أحمد إبراهيم الشريف

عبدالراضى علام حسن.. أيقونة من بلدنا

الأحد، 23 يوليو 2017 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى البداية لى أن أفخر أننى أنتمى إلى المكان نفسه الذى يعيش فيه عبدالراضى علام حسن، الطالب المتفوق الذى حصل على %99.76 فى الثانوية العامة، فبالتأكيد أنا وعبدالراضى رغم اختلاف السنوات وتباعدها مررنا فى الشوارع نفسها ولامسنا التراب ذاته وبالتأكيد درسنا فى المدرسة الثانوية عينها، وفخرى بـ عبدالراضى ليس لتفوقه العلمى فقط ولا لتحديه لظروفه الصعبة ولا لإنسانيته الواضحة جدا، بل إضافة لكل ذلك لأنه أعاد للجميع الثقة فى أنفسهم.
 
الجميع فى قرى مركز البدارى وربما فى أسيوط كلها يعرفون أن شباب «نجع الجزيرة» قادرون على صناعة المستحيل دائما، وذلك لكونهم يمسكون فى أحلامهم للنهاية، ولأنهم يبدأون تفوقهم مبكرا، فمنذ صغرهم يقودهم إخلاصهم لأهدافهم وسعيهم الكبير لتحقيق أهدافهم، كنا دائما نراقبهم ونحاول أن نتعلم منهم لكنهم يظلون الأكثر إخلاصا لأنفسهم، وعبدالراضى علام نموذج على كل ذلك.
 
فى يوم وليلة أصبح عبدالراضى حديث الجميع، بصورة إيجابية غير متوقعة، واستطاع ببساطة أن يجمع قلوب الكل عليه متمنين له أن يكمل اجتهاده ويحقق كل أحلامه.
 
ما فعله عبدالراضى علام لم يفعله أحد من قبله، وعلى من يريد أن يفهم كلامى أن يتأمل حال قرى الصعيد، خاصة فى السنوات الأخيرة السابقة، فيما يتعلق بالتعليم، لقد تهشمت العلاقة تماما بين الناس والرغبة فى استكمال تعليمهم، وذلك لأن الكثيرين فقدوا الثقة فى أن ينقذهم التعليم من ظروفهم الصعبة، لذا اكتفوا بأقل القليل منه، ولم يعودوا يراهنون عليه، توقعوا أن يبذل أبناؤهم الكثير من الجهد والعرق والتوتر ثم يفشلون فى تحقيق الغايات، صار الأمر مرتبطا بالخذلان، لكن جاء عبدالراضى ليقول لهم، عودوا مرة أخرى للمراهنة على التعليم، فالاجتهاد يحقق الأحلام ويخرج بكم من ظلمات الفقر إلى النور.
 
جانب آخر مهم صنعه نجاح عبدالراضى هو أنه أخرج أطنان الخير المنسية من قلوب الناس فى القرى والنجوع، فقد بدأ الجميع يفكرون كيف يساعدون عبدالراضى ويجعلونه قادرا على تجاوز ظروفه الاجتماعية التى يتحملها صابرا، اعتبروا أنفسهم أهله المسئولين عنه، وجميعنا يعلم أن الحديث عن الخير ينعكس على كل شىء محيط به، لذا بسبب عبدالراضى سوف نعيش فترة زمنية لا بأس بها فى حالة من الرضا النفسى.
 
ثالث الأشياء التى يجب أن نشكر عليها عبدالراضى هى أنه تحول إلى أيقونة نجاح فى البلد سوف يمتد أثرها أكثر مما نتوقع، فالطلاب المقبلين على الثانوية العامة فى السنوات المقبلة سوف يكون إصرار عبدالراضى وطريقته فى إدارة نفسه منهجا يتبعونه وبالتالى سوف نرى ونسمع عن قصص نجاح أخرى كثيرة فى السنوات المقبلة.
 
ومن الأشياء الجميلة التى فعلها عبدالراضى أنه أعاد جزءا من الثقة بين المواطن والمؤسسة، فبعد أن أعلنت جامعة أسيوط تكفلها بمصروفاته، ستتحسن العلاقة نوعا ما مع هذه المؤسسات التى كنا نظن أننا فى وادٍ وهى فى وادٍ آخر.
لذا شكرا لـ عبدالراضى علام حسن على كل الأشياء التى فعلها بقصد أو بدون قصد، ونتمنى له التوفيق الدائم.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة