة فى صالة للألعاب الرياضية دون تناول أى أطعمة غذائية أو مشروبات سكرية، مما أدى لإصابته بهبوط حاد بعد المجهود الكبير الذى بذله قبل نومه بساعات، وأثر بشكل مفاجئ على قلبه وأدى لوفاته.
الأطباء يفسرون سبب الموت المفاجئ ويضعون قواعد قبل اللعب والاحتراف
وفاة ممدوح عبد العليم اثناء ممارسة الرياضة
تحاليل وفحوصات يجب القيام بها قبل ممارسة الرياضة
قال الدكتور أحمد نصار، أستاذ القلب وعميد طب عين شمس السابق، إن الشباب الذين يمارسون رياضات عنيفة مثل التجديف، كرة القدم، الجرى، الدراجات، وغيرها من الرياضات العنيفة لا بد من عمل رسم قلب عادى، والذى يمكن أن يفيد فى تشخيص بعض الحالات من العيوب الخلقية، وخلافة، والتى تعرض اللاعب للوفاة، وتضر قلبه، موضحا أن اللاعب لا بد أن يخضع لعمل "إيكو" موجات فوق صوتية على القلب وهو فى غاية الأهمية، ويغفل عنه كثير من أطباء القلب، ويعتبر الرنين المغناطيسى على عضلة القلب هو الفيصل والمحك الرئيسى على سلامة الشخص الذى يجب أن يخضع له قبل ممارسة أى نوع من الرياضة العنيفة، هذا بالإضافة إلى التحاليل المعملية مثل تحليل السكر، وإنزيمات الكبد، والأنيميا، مشيرا إلى أن الشخص الذى يعانى من الأنيميا ويمارس الرياضة يمكن أن يحدث له هبوط حاد فى عضلة القلب، فلابد من تقييم أى رياضى قبل ممارسة الرياضة العنيفة.
اعمل رسم القلب قبل ممارسة الرياضة
وأكد أن رسم القلب يمكن أن يجرى خلال 24 ساعة "هولتر"، والذى يسجل نبض القلب خلال الـ24 ساعة، وقد يكشف نوبات تسارع نبضى فوق بطينى، أو بطينى، والأخير هو الأخطر، وقد يسبب الوفاة، حيث إنه قد يتطور إلى ارتعاش بطينى، وتوقف عضلة القلب تماما.
مضرب الاسكواش يرفع ضغط الدم
الاسكواش أكثر الألعاب خطورة
وأضاف د. نصار أن الاسكواش من أخطر الألعاب على القلب، ويحدث منها مشاكل كثيرة لأنها أسرع لعبة، وتعتبر من خطر الألعاب على القلب هى وكرة السلة، موضحا أن لعبة الاسكواش والتى تعتمد على قبضة اليد على مضرب الاسكواش تسبب ارتفاعا شديدا فى ضغط الدم، وتسبب فى اختلال نبضات القلب، وكثير جدا ما تسبب هذه الرياضة فى إصابة العديد من لاعبيها وسقوطهم على الأرض، مؤكدا أن السقوط داخل ملاعب الاسكواش هو من الحوادث المشهورة فى مجال الألعاب الرياضية، والرياضات الفردية.
الرياضة تحسن الحالة النفسية والمزاجية
وأوضح د. نصار أنه رغم أن الرياضة تعطى الإحساس بأن الإنسان فى حالة نفسية ومزاجية جيدة، وذلك بسبب إفراز الهرمونات التى تسبب الاستقرار النفسى والسعادة، ولكنها لا تقوى عضلة القلب، وتعمل فقط على تفتيح الشرايين الفرعية، ولكن يجب عمل فحوصات قبل ممارسة الرياضة.
وحذر من ممارسة الرياضة أثناء الصيام، لأن جسم الشخص يحتاج فى هذه الفترة إلى تناول السوائل، أو المياه، وغالبا ما يكون الجو شديد الحرارة، مما يعرضه للهبوط الحاد فى الدورة الدموية، وقد يتعرض للوفاة المفاجئة.
الرياضة تكشف أمراض القلب
من جانبه قال الدكتور عماد حفناوى، أستاذ أمراض الباطنة والطب الرياضى، مدير عام الشئون الطبية بوزارة الشباب والرياضة، إن الموت المفاجئ للرياضيين أثناء المنافسات يرجع أسبابه إلى وجود أمراض بالقلب، وهذه الأمراض لا يكتشفها الرياضى، وللأسف تظهر أثناء ممارسته للرياضة، فالرياضى يبذل مجهودا فوق المجهود العادى للقلب، وطبعا شهدت الملاعب سواء العالمية، أو المصرية سقوط عدد من الرياضيين بأزمات قلبية مفاجئة أثناء التدريب، أو أثناء المباراة، وأشهر هذه الأسباب هو تضخم عضلة القلب، موضحا أنه من سوء الحظ أن الرياضى الذى يمارس الرياضة بشكل يومى تحدث له تغيرات فسيولوجية ومرفولوجية بعضلة القلب، تسمى "القلب الرياضى"، وهذه التغيرات تسبب التضخم المرضى لعضلة القلب ومن هنا يأتى الخطأ فى التفريق بين تضخم عضلة القلب الفسيولوجى، والرياضى، والتضخم المرضى، ويأتى عدم وجود كشف دقيق للقلب للرياضيين من أهم الأسباب التى تعوق اكتشاف هذه الأسباب لدى الرياضيين، موضحا أنه من أكثر ما يؤذى الرياضيين هو تعاطى الرياضيين المنشطات التى من شأنها أن تجهد عضلة القلب أثناء ممارسة الرياضة، وهذا أيضا يؤدى إلى وفاة الرياضيين بشكل مفاجئ فى الملاعب.
الكشف الدقيق قبل ممارسة أى نوع رياضة
وينصح الدكتور عماد حفناوى بأنه قبل ممارسة الرياضة يجب أن يخضعوا إلى الكشف الدقيق على القلب لاكتشاف الحالات المرضية، والتعامل معها خوفا على حياة الرياضيين، موضحا أن هناك فرقا بين ممارسة الرياضة عموما للإنسان العادى، وممارسة الرياضة بشكل محترف، أو بشكل يومى، أو أن يكون بطل فهما مختلفان، لأن الرياضة مفيدة لعضلة القلب، ولكن يجب أن لا تصل لحد إجهاد عضلة القلب.
تعويض سوائل الجسم بعد ممارسة الرياضة
وأكد الدكتور عماد حفناوى أن الرياضى بعد ممارسة الرياضة يفقد كمية كبيرة من سوائل الجسم والأملاح، كالصوديوم، والبوتاسيوم، ومن ثم يجب تعويضها بعد التدريب أو المباراة، وأهم الذين توفوا إثر الأزمات القلبية أثناء التدريب، هو كابتن محمد عبد الوهاب، كابتن النادى الأهلى ومنتخب مصر، وتوفى عام 2006، وفى عام 2017 وفاة بطل الدراجات إسلام ناصر، لاعب منتخب مصر للدراجات فى بطولة أفريقيا، والفنان ممدوح عبد العليم توفى فجأة أثناء ممارسة الرياضة، والفنان عمرو سمير توفى أيضا بعد ممارسته للرياضة.
الرياضة التنافسية تستدعى إجراء فحوص قبل ممارستها
وأضاف الدكتور محمد غريب استشارى أمراض القلب بالهيئة العامة للتأمين الصحى، عضو الجمعية الأمريكية للقلب، أن ممارسة الرياضة تستلزم بعض الفحوص الطبية البسيطة قبل الشروع فيها، خصوصا الرياضات التنافسية، مثل الجرى لمسافات طويلة، أو ممارسة لعبة الاسكواش، أو التنس الفردى، أو حمل الأثقال، وكرة القدم، وكرة السلة، وألعاب القوى.
العيوب الخلقية بالقلب تعرض اللاعب للوفاة
وأشار د. الحفناوى إلى أن هناك نوعين من الأمراض التى قد تعرض حياة اللاعبين للخطر، وتسبب لهم الوفاة المفاجئة، النوع الأول عندما يتعرض اللاعب للوفاة المفاجئة عند ممارسة الرياضة، نظرا لوجود خلل فى القلب، نتيجة وجود عيب خلقى مثل ضيق الصمام الاورطى أو تضخم العضلة الانسدادى أو خلل فى كهرباء القلب، مثل مرض "بورجازا"، أو اختلال بضربات القلب، وكل هذه الأمراض تستلزم علاج قد يصل الى الجراحة، ويمنع عنهم نهائيا ممارسة الرياضات التنافسية، حتى بعد شفائهم يسمح لهم بممارسة الرياضات العادية غير التنافسية، لأنه يكون هناك انسداد فى مجرى الدم ما بين البطين الأيسر والأورطى، مما يجعل القلب غير قادر على دفع كميات دم داخل الدورة الدموية، والشرايين موازيا لما قد يحتاجه الشخص أثناء المجهود، مما يؤدى الى هبوط حاد فى الدورة الدموية ،والوفاة المفاجئة.
وقال د. الحفناوى إن النوع الثانى من الأمراض، وهى أمراض الشرايين التاجية، وهى غير شائعة فى السن الصغيرة، ولكن توجد بنسبة ضئيلة فى الأعمار ما بين 20 سنة إلى 30 سنة، ونسبة أكبر ما بين الــ30 الى 40 سنة، وهذه المراض لا بد من اكتشافها مبكرا عن طريق بعض المؤشرات مثل آلام الصدر، أثناء المجهود، خصوصا فى المرضى المعرضين لذلك، مثل أصحاب التاريخ العائلى لجلطات القلب، ويعرضهم للوفاة المفاجئة، أو الذين يعانون من مرض السكر من النوع الأول، أو أصحاب الارتفاع الشديد فى دهون الدم.
تناول الأغذية الخفيفة المحتوية على البوتاسيوم أثناء التمرين
وينصح الدكتور محمد غريب بعدم ملء المعدة قبل ممارسة الرياضة، ولكن يستحب أن يتناول كمية متوسطة من السعرات الحرارية، والأملاح خصوصا تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، مثل الموز، خصوصا أثناء ممارسة الرياضة فى الأجواء الحارة، أو عند التخلص من كمية كبيرة من العرق، وأثناء ممارسة الرياضة لا بد من تناول بعض السوائل والفواكه المحتوية على البوتاسيوم، حيث إن نقص البوتاسيوم فى الجسم يؤدى إلى الوفاة من خلال اختلال فى ضربات القلب، ويؤدى إلى توقف القلب والوفاة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة