بالفيديو.. قصر عمر طوسون من شاهد على عصر النهضة إلى مجمع مدراس

السبت، 22 يوليو 2017 06:47 م
بالفيديو.. قصر عمر طوسون من شاهد على عصر النهضة إلى مجمع مدراس قصر عمر طوسون
كتبت: منة الله حمدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
 
كغيره من القصور التى دخلت تحت طائلة المنفعة العامة بعد ثورة يوليو 1952، فتحول من قصر الأمير عمر طوسون أحد القصور الملكية الهامة ورائعة التصميم والمقتنيات إلى مدرسة شبرا الثانوية بنات، التى لم تتركه إلا وهو شبح يقف وسط غابة مرعبة، ولم يكتفى الأمر بذلك بل أحيط به 3 مدارس أخرى، وهما مدرسة روض الفرج الثانوية بنات، مدرسة شبرا الثانوية، مدرسة قاسم أمين الإعدادية بنات، ومدرسة حسنى مبارك الثانوية بنات التى استغلت غرف القصر أسوء الاستغلال.
 
 
 
غضب شديد من كل جزء فى القصر على الحالة المتردية التى وصل اليها بسبب الإهمال الشديد من حكومات متتالية لم تقدر قيمة ذلك المبنى الأثرى وأهميته، وتركته عرضه لسرقة الخارجين عن القانون لمقتنياته وسُكنه للثعابين والخفافيش والكلاب الضالة واكتفت فقط بوضع "قفل" حديدى وحارس للبوابة الخارجية ولافته من الورق الكرتونى مكتوب عليها بألون الباهت وخط يصعب قرأته "قصر الأمير عمر طوسون".
 
 
 
تعرض القصر إلى الحريق مرتان الأولى فى السبعينيات، حيث شبّ به حريق هائل دمر أجزاء كثيرة منه ونال من غرفة الأمير عمر طوسون وأتى على سقف غرفتين بالكامل وألحق أضرارًا جسيمة به‏، وقد تم ترميمه ولكن بالشكل سيء وغير لائق، والأخير كان فى مايو 2015 قضى على سبع غرف من القصر الذى شهد على عصر النهضة المصرية وضمت جدرانه صالونات العلم والمعرفة.
 
 
 
للأسف الشديد لم تنتبه الدولة إلى المبنى الأثرى إلا بعد فوات الأوان ولكن بالطريقة التى تعرفها، حيث أعلنت تصنيف القصر كمبنى تاريخى وأثرى عام 1984، فقد تركت الدولة يد الإهمال تعبث فى القصر وتدمره على مدار 32 عاماً ليصبح فى النهاية سكنه للأشباح.
 
 
 
يتكون القصر من 3 طوابق الأول هو البهو الرئيسى وعدد من الحجرات التى كانت مجهزة لاستقبال الضيوم، بالإضافة إلى مكتبته الخاصة والتى كانت تحتوى على عدد كبير من الكتب سواء كانت من تأليفه وتأليفه غيره، كما ضم الطابق الأول حجرات الخدم وحجرات التى تستخدم كمخزن للقصر، وأيضاً الحمامات والمطابخ، أما الطابق الثانى يضم بهو رئيسى وحجرات النوم الخاصة بأسرة وجناح الخاص الأمير وعدد من الحجرات الأخرى بالإضافة إلى الحمامات، أما الطابق الثالت فهو تحت الأرض أو سراديب القصر وهى تطل حديقة القصر.
 
 
 
وأبدى الدكتور محمد حمزة عميد كلية الآثار جامعة القاهرة اعتراضه على الحالة المتردية التى وصلت إليها معظم آثارنا الإسلامية، وخاصة قصر عمر طوسون الذى يعد من أشهر الأمراء فى ذلك العهد قائلاً: للأمير عمر طوسون مؤلفات عدة بكونه كاتب ومؤرخ كبير، كما أنه حظى على حب الشعب المصرى لتواضعه الملحوظ، ويعد هذا القصر أحد قصوره ولكنه حالياً يعانى من الإهمال الشديد ويحتاج إلى مجهودات وأموال طائلة فى الوقت الذى تتوقف فيه السياحة وتُدان فيه وزارة الآثار إلى الحكومة بـ4 مليار دولار كرواتب فقط.
 
 
 
كما تسأل "حمزة" عن دور مؤسسات المجتمع المدنى ورجال الأعمال للمساهمة فى مثل هذه الأعمال التى تعد شرف والمكانة المصرية، وإعانة النظر لها وإقامة مشاريع على أعلى مستوى، كما طالب بعمل قناة فضائية خاصة لآثارنا المصرية تسلط الضوء على السلبيات وتشيد بالإيجابيات.
 
 
 
الكثير منا لا يعرف عن أمراء الأسرة المالكة سوى القليل ومنهم الأمير عمر طوسون الذى وصل إلى قلب المصرين بدماثة خلقة وشهامته وحبه للفقراء والبسطاء، فهو الابن الثانى للأمير طوسون حفيد محمد على باشا مؤسس مصر الحديثة، ولد عمر فى 8 سبتمبر 1872، نال الأمير دراسته الابتدائية فى مصر ثم أكمل دراسة التجارة وعدة لغات أجنبية فى سويسرا وفرنسا وانجلترا، ثم عاد إلى مصر وذاعت شهرته لعلمه الغزير فى التاريخ والجغرافيا والزراعة بالإضافة إلى أعماله الخيرية واستقامته البالغة.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة