سعيد الشحات

إلى الذين لا يعرفون مصر قبل ثورة يوليو

الأحد، 23 يوليو 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع كل ذكرى لثورة 23 يوليو 1952 يتجدد الهجوم على الثورة وقائدها، ويشهد هذا الهجوم انحطاطا وجهلا لا مثيل له فى تناول وقائع التاريخ، وأستأذن أستاذنا الإعلامى الكبير صلاح زكى أحمد فى إعادة نشر هذا المقال الذى كتبه على صفحته بـ«الفيس بوك» رداً على هؤلاء: 
 
كان لأستاذى وصديقى، المفكر القومى الكبير، الأستاذ «محمد عودة» رحمه الله، قول كريم ودقيق وحقيقى ما زلت أتذكره رغم مرور سنوات طويلة وبعيدة على سماعى له، كان يقول : «هناك نوع من الناس، الذين يطلقون على أنفسهم»، وصف «مثقفين» أصحاب غدة من الكراهية والحقد لا تعرف عن ثورة يوليو وتاريخها غير بعض الإخفاقات، ولا يذكرون أى إنجاز أو مكسب تحقق للأغلبية الساحقة من الشعب المصرى، أناس لو بحثت عن الأصول الاجتماعية لغالبيتهم، ستجد أنهم من أبناء الفلاحين أو العمال أو صغار الموظفين، بمعنى آخر، أنهم من أبناء الطبقات والفئات الاجتماعية التى استفادت من قوانين العدالة الاجتماعية، مثل: مجانية التعليم، والإصلاح الزراعى والحد الأدنى للأجور، وغيرها وغيرها من تلك القوانين التى لولاها ما شهد هؤلاء الناكرون للجميل الكارهين للثورة، يوماً واحداً من الكرامة وعزة النفس، هؤلاء، لا يتم علاجهم إلاّ فى مصحة عقلية أو البحث عن مستشفى متخصص فى معالجة غدد الكراهية، وفقدان البصيرة 
 
انتهى كلام الأستاذ «عودة»، وانتقل الرجل إلى رحمة الله، غير أن هذه الفئة الضالة الكريهة، لم تنتهِ، وفى الغالب لن تنتهى، فالحياة لا تخلو من هؤلاء، لا تخلو من الشر لكى ندرك معنى الخير والفضيلة والحب، لا تكتمل الحياة دون وجود هذه الفئة، التى تستوى فى الغواية والحقد والكراهية مع الشياطين والمنافقين وأصحاب الدرك الأسفل من النار.
 
أتذكر منذ زمن تجاوز عشرات السنوات، أن خصص الأستاذ «أحمد بهاء الدين» رئيس مجلس إدارة دار الهلال العتيدة، العدد التذكارى لمجلة المصور بمناسبة الاحتفال بثورة يوليو فى عام 1965، خصص غالبية صفحات هذا العدد لموضوع واحد، وفكرة واحدة، وتقع تحت عنوان لافت وعبقرى هو: «كان يا مكان، قام الأستاذ «بهاء» بوضع حشد هائل من الصور، الصورة ونقيضها، مثل فقير مصرى، يجر عربة، أشبه بـ«الياشكا» الهندية تحمل أحد الباشاوات الذى يتجاوز وزنه أكثر من طن، وهذا المواطن المُعدم الفقير، يمشى حافى القدمين، وبؤس الدنيا على وجهه!
 
ومثلاً: أحد الاحتفالات الفخمة الباذخة الثراء والسفه، التى تجمع المئات من زوجات وأميرات الأسرة الملكية، وعشيقات الأمراء، وزوجات السفراء والوزراء والباشوات، والهدف، هو القيام بحملة خيرية، تحت رعاية صاحبة السمو الملكى، الملكة «ناريمان» لجمع التبرعات لمكافحة ظاهرة الحفاء بين أبناء الشعب، وهكذا يفرد الأستاذ «بهاء» مئات الصور، كل منها مصحوباً بكلمات قليلة، صور مُعبرة، غير أنها صور مؤسفة ومُهينة وحزينة ومؤلمة، وقد ختمها بصورة كبيرة لجريدة حزب مصر الفتاة، تجمع مئات من المصريين الفقراء الذين يفترشون الأرصفة فى أكبر ميادين العاصمة، ميدان الإسماعيلية «التحرير فيما بعد»، فى يوم شتاء بارد وعاصف وقاسٍ، ويكتب تحتها، وبمانشيت عريض عبارة مكونة من ثلاث كلمات: «رعاياك يا مولاى الملك» 
 
قبلها كان الأستاذ «خالد محمد خالد» قد أصدر كتاباً لم يرَ النور إلاً لبضع ساعات، قبل مصادرته، كان عنوانه «مواطنون لا رعايا» يشرح فيه صور البؤس والفقر والحاجة، والفقر الذى يصل، والعياذ بالله إلى حد الْكُفْر.
 
قبلها بسنوات قليلة نشر الأستاذ العميد، الدكتور «طه حسين» بضع مقالات ناقدة وفاضحة وكاشفة للظلم والقهر الاجتماعى الذى كان يعيشه الملايين من الشعب المصرى، فما كاد المقال يعرف طريقه للنشر إلاّ وتصادر الصحيفة الناشرة له، ويُستدعى «طه حسين» للنيابة العامة للاستحواب والتحقيق معه ولم يتح للدكتور «طه» نشر هذه المقالات فى كتاب إلاً بعد قيام الثورة، ثورة يوليو! وكان عنوان الكتاب قاسياً ومؤلماً، كان العنوان هو «المعذبون فى الأرض».






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ايهاب

فى رحاب الله

عبد الناصر فى رحاب الله و ذكراه للابد محفوره فى قلبو الملايين اللى عمل من اجلها و اللى بتحبه حتى النهايه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة