تقوم فتاة أفغانية - أمريكية، تدعى شيستا فايز، بمهمة لا تتمثل فقط فى القيام بجولة حول العالم بمفردها على متن طائرة صغيرة ولكن من أجل إلهام آخرين وأُخريات بالسير على خطاها، فهى تأمل فى فتح آفاق جديدة أمام الفتيان والفتيات فى مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
ولتحقيق هذا الهدف تقود شيستا، وهى أول امرأة ولدت فى أفغانستان تقود طائرة، منظمة دريمز سوار، وأسست شيستا تلك المنظمة لتشجيع الفتيات والفتيان على العمل فى مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والطيران.
وقالت شيستا فايز لتلفزيون رويترز فى أعقاب هبوط طائرتها فى القاهرة "أقصد، لماذا ذلك؟ الأطفال؟ هؤلاء هم السبب. هناك صناعة مثيرة جدا، علوم، تكنولوجيا، هندسة ورياضيات ونحتاج لمزيد من المواهب، لا نحتاج فقط لمزيد من النساء لكننا نحتاج فتيانا وفتيات من أنحاء العالم ليكونوا جزءا من هذه المجالات ليتسنى لنا تحقيق تقدم للأمام".
وبعد هجرتها لأمريكا وهى طفلة أصبحت شيستا أول امرأة فى عائلتها تلتحق بالجامعة، وكلاجئة فإن شيستا (29 عاما) ترغب فى أن تتيح منظمتها فرصا لكل من اضطروا للخروج من بلادهم فى السنوات الأخيرة.
وأضافت شيستا لتلفزيوين رويترز "أقصد أن هناك لاجئين كثيرين جدا، هناك أزمة كبيرة بالفعل. وهؤلاء الشبان والفتيات على السواء بعيدون عن بلادهم. لديهم مشكلات فى التأقلم وليس لديهم أمل يُذكر. لذلك فأينما توجد منظمة دريمز سوار ويمكنها أن تسهم فى تخفيف هذه المصاعب فإن هذا أمر هام".
وأوضحت شيستا أنها لم تختر المحطات التى تتوقف فيها خلال جولتها بطائرتها، وعددها 34 محطة حول العالم، بشكل عشوائى لكن هذه الأماكن أسهمت فى تلك المجالات على مر السنين، وتعمل منظمة دريمز سوار مع زعيمات فى تلك المجالات من كل بلد ليشجعن مزيدا من النساء والفتيات على أن يعلمن قائدات طائرات.
وسوف تُستخدم الأموال التى تُجمع أثناء الجولة فى توفير منح للأطفال الذين يهتمون بمتابعة تعليمهم فى هذه المجالات فى ربوع المعمورة، وتوقفت طائرة دريمز سوار، التى أقلعت من ديتونا بيتش فى الولايات المتحدة، حتى الآن فى ثمانى محطات من بين 34 محطة حول العالم، ومصر هى تاسع محطة فى الرحلة، التى تسافر فيها شيستا بمفردها، ويتوقع أن تشمل خمس قارات على متن طائرة أمريكان بيتشرافت بونانزا.
وقال المدير الإقليمى للمنظمة الدولية للطيران المدنى (الإيكاو) لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وهى واحدة من المنظمات الداعمة لقضية شيستا، محمد رحمة "المشاريع زى المشروع اللى إحنا شايفينه النهاردة. شابة صغيرة بتلف (تدور حول) العالم بطائرة صغيرة، يمكن غير مجهزة لهذه المسافات، إنما هى بتقدر تتحدى كل الظروف الجوية والمسافات وتقدر إنها تتغلب على كل ده وتلف العالم 34 دولة على مستوى العالم، أكثر من 25 ألف ميل بحرى. ده أكيد بيشجع الشباب إنهم يبقوا عندهم يعنى هواية امتهان مهنة الطيران ومعرفة أكثر عن الطيران وأهميته بالنسبة للدول واقتصادياتها".