د. مجدى بدران يكتب لليوم السابع: أسباب شيوع الحساسية فى الصيف

الإثنين، 03 يوليو 2017 09:00 ص
د. مجدى بدران يكتب لليوم السابع: أسباب شيوع الحساسية فى الصيف الدكتور مجدى بدران

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تتعدد أسباب شيوع الحساسية فى الصيف، فتشمل التعرض لتيارات الهواء الباردة وشديدة البرودة، نتيجة الإسراف فى استخدام المكيفات، وعدم صيانة أجهزة التكييف، مما يجعلها تضخ هواء ملوثا. وقد يسبب الإسراف فى استخدام أجهزة التكييف زيادة فى معدلات الحساسية فى فصل الصيف.

 

درجة حرارة التكييف المثلى هى من 23,5 إلى 24,5 درجة مئوية، والمتوسط 24 درجة مئوية، والبعض يخفض درجة حرارة الغرفة بسرعة، وهذا خطير فلا يعقل دخول شخص غرفة ما ذات درجة مئوية 16 بينما هى خارج الغرفة 36 درجة مئوية، وهذا يسبب أحيانا انتكاسات ربوية وصعوبة وضيقا فى التنفس.

 

والعكس أيضا، فالخروج من أماكن باردة لأماكن حارة ضار أيضا للجهاز التنفسى، وفى هذه الحالات ينصح بالخروج بالتدريج، بالمشى البطىء، ونزول درجات السلم على الأقدام بدلا من النزول بالمصعد، فالنزول على السلم يجرى الدورة الدموية، ويفيد أيضا تغطية الأنف بمنديل وشرب مشروب دافئ طبيعى.

 

تشمل أضرار الهواء البارد مرور الهواء البارد على الجلد مما يسبب انقباضا نسبيا للعضلات، وبالتالى تتقلص وتتيبس، ومن أمثلة ذلك آلام الرقبة، مرور الهواء البارد على العين يقلل الماء فيها لزيادة تبخيره من طبقة الدمع، مما يجعلها عرضة للالتهابات، وجفاف الأنف والمجارى الهوائية، الحرمان من التعود على درجات حرارة مرتفعة يزيد من احتمالات الإصابة بالإجهاد الحرارى عند الخروج للشارع فى الأجواء الحارة.

 

ينبغى تهوية السيارة قبل تشغيل التكييف، ونحذر من تشغيل جهاز تكييف السيارة بمجرد ركوبها. بعض المرضى تنتابهم نوبات الحساسية من عطس متكرر، أو سيلان الأنف أو العين أو ضيق النفس أو الصداع غير المفسر بمجرد ركوب السيارة، والتفسير هو تراكم مواد ضارة كثيرة داخل السيارات نتيجة استخدام البنزين والأتربة وملوثات الأحذية، حتى فى غياب التدخين فى السيارة تنشأ الأضرار نتيجة تدخين السائق قبل ركوب الركاب بساعات أو عدة أيام بدعوى عدم وجود ركاب أوقات التدخين، وتتراكم مخلفات التبغ على أسطح السيارة الداخلية. النيكوتين يلتصق كالغراء بالأسطح الداخلية لعدة أيام، ويتفاعل مع حمض النيتريك الذى ينتج بغزارة من غاز أكسيد النيتروز الذى تصدره عوادم السيارات.

 

أتربة السيارات بها حشرة الفراش المسبب الأول للحساسية فى الأماكن المغلقة، وسموم البكتيريا التى تزيد من قابلية التحسس لمسببات الحساسية التى تستنشق، و الفطريات التى تسبب تضاعف معدلات الحساسية التنفسية حتى فى غياب الحساسية ضدها. إصطحاب حيوانات أليفة خاصة القطط فى السيارات يزيد من التحسس للهواء الملوث فيها. يعتقد البعض أن معطرات الجو تطرد الرائحة الكريهة، لكنها تلوّث الهواء وأجسامنا وملابسنا وطعامنا وشرابنا فتضر الأنف والجهاز التنفسى والعين والجلد. المخاطر تزداد مع الرضع والأطفال الصغار، لصغر حجم رئة الطفل مما يزيد من الضخامة النسبية لملوثات هواء السيارات. دخان السجائر يلوث البيئة بما يعادل 10 أضعاف عوادم السيارات.

 

يفضل تهوية السيارة بفتح الأبواب والنوافذ قبل الركوب، والتنظيف الدورى للسيارة من الداخل. على مرضى الحساسية عدم ركوب السيارات بدون اصطحاب الأدوية الخاصة بالعلاج والوقاية من الحساسية.

 

التدخين فى الأماكن المغلقة يزيد من حساسية حشرة الفراش، وهى المسبب الأول للحساسية فى البيوت، ويزيد من أمراض الحساسية، ويسرع من التحسس، فالحساسية تحدث فى فترة أقل فى وجود أبخرة التبغ. التدخين يشل ويدمر الأهداب التنفسية مما يسمح لمسببات الحساسية والميكروبات بالتسلل للخلايا التنفسية المبطنة للشعب الهوائية. التعرض للتدخين لفترات قصيرة أقل من عشرين دقيقة يسبب إزدياد نسب المواد الكيمائية التى تسبب ضيق الشعب الهوائية وتهيج الأغشية المخاطية وانسداد وسيلان الأنف. التعرض للتدخين لفترات طويلة أكثر من ساعة يسبب زيادة مهولة فى هذه المواد الكيميائية، وتدمير الخلايا الطلائية المبطنة للممرات الهوائية، وزيادة كمية مسببات الحساسية التى تصل الشعب الهوائية، وتغيرات فى التركيبة البنائية لأنسجة الممرات الهوائية مما يحرمها من المرونة والقدرة على الاتساع والتمدد اللذان يعينان الإنسان عند المجهود ويعوق توفير كميات أكبر من الأوكسجين.

 

قلة النوم والنوم المتأخر يسببان اختلال الساعة البيولوجية، وقلة المناعة، وزيادة معدلات الحساسية، قلة النوم تضر الجلد أيضا، وتسبب التوتر وزيادة إنتاج الكورتيزول. الكورتيزول أحد هرمونات التوتر الذى يدمر بروتين الكولاجين، وهو الصمغ الغروى الطبيعى الذى يجعل الجلد متمسكاً مشدوداً. الكولاجين يشغل 70% من الجلد. الكورتيزول يرفع مستوى السكر فى الدم وهذا يزيد من شيخوخة الجلد والكولاجين. الكورتيزول يزيد من جفاف الجلد وقدرته على التجديد.

 

تناول المثلجات والمشروبات الباردة يقلل من مناعة الجهاز التنفسى العلوى. من الأهمية أيضا التحذير من الإكثار من تناول الأغذية الغربية السريعة النمط المليئة بمكسبات الطعم واللون والرائحة والمواد الحافظة، على حساب الإقلال من الأغذية الطبيعية المفيدة للصحة العامة خاصة الجهاز التنفسى.

 

التدخين السلبى يزداد مع الإجازات والمصايف والتجمعات، فتزداد معدلات التدخين حتى على الشواطئ خاصة الشيشة. التدخين يزيد من الشوارد الحرة خاصة فى الشعب الهوائية، ويسبب نقصانا كبيرا فى مستويات مضادات الأكسدة خاصة فيتامين س وفيتامين هـ والبيتاكاروتين والجلوتاثيون. الشوارد الحرة هى جزيئات تحمل أعدادا فردية من الإليكترونات مما يجعلها غير مستقرة تبحث عن إليكترونات تسرقها بتدمير الخلايا والشفرات الوراثية وبالتالى أنسجة الجسم.

 

حساسية الفطريات تحدث أيضا فى الصيف، وتصيب حوالى 10% من المواطنين، و50% من ذوى الحساسية الوراثية، و56% من مرضى الجيوب الأنفية. مع أن الفطريات تشمل مليون نوع، هناك 400 نوع فقط تهدد الانسان والحيوانات والنباتات. الفطريات موجوده فى حياتنا، فهى موجوده فى 25% من منازلنا خاصة المطابخ والحمامات خاصة مع الرطوبة. تفرز الفطريات 70 مادة تسبب الحساسية وبعضها له القدرة على إحداث الحساسية فى الأشخاص ذوى الاستعداد الوراثى مثل حساسية الصدر، وحساسية الأنف، وحساسية العين، وحساسية الجلد. 40% من مرضى حساسية الصدر ضحايا الربو الشعبى.

 

حساسية حبوب اللقاح تحدث أيضا فى الصيف، خاصة فى المدن، حاليا تستمر معدلات حساسية حبوب اللقاح فى الازدياد بشكل كبير فى المدن الحديثة فى جميع أنحاء العالم لعدة أسباب منها إنتاج حبوب اللقاح بكميات كبيرة عن ذى قبل، وأن أغلب الأشجار والشتلات البستانية الجديدة التى يتم إختيارها لتشجير المدن تنتج حبوب لقاح ذات قدرات عالية على إحداث الحساسية من أى وقت مضى. الاحترار العالمى يسبب تفاعل حبوب اللقاح مع تلوث الهواء فى المناطق الحضرية. السكن فى الأماكن المرتفعة يزيد فرص الإصابة بحساسية حبوب اللقاح، وكلما زاد ارتفاع البنايات السكنية كلما زادت حساسية حبوب اللقاح بمعدلات أعلى من سكان البنايات المنخفضة فى المدن وسكان القرى. يتم إطلاق حبوب اللقاح فى الصباح ثم يرتفع إلى الغلاف الجوى العلوى كلما ارتفعت درجات الحرارة. عندما يبرد الهواء فى المساء تبدأ حبوب اللقاح فى النزول لأسفل مرة أخرى، و تصبح الساعات من السابعة وحتى العاشرة مساء أعلى فى مستويات حبوب اللقاح.

 

فى المبانى الشاهقة تدخل حبوب اللقاح إذا كانت النوافذ مفتوحة . تمتلئ المدن بشوارع الأسفلت وأسطح المنازل، وهى تميل إلى استيعاب المزيد من الحرارة مقارنة بالمناطق الريفية، وهذا يزيد من تواجد حبوب اللقاح، الهواء الجاف والعواصف تنقل حبوب اللقاح مسافات بعيدة.

 

حساسية كلور حمامات السباحة تنشأ من جرعات زائدة من الكلورين. نزول الأطفال أقل من 3 سنوات حمامات السباحة يزيد من معدلات الحساسية لديهم خاصة ضد الكلور وحشرة الفراش.

 

حساسية لدغ الحشرات تزداد صيفاً كالناموس . حساسية الصراصير سبب هام لحساسية الصدر والربو، وأزمات الربو. 60% من مرضى الربو فى المدن الكبرى لديهم حساسية الصراصير. الأطفال الذين لديهم حساسية الصراصير، يحتاجون للاحتجاز فى المستشفيات أكثر من غيرهم الأسوياء. تشمل مسببات الحساسية فى الصراصير أجزاء الجسم واللعاب وفضلات الصراصير والبيض وأجساد الصراصير الميتة. تشمل أعراض حساسية الصراصير حكة فى الجلد أو العين، وطفح جلدى، والعطس وسيلان الأنف وانسداد الأنف وحكة الأنف والفم أو الحلق، السعال وصعوبة فى التنفس، وضيق الصدر.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة