رغم سيطرتهم على العالم ومحاولتهم تقديم المزيد من المميزات لجذب المستخدمين إليهم، لكن تظل المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا شرا لا مفر منه، الأمر الذى يضعهم دائما فى صراعات فى مواجهة بعضهم البعض، خاصة عند التقائهم فى مجالات محددة، وفيما يلى نرصد أبرز صراعات بين عمالقة التكنولوجيا جذبت أنظار العالم، والتى كان آخرها صراع مؤسس فيس بوك حول تقنيات الذكاء الأصطناعى.
زوكربيرج وموسك وصراع الذكاء الأصطناعى
كشف تقرير حديث صادر عن الموقع الإلكترونى لصحيفة "إندبندنت" البريطانية عن تبادل كل من مارك زوكربيرج وإيلون موسك مؤسس شركتى تسلا للسيارات وسبيس إكس للفضاء الانتقادات بسبب الذكاء الاصطناعي، إذ وصف إيلون موسك مارك زوكربيرج بأن فهمه للذكاء الاصطناعى محدود، بعد أن انتقد مؤسس فيس بوك وجهة نظر رئيس تسلا فى هذه المسألة ووصفها بأنها غير مسئولة.
ويمتلك كل منهما وجهات نظر مختلفة حول تقنيات الذكاء الاصطناعي، فمارك زوكربيرج حريص للغاية على المضى قدما فى تطويره، من ناحية أخرى وصف موسك هذه التقنيات الجديدة بأنها خطر وجودى للحضارة الإنسانية، مطالبا الشركات المطورة للذكاء الاصطناعى بالتمهل حتى لا تتسبب فى ابتكار شيء خطير دون قصد.
وكانت المشكلة قد بدأت عندما رد مارك زوكربيرج على سؤال وجهه إليه أحد مستخدمى الشبكة الاجتماعية عبر خدمة فيس بوك لايف، إذ قال له: "شاهدت مقابلة أجريت مؤخرا مع إيلون موسك وخوفه الأكبر من المستقبل كان بسبب الذكاء الاصطناعي، فما رأيك بالذكاء الاصطناعى وكيف يمكن أن يؤثر على العالم؟"، حيث أجاب زوكربيرج قائلا: "لدى آراء قوية جدا حول هذا الموضوع، أنا متفائل، وأعتقد أنه يمكنك تطوير الأشياء ليصبح العالم أفضل، لكن بالنسبة للذكاء الاصطناعى على وجه الخصوص، أنا متفائل حقا، وأعتقد أن المتشائمين الذين يحاولون الترويج لهذه السيناريوهات، لا أفهمهم، فهى آراء سلبية، وفى بعض النواحى أعتقد فعلا أنها غير مسئولة"، إلا أن "موسك" لم يتمكن من تجاوز هذه الاتهامات فاتجه إلى حسابه عبر موقع تويتر للتعليق على المسألة والرد على مؤسس فيس بوك.
- بيل جيتس وستيف جوبز وصراع أنظمة التشغيل
أما بيل جيتس وستيف جوبز لم يكونا أعداء دائما ، حيث كانت مايكروسوفت تطور البرمجيات فى وقت مبكر لجهاز Apple II PC، وكان جيتس يزور مقر أبل بشكل روتينى، وفى بداية الثمانينات، ذهب جوبز إلى واشنطن ليعرف من جيتس إمكانية وضع برامج مايكروسوفت على أجهزة كمبيوتر ماكنتوش، كما ظهر جيتس بجانب جوبز فى شريط فيديو عام 1983، وهو يشيد بجهاز MAC، قائلا "إنه يجسد حقا خيال الناس"، إلا أن هذا التحالف لم يدم طويلا، حيث بدأ انهيار العلاقة بين الحليفين، عندما أعلنت مايكروسوفت عن النسخة الأولى من نظام ويندوز فى عام 1985، ليتهم جوبز كلا من جيتس ونظامه مايكروسوفت أنهم أدوا إلى تمزيق ماكنتوش، وهو الأمر الذى لم يهتم به جيتس، خاصة أنه يعرف أن أبل أخذت فكرة واجهة الرسوميات من مختبرات زيروكس بارك البحثية، وهو ما كان بداية الانفصال والعداء بينهم.
وقد كان جوبز يرى أن جيتس لا يمكنه العمل على المبتكرات التجارية، فى حين أن جيتس يرى أن جوبز لا يمكنه التفكير وأنه إنسان غريب للغاية، إلا أنه وبعدما استقال ستيف جوبز من أبل، وأسس شركة نيكست، وعلى الرغم من خروجه من أبل أكبر منافس مايكروسوفت، فإن هذا لم يحسن العلاقة بينهما، وكان جوبز يرى أنه إذا فشلت شركته "نيكست" وفاز مايكروسوفت ويندوز، فإن صناعة الكمبيوتر ستدخل العصور المظلمة لمدة عشرين عاما، وهو ما أعلن عنه صراحة عندما ظهر خلال إحدى اللقاءات التليفزيونية فى عام 1996 بعنوان "انتصار المهووسين" وانتقد بشدة بيل جيتس ومايكروسوفت قائلا إنهم يصنعون منتجات من الدرجة الثالثة.
